اعذريني فقد أسأت بك الظن في البداية وتكلمت عنك بقسوة لا تستحقينها، لكن اليوم وقد قاربتِ على الرحيل وبدأتِ بتوديعنا والاعتذار عما بدر منكِ، فإني أعتقد بأنك قد كنت أفضل سنة مرت علينا منذ عقود وأننا قد ظلمناك، فقد بدأتِ معنا بهدية من سمو أمير البلاد لكل فرد منا بلغت ألف دينار وطعاماً لكل أسرة على مدى 14 شهراً، ثم شاهدنا كيف اقتلعت أربعة من عتاة الحكام الذين دمروا بلادهم واضطهدوا شعوبهم، ولم يكن أحد يتصور بأن أحداً منهم سيتزلزل عن مكانه حتى ولو أطبقت السماء على الأرض، فكيف سقط أربعة منهم هكذا في عام واحد؟! ولا شك أن الخامس في بلاد الشام على وشك اللحاق بهم بإذن الله تعالى لكنه أبى أن يكون ضمن هذه السنة وطلب إمهاله إلى السنة المقبلة لكي يتلذذ بقتل المزيد من شعبه قبل أن يزول.
أما على الساحة المحلية فقد استطاع الشعب الكويتي اسقاط مجلس وحكومة فاسدين قبل أن يصلا إلى مرحلة تدمير البلد اقتصادياً وتنموياً وسياسياً، والتقط الناس أنفاسهم وبدأوا بالاستعداد لمرحلة جديدة من الحكم يحدوهم بها الأمل والتفاؤل.
قد يقول قائل: ولكننا عانينا أشد المعاناة وعشنا أياماً عصيبة لم نشهدها من قبل سواء على المستوى العربي أو على المستوى المحلي فهل تسمي ذلك تفاؤلاً؟! وحتى هذه التغييرات التي جرت لا يعلم إلا الله كيف ستستمر، وهل ستنتكس الأوضاع كما كانت أو أشد؟! وماذا عن الدماء الكثيرة التي سالت والضحايا التي وقعت؟ فأقول ان الذي يعتقد بأن التغيير يمكن أن يحدث دائماً سلمياً ومن دون ثمن هو مخطئ ولا يعلم السنن الكونية، بالطبع هذا لا يعني بأن نخالف القواعد الشرعية في التغيير ولا بأن نلقي بأنفسنا في التهلكة، ولكن الذي حصل هو انفجار داخلي لم يرتب له أحد وإنما كان تحركاً شعبياً عارماً قاده جموع الجوعى والعاطلون عن العمل والمضطهدون والبائسون.
والدور اليوم على الشعوب بأن تضع ضمانات لايقاف المزيد من التدهور والفوضى وبأن تنظم بيتها من الداخل، وبأن تسعى لانتخابات نزيهة وحرة لا أن تركن إلى ما فعلته.
إن التغيير يأتي بعد فضل الله تعالى من إرادة الشعوب والطغاة لا يركبون على ظهورنا إلا بإرادتنا.
ولله در الإمام الشافعي الذي يقول:
نعيب زماننا والعيب فينا
وما لزماننا عيب سوانا
ونهجو ذا الزمان بغير ذنب
ولو نطق الزمان لنا هجانا
وليس الذئب يأكل لحم ذئب
ويأكل بعضنا بعضاً عيانا
الدهر يومان ذا أمن وذا خطر
والعيش عيشان ذا صفو وذا كدر
أما ترى البحر تعلو فوقه جيف
وتستقر بأقصى قاعه الدرر
وفي السماء نجوم لا عداد لها
وليس يكسف إلا الشمس والقمر
د. وائل الحساوي
wael_al_hasawi@hotmail.com
أما على الساحة المحلية فقد استطاع الشعب الكويتي اسقاط مجلس وحكومة فاسدين قبل أن يصلا إلى مرحلة تدمير البلد اقتصادياً وتنموياً وسياسياً، والتقط الناس أنفاسهم وبدأوا بالاستعداد لمرحلة جديدة من الحكم يحدوهم بها الأمل والتفاؤل.
قد يقول قائل: ولكننا عانينا أشد المعاناة وعشنا أياماً عصيبة لم نشهدها من قبل سواء على المستوى العربي أو على المستوى المحلي فهل تسمي ذلك تفاؤلاً؟! وحتى هذه التغييرات التي جرت لا يعلم إلا الله كيف ستستمر، وهل ستنتكس الأوضاع كما كانت أو أشد؟! وماذا عن الدماء الكثيرة التي سالت والضحايا التي وقعت؟ فأقول ان الذي يعتقد بأن التغيير يمكن أن يحدث دائماً سلمياً ومن دون ثمن هو مخطئ ولا يعلم السنن الكونية، بالطبع هذا لا يعني بأن نخالف القواعد الشرعية في التغيير ولا بأن نلقي بأنفسنا في التهلكة، ولكن الذي حصل هو انفجار داخلي لم يرتب له أحد وإنما كان تحركاً شعبياً عارماً قاده جموع الجوعى والعاطلون عن العمل والمضطهدون والبائسون.
والدور اليوم على الشعوب بأن تضع ضمانات لايقاف المزيد من التدهور والفوضى وبأن تنظم بيتها من الداخل، وبأن تسعى لانتخابات نزيهة وحرة لا أن تركن إلى ما فعلته.
إن التغيير يأتي بعد فضل الله تعالى من إرادة الشعوب والطغاة لا يركبون على ظهورنا إلا بإرادتنا.
ولله در الإمام الشافعي الذي يقول:
نعيب زماننا والعيب فينا
وما لزماننا عيب سوانا
ونهجو ذا الزمان بغير ذنب
ولو نطق الزمان لنا هجانا
وليس الذئب يأكل لحم ذئب
ويأكل بعضنا بعضاً عيانا
الدهر يومان ذا أمن وذا خطر
والعيش عيشان ذا صفو وذا كدر
أما ترى البحر تعلو فوقه جيف
وتستقر بأقصى قاعه الدرر
وفي السماء نجوم لا عداد لها
وليس يكسف إلا الشمس والقمر
د. وائل الحساوي
wael_al_hasawi@hotmail.com