في يوم الخميس الموافق 15 ديسمبر 2011 كان موعد مناقشة الدكتوراه، دخلت القاعة بعد قرابة أربعة أعوام من الغوص في بحور القيادة والإدارة... يمضي العمر وتغير لون الشعر إلى الأبيض، وما ان دخلت القاعة وجدت نفسي أمام خيار لا ثاني له إما النجاح وتجاوز المناقشة أو صبغ الشعر!
من أغرب الأسئلة التي سألوني عنها: هل تعتقد أن الكويت حكومة وشعبا سيقدرون قيمة دراستك هذه، وهل يقبلون في مكافحة آفة الواسطة؟ (طبعا الممتحن خبير في ثقافة مجتمعنا وله دراسات من ضمنها «الواسطة» في الكويت)!
لم أكن أعلم بأن إجابتي عن هذا السؤال، بعد سؤال آخر عن سبب عدم تفعيل القيم الإسلامية في بلد إسلامي في الكويت، كانت محط إعجاب إلا بعد الانتهاء من المناقشة بنجاح... الحمد لله الذي وهبنا الصبر والعزيمة لإنهاء دراسة في غاية التعقيد!
الكويت تستحق الأفضل، تستحق نظاما يحكم سلوكيات قياديينا في الجانبين الحكومي والخاص الذي طبقت عليه الدراسة، والبنك المركزي في حاجة إلى فرض هيبة الحوكمة التي لم تفعل على النحو المطلوب!
كانت إجابتي على النحو الآتي: «الكويت بلدي وأنا مواطن وصحافي ومطلع على السلوكيات غير الأخلاقية والتي كانت على هيئة قرارات غير مدروسة من قبل بعض القياديين ولم يراع فيها جانب المخاطرة قبل اتخاذ القرار، التقدير لا يعنيني فأنا باحث تعلمت وبحثت وطبقت دراستي بشكل حيادي... كنت أسأل والقيادي يجيب فتركت المعلومات تتحدث عن نفسها، أما الجانب الإسلامي فالديانات جميعها في أوروبا وأميركا شهدت سلوكيات مشابهة... إنها مرتبطة بالفكر القيادي الذي لم يكن على المستوى، إنهم يختارون القياديين حسب الثقل المالي، العائلي، النفوذ السياسي أو الاجتماعي بعيدا عن المعايير القيادية، وهذا هو السبب في تفشي الفساد في الكويت تحديدا والتي تعتبر من أكثر دول مجلس التعاون الخليجي فسادا حسب آخر معيار للفساد... لكن حاليا هناك تحرك تجاه الفساد ونتمنى أن يستمر وتتغير الحال...».
كنت أعيش حالة من الاسترخاء تخللتها فترات شد حول ثقافة المجتمع والدراسات التي تمت على الكويت، خصوصاً وأنني من المؤمنين بأن أي دراسة تطبق على هيئة استبيان لا يمكن أن تكشف طبيعة سلوك القيادي ومشكلتنا في الكويت أننا نأتي بدراسات أجنبية ونحاول تطبيقها على المجتمع الكويتي حيث الثقافة مختلفة حتى عن المجتمعات العربية المحيطة بنا ولهذا السبب الدراسة توصي بشكل مختصر شديد: من الضروري تغيير المفهوم القيادي، وطريقة اختيار القياديين، ووجوب القضاء على الواسطة بشكل نهائي، ناهيك عن الحاجة الملحة إلى عقد دورات تدريبية للقياديين للخروج من الثقافة البالية التي تعيشها البلاد!
لقد بذلنا الجهد والحمد لله على تيسيره الأمر لي في الحصول على الدكتوراه من جامعة تعد من أفضل الجامعات في المستوى البحثي. والله المستعان!
تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
terki.alazmi@gmail.com
Twitter: @Terki_ALazmi
من أغرب الأسئلة التي سألوني عنها: هل تعتقد أن الكويت حكومة وشعبا سيقدرون قيمة دراستك هذه، وهل يقبلون في مكافحة آفة الواسطة؟ (طبعا الممتحن خبير في ثقافة مجتمعنا وله دراسات من ضمنها «الواسطة» في الكويت)!
لم أكن أعلم بأن إجابتي عن هذا السؤال، بعد سؤال آخر عن سبب عدم تفعيل القيم الإسلامية في بلد إسلامي في الكويت، كانت محط إعجاب إلا بعد الانتهاء من المناقشة بنجاح... الحمد لله الذي وهبنا الصبر والعزيمة لإنهاء دراسة في غاية التعقيد!
الكويت تستحق الأفضل، تستحق نظاما يحكم سلوكيات قياديينا في الجانبين الحكومي والخاص الذي طبقت عليه الدراسة، والبنك المركزي في حاجة إلى فرض هيبة الحوكمة التي لم تفعل على النحو المطلوب!
كانت إجابتي على النحو الآتي: «الكويت بلدي وأنا مواطن وصحافي ومطلع على السلوكيات غير الأخلاقية والتي كانت على هيئة قرارات غير مدروسة من قبل بعض القياديين ولم يراع فيها جانب المخاطرة قبل اتخاذ القرار، التقدير لا يعنيني فأنا باحث تعلمت وبحثت وطبقت دراستي بشكل حيادي... كنت أسأل والقيادي يجيب فتركت المعلومات تتحدث عن نفسها، أما الجانب الإسلامي فالديانات جميعها في أوروبا وأميركا شهدت سلوكيات مشابهة... إنها مرتبطة بالفكر القيادي الذي لم يكن على المستوى، إنهم يختارون القياديين حسب الثقل المالي، العائلي، النفوذ السياسي أو الاجتماعي بعيدا عن المعايير القيادية، وهذا هو السبب في تفشي الفساد في الكويت تحديدا والتي تعتبر من أكثر دول مجلس التعاون الخليجي فسادا حسب آخر معيار للفساد... لكن حاليا هناك تحرك تجاه الفساد ونتمنى أن يستمر وتتغير الحال...».
كنت أعيش حالة من الاسترخاء تخللتها فترات شد حول ثقافة المجتمع والدراسات التي تمت على الكويت، خصوصاً وأنني من المؤمنين بأن أي دراسة تطبق على هيئة استبيان لا يمكن أن تكشف طبيعة سلوك القيادي ومشكلتنا في الكويت أننا نأتي بدراسات أجنبية ونحاول تطبيقها على المجتمع الكويتي حيث الثقافة مختلفة حتى عن المجتمعات العربية المحيطة بنا ولهذا السبب الدراسة توصي بشكل مختصر شديد: من الضروري تغيير المفهوم القيادي، وطريقة اختيار القياديين، ووجوب القضاء على الواسطة بشكل نهائي، ناهيك عن الحاجة الملحة إلى عقد دورات تدريبية للقياديين للخروج من الثقافة البالية التي تعيشها البلاد!
لقد بذلنا الجهد والحمد لله على تيسيره الأمر لي في الحصول على الدكتوراه من جامعة تعد من أفضل الجامعات في المستوى البحثي. والله المستعان!
تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
terki.alazmi@gmail.com
Twitter: @Terki_ALazmi