لقد أجاد الأخ الفاضل جاسم بودي وأفاد في افتتاحية «الراي» يوم الجمعة بعنوان «الخطاب الذي نتمنى أن نسمعه من عبدالصمد» حيث بين بأن النائب عدنان عبدالصمد كان قادراً على تبرير ما فعله خطأ في تأبين «عماد مغنية» من أن تأبينه كان خطأ لكنه لم يكن موجهاً ضد الشعب الكويتي، لاسيما في ظل عدم وجود أي مستند حكومي كويتي سابقاً يؤكد مسؤوليته عن خطف الطائرة الكويتية وقتل بعض ركابها، ثم كان الواجب على عبدالصمد ان يبدي سعادته البالغة لتدخل القيادات الحكيمة في البلد لوأد الفتنة وإطفاء تلك النار التي كانت كفيلة بإحراق الأخضر واليابس، ويكفي كلام سمو رئيس مجلس الوزراء الذي اعتبرهم أبناءه واستنكر الدعوات بتجريدهم من الجنسية أو منعهم من حضور الجلسات البرلمانية، وكذلك رئيس مجلس الأمة الذي استغرب الدعوات إلى الانتقام من النائبين.ثم إن الأمر قد انتهى عند طلب تحويل المؤبنين إلى النيابة العامة وهو قمة العدل، أم احتجاز بعض الأشخاص على ذمة التحقيق فهذا شأن خاص بالنيابة ولا نتدخل فيه ما داموا يجرون تحقيقاتهم ولا يسيئون إلى الأشخاص المحتجزين، وقد حدث سابقاً لكثير من الشخصيات الكويتية لكن في مقابل ذلك كله سمعنا من عبدالصمد تهديداً ووعيداً باستجواب وزير الداخلية الذي قام بدوره، ثم توجيه كلام لاذع له مثل: أين كنت في الغزو وما هو تاريخكم؟ ثم التهديد باستجواب رئيس مجلس الوزراء، ثم قام مجموعة من المؤيدين بالتجمهر أمام المؤسسات الأمنية للمطالبة باطلاق سراح أحد المحتجزين. وكتب البعض كتابات تثير الأحقاد وتفتح الجروح وتحول مسار القضية إلى صراع بين السنة والشيعة وإلى هجوم كاسح على السلفيين متناسين سبب المشكلة الأصلي الذي استثار الشعب بكامله وهو الوقوف في صف أعداء الوطن ابتداء، ثم تسفيه آراء المطالبين بالاعتذار ورد الصاع لهم صاعين.نتمنى من عبدالصمد ولاري وكل من شارك في التأبين ان يزيلوا عنهم ذلك الوهم والإصرار على أنهم لم يفعلوا شيئاً، وألا يزدروا تلك الأصوات التي طالبتهم بالاعتذار، وأن يكف أتباعهم عن التهديد المبطن والتخويف من الخارج، فالكويت قد صمدت في أحلك المواقف وصبرت على مؤامرة خطيرة فجرها حزب الله اللبناني وحزب الدعوة العراقي بسبب تمسكها بمبادئها وستصبر بإذن الله، وليحمدوا ربهم على وجود تلك الأصوات العاقلة الكثيرة التي تؤثر وأد الفتن ورص الصف ومسامحة المخطئين، قارن ذلك بنائب في بلد آخر تحدث عن بلاده في وسيلة إعلامية فطالبوا بطرده من البرلمان ثم بإعدامه!!
ما هكذا تورد الإبل يا أبا أنس!!النائب أحمد المليفي من النواب الذين اعتز بمواقفهم وآرائهم وتعجبني صراحته ونقاشه المنطقي لكثير من الأمور، لكن يبدو بأنه قد أفرط في الحماس لإصلاح الأمور فطلب من السلطة حل مجلس الأمة واجراء انتخابات بنظام الدوائر الخمس، كما طالب بإعفاء رئيس مجلس الوزراء من منصبه، مما فجر عليه كثيراً من ردود الفعل الغاضبة، وفي تصوري بأن أبا أنس قد أخطأ في ناحيتين: الأولى: أن المشكلة لا تقع في رئيس مجلس الوزراء وحده والذي هو فعلاً شخصية متعاونة مع الجميع ويفتح بابه للإصلاح ورأب الصدع، ولكن قد يكون زملاؤك يا أبا أنس يشكلون نصف المشكلة بسبب المصالح الضيقة والمشاكسات، وكما قال بعض النواب بأن تكتلك قد ساهم بكثير من أعضاء الحكومة، فلماذا إلقاء اللوم على الشيخ ناصر وحده؟! الثانية: هي ان المطالبة بحل المجلس قد تعطي السلطة المبررات لتكرار الحل كلما حدث تأزيم وبموافقة شعبية من النواب، كما ان الاستقرار ومحاولة إصلاح المجلس الحالي أفضل من تكرار التجارب والتي قد تفشل ونعود مرة أخرى إلى الخانة الأولى.
د. وائل الحساويwae_al_hasawi@hotmail.com