في حالة من الهيستيريا، مصحوبة بانعدام الاحساس الوطني، سارت مجاميع الشباب مأخوذة بأصوات حناجر تنفث الإفك والضلال، واعتدت على رجال الأمن والحرس الوطني، واقتحمت بيت الأمة، وجاست خلاله عابثة بما فيه من أثاث ووثائق، وحملت كرسي... واستهزأت بكراسي، وأخذت الصور التذكارية على المنصة الرئيسية، ودارت القهوة، ووزعت الشوكولاتة المنهوبة من درج سمو رئيس مجلس الوزراء، وتم الرقص على الطاولات على صوت الأناشيد الحماسية، كأنهم جيش منتصر اقتحم قلعة للاعداء... بعد ذلك صرح النائب مسلم البراك قائلا: أنا من اقتحم المجلس... وأطيب خيلكم اركبوه!
وأفتى فلاح الصواغ بعد أن شتم الحكومة والنواب المؤيدين لها، ثم انتقل للكتاب المعارضين له بإثم من جلس في بيته من دون المشاركة في هذه الغزوة زاعماً بأن الكويت في خطر! ولم يبق إلا أن يقتلعوا شعار المجلس فيدوسوه...
كل ذلك باسم الدفاع عن الديموقراطية والدستور، ولست أدري إن كان ما جرى جرى كردة فعل أم أمر دبر بليل! وناس زيد لهم الكيل.
ومع هذا المشهد المؤلم المدمي لأفئدة أهل الكويت، وقف نيرون في الخفاء شامة متشفياً فخوراً بفعلة أعوانه وأزلامه، بإشعال نيران الحقد والكراهية والفتنة بين الشعب الكويتي، مراهناً على نسيان أهل الكويت بما فعل، متأملاً تسامحهم المعتاد، ولكنهم لن ينسوا هذه الإساءة لما حل بمجلس الأمة وما يمثله لهم، وسوف يصحو من أحلامه الوردية على واقع أمر من العشرج، نعم إن الحكومة عاجزة ضعيفة، مسلوبة الإرادة، ولم تنجز شيئا يذكر سوى انتشار الفساد وضياع القرار، ولكن وبعد ما رأيناه مساء الأربعاء (أربعاء انتهاك الشرعية) تيقني بأن اللجوء إلى قادة هذه الغزوة كـ «المستجير من الرمضاء بالنار».
مبارك المعوشرجي
كاتب كويتي
Malmoasharji@gmail.com
وأفتى فلاح الصواغ بعد أن شتم الحكومة والنواب المؤيدين لها، ثم انتقل للكتاب المعارضين له بإثم من جلس في بيته من دون المشاركة في هذه الغزوة زاعماً بأن الكويت في خطر! ولم يبق إلا أن يقتلعوا شعار المجلس فيدوسوه...
كل ذلك باسم الدفاع عن الديموقراطية والدستور، ولست أدري إن كان ما جرى جرى كردة فعل أم أمر دبر بليل! وناس زيد لهم الكيل.
ومع هذا المشهد المؤلم المدمي لأفئدة أهل الكويت، وقف نيرون في الخفاء شامة متشفياً فخوراً بفعلة أعوانه وأزلامه، بإشعال نيران الحقد والكراهية والفتنة بين الشعب الكويتي، مراهناً على نسيان أهل الكويت بما فعل، متأملاً تسامحهم المعتاد، ولكنهم لن ينسوا هذه الإساءة لما حل بمجلس الأمة وما يمثله لهم، وسوف يصحو من أحلامه الوردية على واقع أمر من العشرج، نعم إن الحكومة عاجزة ضعيفة، مسلوبة الإرادة، ولم تنجز شيئا يذكر سوى انتشار الفساد وضياع القرار، ولكن وبعد ما رأيناه مساء الأربعاء (أربعاء انتهاك الشرعية) تيقني بأن اللجوء إلى قادة هذه الغزوة كـ «المستجير من الرمضاء بالنار».
مبارك المعوشرجي
كاتب كويتي
Malmoasharji@gmail.com