ليس واضحا أي روح شريرة دخلت الى الامين العام للجامعة العربية، د. نبيل العربي، الذي اختار أو صادق على تعيين الجنرال السوداني احمد الضابي رئيسا لفريق المراقبين في سورية. العربي هو ثعلب سياسي محنك، وحتى هو لا يعرف ماذا يفعله بالأسد: ان يساعده على البقاء شريطة أن يتعهد بالكف عن القتل؟ فأحد لا يشتري اكاذيب دمشق. أن يجند العالم للدخول بالقوة الى سورية واسقاط العصبة الحاكمة؟ محظور ان ننسى بان الأسد (حتى الان) هو حليف الحرس الثوري الذي تعهد لحمايته، ولا أحد سيخاطر في مواجهة جبهوية مع ايران. واضافة الى ذلك، فان روسيا، الصين وكوريا لم يرفعوا ايديهم أمام الجهد الديبلوماسي الذي مآله الفشل.
ما العمل؟ يبعثون بجنرال سوداني يعرف شيئا أو اثنين عن حاكم يذبح شعبه بدم بارد.
حياة الضابي المهنية اكسبته خبرات متنوعة. فقد تبوأ مناصب أساس في الاعمال القذرة في صالح الحاكم وفي جمع المعلومات الاستخبارية بطرق وحشية. يداه بالتأكيد ملطختان بدماء المئات، وربما الالاف من ابناء شعبه. ولحظه فقط نجا من أمر التسليم للمحكمة الدولية في لاهاي على جرائم الحرب في دارفور. في نهاية المطاف سيده، عمر البشير هو الذي تلقى الدعوة. عندما أمسك بالضابي، نجا من المحاكمة لأنه «فقط» اغمض عينيه حيال القتل، التنكيل الوحشي، الاختطاف، الاغتصاب، السلب والنهب.
بالضبط ما يحصل الان في سورية، فيما يواصل الضابي اغماض عينيه امام الحرب الاهلية.
تفويض مراقبي الجامعة العربية لا يأتي لاسقاط الاسد. فقد جاءوا لتوثيق الفظائع و «بروتوكول مبادرة السلام»، يسميه المتظاهرون في سورية «بروتوكول الموت». الضابي لا ينجح في التأثر حتى عندما يقتل مئتا متظاهر في خمسة ايام، و 300 آخرين يصابون أو يختطفون الى المعتقل. هو ومراقبوه مدعوون للتخمين ما الذي سيجتازه البؤساء.
وهم يلبسون الستر الواقية البرتقالية، فان المراقبين يبرزون جدا في شوارع المدن النازفة. هنا وهناك ينجح مواطن في الاقتراب منهم، يوصي بأن يرفعوا عيونهم نحو الاسطح ليروا القناصة. ولكن قواعد اللعب واضحة: المراقبون مدعوون لأن يروا ويسكتوا. اذا ما صدموا مما تراه عيونهم، فاعتمدوا على عصبة بشار بان يتلقوا هم ايضا الضرب.
وعلى حد قول الضابي، فان المراقبين ينالون التعاون المرضي. لماذا لا؟ الحكم يقرر مسار الجولات، يرفق بهم وشاة للمخابرات، يزرع شبيحة النظام، يخفي السجناء ويخبئ الدبابات. تكاد تكون نزهة سنوية، من الثامنة حتى الرابعة. ولكن لا ننسى: الوفد انطلق مع الوعد بزيارة السجون، دخول المستشفيات وفحص من الذي يتلقى العلاج الطبي وما هو وضع غرف العمليات. في هذه الاثناء نجحنا في أن نسمع فقط بان «الوضع غير مقلق»، ورأينا مراقبا واحدا ينفخ دخان سيجارته في وجه متظاهر يستجدي حياته.
في «بروتوكول مبادرة السلام» وضع بند خاص في موضوع دخول خبراء في حقوق الانسان واعلاميين. في هذه الاثناء يجلس عشرات النشطاء والصحافيين على حقائبهم. هذا ليس ما ينقص الاسد وعصبته. من ناحيتهم، فليبقوا في بيوتهم.
اذا ما حان دور الحكم في دمشق للسقوط، فان كرة الثلج للشتاء العربي ستتدحرج نحو العنوان التالي. على الاقل لدى زعيمين يوجدان على بؤرة الاستهداف ستبدأ فرائصهما ترتعد.


سمدار بيري
يديعوت أحرونوت