عندنا في الكويت عندما تسمع كلمة شيخ فإن ذهنك ينصرف نحو ثلاث شخصيات، إما أحد أفراد الأسرة الحاكمة من آل الصباح، أو أحد أهل العلم من رجال الدين إن صح التعبير، أو إلى أمير احدى القبائل.
وهؤلاء الثلاثة لهم كل الاحترام والتقدير عند الناس لمكانتهم، إلا أنه مما يؤسف له أننا أصبحنا نجد بعض أفراد من كل فريق من هؤلاء يقوم بأعمال وتصرفات تسيء للمسمى الذي يحمله.
فبعض أبناء الأسرة الحاكمة أساء لها من حيث يدري أو لا يدري، فالدخول مع أبناء الشعب في صراعات حول مناصب رياضية أوجد عداوات لاتزال معاركها مستمرة حتى اليوم، والبعض الآخر دخل في صدام مع بعض أقطاب المعارضة لأنها وقفت ضد حصوله على مكتسبات سياسية أو تجارية، والبعض امتلك قنوات فضائية ليس لها هم سوى الطعن في أبناء القبائل ونواب المعارضة، وآخر ظن أنه فوق الجميع فاستغل منصبه في التعدي على كرامات الناس، وفي ظني أن أمثال هؤلاء يحتاجون إلى مراجعة مع النفس للمحافظة على سمعة الأسرة ومكانتها بين أفراد المجتمع، فلقد عاش الناس مع هذه الأسرة الكريمة على هذه الأرض منذ مئات السنين، وتقاسموا معها الحلو والمر، ووقفوا جنبا إلى جنب في السراء والضراء، ولعل أعظم دليل على ذلك تلك اللحمة التي تحققت فترة الغزو العراقي البغيض.
ومن هنا نأمل من كبار أبناء الأسرة وحكمائها أن يسعوا لإعادة الهيبة للأسرة ليس عن طريق القبضة الحديدية كما يفكر بعض أبناء الأسرة وإنما من خلال الأخذ على يد المسيئين، وزيادة التواصل مع أبناء المجتمع على مختلف أطيافه.
الشيخ ابن جامع
وإذا عدنا إلى شيوخ القبائل، فبلا شك أن الناس منذ القدم تقدم لهم الاحترام والتقدير لدورهم في إدارة شؤون القبيلة، وعملهم على التلاحم بين أبنائها، وتدخلهم في حل الكثير من النزاعات، إلا أنه مما يؤسف له أن بعض هؤلاء الشيوخ قد أساء إلى مكانته، وخاصة من خلال كثرة تدخلهم في الحياة السياسية، ووقوفهم في صف الحكومة ضاربين بعرض الحائط السواد الأعظم من أبناء القبيلة والذين يرون أن الحكومة، لا تسير على الطريق الصواب، ومن آخر تدخلاتهم غير المقبولة البيان الذي أيدوا فيه الحكومة، برغم ما فيها من سوء إدارة وتعطيل لمصالح العباد، والشبهة التي تدور حولها في موضوع الإيداعات المليونية.
لقد أحرج أمير العوازم الشيخ ابن جامع بقية أمراء القبائل حين رفض التوقيع على ذلك البيان، وحين دعا أبناء قبيلته للوقوف مع الحق من خلال التواجد في ساحة الإرادة يوم الاثنين الماضي، ما جعله بالفعل يكسب الجولة أمام أمراء القبائل الآخرين.
الطويل وولي الأمر
شيوخ الدين، وهم من يحملون العلم الشرعي، هم أخطر الأصناف الثلاثة، لأن الشيخ الأول يأخذ مكانته من سلطانه، والشيخ الثاني يأخذ منزلته من أبناء قبيلته، وأما الثالث فيأخذها من العلم الذي يحمله والذي ينسب إلى كلام الله وكلام رسوله، وعندما لا يحترم هذا النوع من الشيوخ العلم الذي يحمله فهنا تكون الخطورة، وتأتي الإساءة للدين، فمن يبيع دينه من أجل دنياه لا يُعدون، ومن أصبحوا عملاء لأمن الدولة لا يُجهَلون، ومن يلبسون الحق بالباطل لا يُخفَون.
من علامات ضلال شيخ الدين أن يخفي أدلة الحق عن عامة الناس، وهو ما حذر منه تعالى بقوله «ولا تكتموا الحق وأنتم تعلمون»، أو يكون الدليل موجوداً عند الناس، فيقوم بالتشويش عليه لإبطاله الاستدلال به، ولذا قال تعالى «ولا تلبسوا الحق بالباطل» وخير مثال على ذلك، كتمان الأحاديث التي تدعو إلى نصيحة ولي الأمر، أو قول كلمة الحق، أو حمل تلك الأحاديث على غير معناها، تلبيسا على الناس، في وقت يكثر فيه ترديد أحاديث يراد منها الخنوع لأي حاكم وإن سلب مالك وجلد ظهرك، وجعلها قاعدة مقبولة في مختلف الأحوال والأزمان. لذلك من كان هذا مسلكه فليعلم بأن الله تعالى سيفضحه، والتاريخ خير شاهد على ذلك.
عبدالعزيز صباح الفضلي
كاتب كويتي
Twitter : @abdulaziz2002
Alfadli-a@hotmail.com
وهؤلاء الثلاثة لهم كل الاحترام والتقدير عند الناس لمكانتهم، إلا أنه مما يؤسف له أننا أصبحنا نجد بعض أفراد من كل فريق من هؤلاء يقوم بأعمال وتصرفات تسيء للمسمى الذي يحمله.
فبعض أبناء الأسرة الحاكمة أساء لها من حيث يدري أو لا يدري، فالدخول مع أبناء الشعب في صراعات حول مناصب رياضية أوجد عداوات لاتزال معاركها مستمرة حتى اليوم، والبعض الآخر دخل في صدام مع بعض أقطاب المعارضة لأنها وقفت ضد حصوله على مكتسبات سياسية أو تجارية، والبعض امتلك قنوات فضائية ليس لها هم سوى الطعن في أبناء القبائل ونواب المعارضة، وآخر ظن أنه فوق الجميع فاستغل منصبه في التعدي على كرامات الناس، وفي ظني أن أمثال هؤلاء يحتاجون إلى مراجعة مع النفس للمحافظة على سمعة الأسرة ومكانتها بين أفراد المجتمع، فلقد عاش الناس مع هذه الأسرة الكريمة على هذه الأرض منذ مئات السنين، وتقاسموا معها الحلو والمر، ووقفوا جنبا إلى جنب في السراء والضراء، ولعل أعظم دليل على ذلك تلك اللحمة التي تحققت فترة الغزو العراقي البغيض.
ومن هنا نأمل من كبار أبناء الأسرة وحكمائها أن يسعوا لإعادة الهيبة للأسرة ليس عن طريق القبضة الحديدية كما يفكر بعض أبناء الأسرة وإنما من خلال الأخذ على يد المسيئين، وزيادة التواصل مع أبناء المجتمع على مختلف أطيافه.
الشيخ ابن جامع
وإذا عدنا إلى شيوخ القبائل، فبلا شك أن الناس منذ القدم تقدم لهم الاحترام والتقدير لدورهم في إدارة شؤون القبيلة، وعملهم على التلاحم بين أبنائها، وتدخلهم في حل الكثير من النزاعات، إلا أنه مما يؤسف له أن بعض هؤلاء الشيوخ قد أساء إلى مكانته، وخاصة من خلال كثرة تدخلهم في الحياة السياسية، ووقوفهم في صف الحكومة ضاربين بعرض الحائط السواد الأعظم من أبناء القبيلة والذين يرون أن الحكومة، لا تسير على الطريق الصواب، ومن آخر تدخلاتهم غير المقبولة البيان الذي أيدوا فيه الحكومة، برغم ما فيها من سوء إدارة وتعطيل لمصالح العباد، والشبهة التي تدور حولها في موضوع الإيداعات المليونية.
لقد أحرج أمير العوازم الشيخ ابن جامع بقية أمراء القبائل حين رفض التوقيع على ذلك البيان، وحين دعا أبناء قبيلته للوقوف مع الحق من خلال التواجد في ساحة الإرادة يوم الاثنين الماضي، ما جعله بالفعل يكسب الجولة أمام أمراء القبائل الآخرين.
الطويل وولي الأمر
شيوخ الدين، وهم من يحملون العلم الشرعي، هم أخطر الأصناف الثلاثة، لأن الشيخ الأول يأخذ مكانته من سلطانه، والشيخ الثاني يأخذ منزلته من أبناء قبيلته، وأما الثالث فيأخذها من العلم الذي يحمله والذي ينسب إلى كلام الله وكلام رسوله، وعندما لا يحترم هذا النوع من الشيوخ العلم الذي يحمله فهنا تكون الخطورة، وتأتي الإساءة للدين، فمن يبيع دينه من أجل دنياه لا يُعدون، ومن أصبحوا عملاء لأمن الدولة لا يُجهَلون، ومن يلبسون الحق بالباطل لا يُخفَون.
من علامات ضلال شيخ الدين أن يخفي أدلة الحق عن عامة الناس، وهو ما حذر منه تعالى بقوله «ولا تكتموا الحق وأنتم تعلمون»، أو يكون الدليل موجوداً عند الناس، فيقوم بالتشويش عليه لإبطاله الاستدلال به، ولذا قال تعالى «ولا تلبسوا الحق بالباطل» وخير مثال على ذلك، كتمان الأحاديث التي تدعو إلى نصيحة ولي الأمر، أو قول كلمة الحق، أو حمل تلك الأحاديث على غير معناها، تلبيسا على الناس، في وقت يكثر فيه ترديد أحاديث يراد منها الخنوع لأي حاكم وإن سلب مالك وجلد ظهرك، وجعلها قاعدة مقبولة في مختلف الأحوال والأزمان. لذلك من كان هذا مسلكه فليعلم بأن الله تعالى سيفضحه، والتاريخ خير شاهد على ذلك.
عبدالعزيز صباح الفضلي
كاتب كويتي
Twitter : @abdulaziz2002
Alfadli-a@hotmail.com