في ندوة عقدتها الجامعة الاميركية في الكويت قبل ايام ذكر الخبير في الشؤون الدولية استاذ العلوم السياسية بجامعة جورج واشنطن الاميركية ناثان براون بان الكثير من الناس ينظرون إلى الاحزاب الاسلامية على انها معادية للديموقراطية رغم ان طبيعة عملها تشبه الاحزاب الديموقراطية المسيحية، مشيرا إلى ان تلك الاحزاب لا تعادي الديموقراطية وغايتها الاصلاح، واضاف انه من الخطأ اعتبار الحركات الاسلامية احزابا سياسية، فهي تسعى إلى اعادة تأهيل المجتمع والافراد سياسيا واجتماعيا، بل ان تلك الحركات قد انتقلت إلى العمل السياسي فقط من اجل تحقيق اهداف معينة وهي تحسين واصلاح الفرد والعائلة والمجتمع حيث ان ذلك يعتبر علما جديدا في السياسة.
بالرغم من تلك الحقائق التي يكشفها احد كبار المتخصصين في الحركات الاسلامية والكثيرون غيره، وبالرغم من الفوز الكاسح لتلك الحركات في الانتخابات الحرة في بلدانها والذي فاق 60 في المئة في بعض البلدان مما يدل على ثقة الناس فيهم وقبولهم للبرامج التي اطلقوها الا ان بعض المفكرين والاعلاميين في بلداننا مازالوا يحرّضون الناس على تلك الحركات ويخوفونهم من التصويت لهم بحجة انهم قمعيون وديكتاتوريون وانهم سينقضون على الحكم بمجرد الوصول اليه ويحاربون كل خير في البلد وسيضطهدون المخالفين.
بل وتسمع عن قصص ما أنزل الله بها من سلطان عن اضطهاد النصارى في بلدانهم وهدم الاضرحة وتغطية وجوه الآثار المصرية وغيرها.
والسؤال الذي يجب ان نسأله لانفسنا بصدق: لماذا لا نعطي هذه الحركات الفرصة لكي تسعى لتحقيق اهدافها تحت مظلة الدستور والقوانين ثم نحاسبها واذا اخطأت بدلا من اثارة الشبهات والتشكيك فيها؟! ولماذا لا نحترم ارادة الشعوب التي اختارتهم عن قناعة بما لديهم لاسيما وان كثيرا من هؤلاء المشككين هم ممن هلّل وفرح بالاحزاب القومية والعلمانية والاشتراكية التي حكمت البلاد العربية ومجد الطغاة العرب لعقود طويلة إلى ان دمرت بلاد العرب واوقعتنا في ما نحن فيه الآن؟!
ان القول بان هؤلاء الاسلاميين سيفشلون حتما هو ادعاء ينقصه الدليل، والواجب هو اعانتهم على تلك المهمة الصعبة ودعمهم لكي يحققوا اهدافنا، ومتى ما فشلوا فإن صناديق الاقتراع قادرة على التخلص منهم والاتيان بمن هم افضل منهم، أما الاستدلال ببعض الدول التي جاءت فيها الاحزاب عن طريق الثورة او الانقلاب العسكري فهي امثلة خاطئة ولا يمكن قياسها بما يجري الآن ويبقى ان الشعوب قادرة على مراقبة كل من يدعي الاصلاح ثم محاسبته.
د. وائل الحساوي
wael_al_hasawi@hotmail.com
بالرغم من تلك الحقائق التي يكشفها احد كبار المتخصصين في الحركات الاسلامية والكثيرون غيره، وبالرغم من الفوز الكاسح لتلك الحركات في الانتخابات الحرة في بلدانها والذي فاق 60 في المئة في بعض البلدان مما يدل على ثقة الناس فيهم وقبولهم للبرامج التي اطلقوها الا ان بعض المفكرين والاعلاميين في بلداننا مازالوا يحرّضون الناس على تلك الحركات ويخوفونهم من التصويت لهم بحجة انهم قمعيون وديكتاتوريون وانهم سينقضون على الحكم بمجرد الوصول اليه ويحاربون كل خير في البلد وسيضطهدون المخالفين.
بل وتسمع عن قصص ما أنزل الله بها من سلطان عن اضطهاد النصارى في بلدانهم وهدم الاضرحة وتغطية وجوه الآثار المصرية وغيرها.
والسؤال الذي يجب ان نسأله لانفسنا بصدق: لماذا لا نعطي هذه الحركات الفرصة لكي تسعى لتحقيق اهدافها تحت مظلة الدستور والقوانين ثم نحاسبها واذا اخطأت بدلا من اثارة الشبهات والتشكيك فيها؟! ولماذا لا نحترم ارادة الشعوب التي اختارتهم عن قناعة بما لديهم لاسيما وان كثيرا من هؤلاء المشككين هم ممن هلّل وفرح بالاحزاب القومية والعلمانية والاشتراكية التي حكمت البلاد العربية ومجد الطغاة العرب لعقود طويلة إلى ان دمرت بلاد العرب واوقعتنا في ما نحن فيه الآن؟!
ان القول بان هؤلاء الاسلاميين سيفشلون حتما هو ادعاء ينقصه الدليل، والواجب هو اعانتهم على تلك المهمة الصعبة ودعمهم لكي يحققوا اهدافنا، ومتى ما فشلوا فإن صناديق الاقتراع قادرة على التخلص منهم والاتيان بمن هم افضل منهم، أما الاستدلال ببعض الدول التي جاءت فيها الاحزاب عن طريق الثورة او الانقلاب العسكري فهي امثلة خاطئة ولا يمكن قياسها بما يجري الآن ويبقى ان الشعوب قادرة على مراقبة كل من يدعي الاصلاح ثم محاسبته.
د. وائل الحساوي
wael_al_hasawi@hotmail.com