في الكويت ميزة في غاية الروعة.. تغيرت 180 درجة خلال حقبة من الزمن، ولأننا مجتمع يجيد قياديوه صفة «الرزة» أمام الكاميرا أو على صدر صفحات الصحف ولا يحترم المعالجة العلمية من خلال الأبحاث بالنسبة للظواهر الاجتماعية المتغيرة، أصبحنا نرى الخطأ ولا نعالجه، ونشاهد الإساءة من قبل البعض ولا نحاسب فاعلها، وهكذا حتى أصبحت الإساءة من العادات المتبعة من قبل ضعاف النفوس وصار المناخ الاجتماعي مناخ « التحلطم الفوضوي».. فالعقلاء يشتكون من انحدار مفردات لغة الحوار ومحركي الفتنة والسب والقذف وأنت ماشي ولا يملكون القرار العلاجي!
من منا لا يعرف رموز الفساد المالي والإداري، من منا لا يعرف الراشي، من منا لا يعرف قليلي الأدب والوسائل الإعلامية سيئة الطرح والمؤججة للشارع الكويتي؟ لا أحد يجهل الأمر فالتكنولوجيا الحديثة ساهمت في نشر كل شيء على مدار الساعة ولا يوجد أميّ في عالم الإعلام الحديث!
عندما يخرج مرشح يسب نائبا سابقا وآخر يتهم مرشحا آخر وثالث يتحدث عن شراء الأصوات ولا يبلغ عنها، ونواب سابقون محالون للقضاء وصراع بين أقطاب الأسرة مكشوف للعلن، فهذا محسوب على مجموعة وذاك محسوب على مجموعة أخرى و «كل شيء له ثمن» وقد ذكرها الشيخ أحمد العبدالله الوزير السابق وشيوخ وكتاب وإعلاميون يعرفون ما يحاك بالخفاء، ولا يوجد حتى هذه اللحظة من يمتلك الشجاعة ويأتي بالبرهان اليقين ويطالب ولاة الأمر بالمحاسبة الفورية.. وعليه، طرح السؤال الآتي الذي بات ملحا: لماذا نحن هكذا وما الذي تغير؟
في السابق، كانت هناك جهات ترصد وتحاسب وتوقف كل متطاول، ولم يكن العامة من الشعب على علم بالأسرار التي أضحت متاحة للجميع!
إن الضرورة تحتم علينا وقف حالة «التحلطم الفوضوي»، حيث الكل يشك ولا يجد علاجا للمناخ الذي أوجده الأفراد المسيئون للنسيج الاجتماعي ووسائل الإعلام السيئة... شاهدوا تصريحاتهم وتابعوا من يريد أن يفسد علينا العرس الديموقراطي في يوم 2 فبراير ومن يريد إفساد المجتمع معنويا وماليا، ناهيك عن بعض التصريحات التي تشير إلى تدخل أطراف في اللعبة السياسية داخليا وخارجيا: قولوا كفى إفسادا وفعّلوا المحاسبة الفورية على كل متجاوز... نريد المجتمع الكويتي أن يكون في هيئة أفضل مما كان عليه قبل حل مجلس 1985... نريد قول الحق والشفافية في المعالجة وإيجاد حوكمة صارمة تعالج الاعوجاج على مستوى القوانين وطبيعة السلوك الاجتماعي.. ارحمونا الله يرحم والديكم من «التحلطم الفوضوي» والله المستعان!
 

د. تركي العازمي
terki.alazmi@gmail.com
Twitter: @Terki_ALazmi