| عبدالعزيز صباح الفضلي |
وأنا أشاهد ما يجري على أرض الشام خصوصا القتل والوحشية التي تتم لاخواننا في سورية وبالتحديد في حمص، أتذكر ما تعرضت له غزة قبل سنوات من قبل الكيان الصهيوني.
فمعظم القتلى الذين سقطوا في حمص وغزة هم من النساء والأطفال والشيوخ الكبار، والفرق أن اليهود يعلنون عداوتهم للشعب الفلسطيني، أما نظام البطش السوري فيزعم بأن ما يقوم به من جرائم إنما هي لحماية الشعب من عصابات مسلحة شهد أحد مندوبي وفد الجامعة العربية أنه لم ير أحدا منهم.
دولة الصهاينة كانت تتلقى الدعم من أميركا، وهذه الأخيرة يبدو أنها غير راغبة بالفعل في تغيير النظام السوري ودعم الثورة ضده، ربما لاعتقادها أنه لن يأتي نظام آخر يوفر الحماية لإسرائيل كما وفره نظام البعث في سورية.
الجامعة العربية كانت متخاذلة مع قضية العدوان الإسرائيلي على غزة وكانت تصريحات بعض الدول العربية تدين حماس وتلقي عليها مسؤولية اندلاع الحرب، وهو التخاذل نفسه في موضوع سورية، خصوصا بعد تصريح أحد أعضائها بأن الوضع في سورية مطمئن برغم سقوط آلاف القتلى والجرحى.
في مقابل هذا التخاذل نجد إصرارا وعزيمة من قبل أهل حمص وبقية المدن السورية في الصمود ومواجهة العدوان وإن كلفهم ذلك آلاف الشهداء، فلم يعد أمامهم ما يخسرونه، فقد قتل أحبابهم وتعطلت مصالحهم، ولم يبق لهم خط رجعة، فإما نصر وتمكين أو قتل واستشهاد، وهو الإصرار نفسه الذي تحلى به أهل غزة برغم استخدام العدو الصهيوني لكل ما يملك من أسلحة وحتى المحرمة منها، ومع ذلك ظلوا صامدين.
خاتمة الصراع أجزم أنها ستكون لصالح الثورة الشعبية السورية ضد النظام، والسبب هو أن لكل ظالم نهاية، والشعب السوري مصرٌ على الاستمرار في ثورته وهو الوحيد الذي يملك تحديد مصيرها، وقد شاهدت عبر اليوتيوب القَسَم الجماعي الذي ردده أهل حمص للاستمرار في المقاومة حتى يسقط النظام ولو سقط منهم مئات الشهداء، كما أن الوضع الدولي لابد وأن يتغير لصالح الثورة لأن سكوته عن الجرائم سيعتبر مشاركة فيها، وقد كان لصمود أهل غزة أعظم الأثر في إحراج المجتمع الدولي والذي لم يجد من سبيل لحفظ ماء وجهه سوى السعي لوقف العدوان.
أتمنى من كل مسلم وعربي وشريف أن يمد يد العون لأهل سورية عامة وأهل حمص وجبل الزاوية خاصة لشدة العدوان عليهم، سواء كان ماديا أو معنويا، ولنتذكر أن الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه.

وليد السبع
أثناء كتابتي لهذه المقالة جاءني نبأ وفاة الأخ العزيز الداعية وليد السبع رحمه الله، هذا الشاب صاحب الخلق الرفيع والعمل الدؤوب، عرفته منذ صغره ملتزما بدين الله، عاملا في الحقل الدعوي خصوصا مع فئة الشباب والناشئة، وهو رئيس مركز تاج الوالدين التابع لجمعية الإصلاح الاجتماعي والمختص بتربية الشباب وتحفيظهم لكتاب الله، له مشاركات إعلامية، وقد انتقل إلى رحمة الله بعد حادث أليم.
حسبك يا أبا أسامة أنك ربيت أجيالا على حب كتاب الله والعمل على نصرة دين الله، حسبك ولا نزكيك على الله انك من الشباب الذين نشأوا على طاعة الله، حسبك أنك قبل وفاتك وفقت لزيارة غزة وفزت بأجر الرباط في سبيل الله، بل ومارست الدعوة على أرضها حين ألقيت بعض الدروس في مساجدها، كل ذلك سيكون شاهدا لك عند الله، وأقول إن موتك كان نتيجة الحروق التي تعرضت لها خلال الحادث، وفي الحديث ان الحريق شهيد، ونحسبك كذلك، فاللهم اجر أهل وإخوة ومحبي وليد السبع في مصيبتهم واخلفهم خيرا منها، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

abdulaziz2002@ twitter :