جار السوء، العراق، تاريخ أسود منذ عهد النمرود، إلى عهد صدام، وسينضم إليه عما قريب، عهد نوري المالكي، تاريخ مليء بالفرعنة، وتهديد السلم الإقليمي والدولي، فلا احترام للعهود، ولا للمواثيق، فلا أمان لكل من يتولى حكم العراق، فالتعاسة والبؤس مصير أزلي لشعب الرافدين، الذي يعاني هو الآخر الأهوال، والمصائب المتلاحقة من قادته الأولين واللاحقين!
لقافة، أو دس الأنف، التي اعتادها أن يمارسها ساسة العراق، وعلى رأسهم رئيس وزرائهم المدعو نوري مالكي، حان الوقت لتقول لهم الكويت توقفوا عن ممارسة ألاعيبكم القذرة والتي ُتملى عليكم من وراء الكواليس، وعليكم أن تتعظوا من مصير طاغيتكم المقبور صدام حسين، فأول الحرب شرارة، ونهايتها كارثة عظمى على مُشعليها، قد تؤدي بهم إلى حبل المشنقة!
ما دخل الكويت في الشأن العراقي، لكي يقفز التعيس ليهدد ويرعد ويزبد، ان إنشاء ميناء مبارك، سيضر بالعراق، وهذه كذبة كبرى أراد ترويجها نوري مالكي، ليثير زوبعة في الخليج، ربما، لإبعاد الأنظار عن الثورة الشعبية في سورية، خصوصا أن حضرة جنابه قد عاد من دمشق أخيراً، فِلمَ أثار موضوع ميناء مبارك، وهو شأن كويتي محض؟، اللهم، إلا إذا كان المالكي يعاني من ضغوط رهيبة جدا يتعرض لها من الجارين الإيراني، والسوري معا، لصرف الأنظار وإشغال منطقة الخليج بمشكلة جديدة عواقبها وخيمة على المالكي ومن يقف وراءه!
ثرثرة المالكي لن تقدم ولن تؤخر، فمشروع ميناء مبارك سيكتمل رغم أنفه، وأنف كل حاسد، وحاقد، وبيان مجلس التعاون الخليجي الأخير والمؤيد لبناء هذا الميناء أتى ردا على وقاحة ساسة العراق، وصفاقتهم، وتدخلاتهم في شؤون الكويت التي يدينون لها بالكثير الكثير، وأولها وجودهم على قيد الحياة، بعدما كانوا مُطاردين، ومُشردين في أصقاع الدنيا، أدت ببعضهم إلى تغيير اسمه خوفا على حياته!
***
مازلت عند رأيي القديم بضرورة تقسيم العراق، فقد بات وجوده خطرا إقليميا يهدد المنطقة ككل، البعض يرفض هذا المطلب بحجج أن تقسيمه سيفسح المجال لإيران للتغلغل في الأراضي العراقية، وهو رأي بائس وعقيم، فمنذ سقوط صدام والإيرانيون هم من يقودون دفة الوزارات، والمؤسسات الحكومية، ومن يضع سياسات الحكومات العراقية المتعاقبة!
إذاً، بقاء العراق مقسما أو موحدا، سيبقى بطبيعة الحال تحت الوصاية الإيرانية، ومن مصلحة الكويت، ودول مجلس التعاون، تبني تقسيم العراق، كخيار وحيد لنزع فتيل الأزمات المتتالية مع جار السوء، وإشغال أقاليمه في شؤونها الداخلية، بدلا من تصدير مشاكله إلينا!


مبارك محمد الهاجري
كاتب كويتي
twitter:@alhajri700