وددت قبل أسبوع من إعلان الحكومة عن المكرمة الأميرية عن الزيادة التي شغلت الشارع العام لشهور، أن يقوم وزير التجارة وعلى أقل تقدير بزيارة للأسواق والمجمعات التجارية لكي يتعرف بنفسه على أسعار السلع ويدون ما شاهده في مفكرة صغيرة، وبعدها يعود أيضا، بعد إعلان الزيادة، وحتى ولو بيوم واحد ليتأكد بنفسه من الارتفاع الجنوني، الذي حدث بين ليلة وضحاها، في أسعار السلع!لا اعتقد أن معاليه قد قام بذلك، ولا وكيل وزارته، ولا الإدارات المختصة بمتابعة استغلال وجشع بعض التجار وأصحاب المحلات، وتجيير هذه الزيادة، في ما لو تمت، والتي تذهب كالسلحفاة إلى المواطن لتعود لتصب بسرعة الضوء لذلك التاجر... الذي اعتقد أنه الوحيد الذي قد استفاد منها!ذهبت لأحد الأسواق وسألت عن قيمة سلعة بعينها وانصرفت، وفي مساء يوم الإعلان عن الزيادة ذهبت إلى السوق نفسه، وسألت عن قيمة السلعة نفسها ووجدت أن سعرها قد تضاعف وعندما استفسرت من البائع عن سر هذا الارتفاع السريع أجاب ببرود ان كل شيء قد ارتفع بعد إقرار الحكومة للمكرمة!الغريب أن الارتفاع جاء سريعا جدا وقبل أن تدخل الزيادة حساب أي مواطن، لم يمهلونا ولو قليلا من الوقت لنفكر كيف نتصرف بها لأنهم فكروا نيابة عنا ورسموا لها خارطة الطريق لتذهب من جيوبنا إلى جيوبهم، وهذا ما يحدث دائما ما أن تأتي زيادة إلا وتصاب أرصدتهم بالتخمة.كنت أيضا على موعد مع جنون الأسعار، عندما دعوت أسرتي الصغيرة على العشاء في أحد المطاعم، والذي أعرف أسعاره جيداً، ولكني لم أعتقد أن تلك الزيادة سوف تنتقل أصداؤها للمطاعم بهذه السرعة، كنت قد قلت بيني وبين نفسي سوف نذهب لتناول وجبة العشاء قبل أن ترتفع الأسعار، ولكن يا فرحة ما تمت، فأصحاب المطاعم كانوا أسرع من الحكومة في إصدار القرار وتعميمه وتنفيذه على جيوبنا نحن، إذ تمت طباعة قائمة أسعار جديدة أضيفت إليها نسبة من الزيادة، ومتى تم ذلك كله؟ أخبرني أحد العاملين في ذلك المطعم أن الأسعار قد ارتفعت منذ هذه الليلة، وعندما استفسرت عن السبب ابتسم وغادر ليأتي بالفاتورة، والتي دفعتها وأنا ابتسم أيضاً، لكن من القهر.لن أتحدث عن قيمة الزيادة فالجميع أسهب في تناولها، ولكني أهمس في أذن وزير التجارة وأطلب منه أن يترجل من مكتبه ويتجول وحده كأي مواطن عادي، من غير أضواء أو مرافقين، ومن غير «بشت»، ويشاهد ماذا يحدث من تلاعب واضح في الأسعار، والمشكلة الأكبر أن معظم هذه البضائع غير أصلية وتباع على أنها ذات جودة عالية وماركة مشهورة.

مساعد ثامر الشمريأمين سر نقابة الصحافيين الكويتية