لاحظنا في الإيام الأخيرة كثرة الأخطاء والسقطات والزلاّت من أفراد على المستوى الشخصي ومن مجاميع وأحزاب وحركات وتيارات وفِرق وتجمعات، من دون الرجوع للخطأ ومحاولة تصحيحه، بل ويتمادون بالخطأ إلى أن يصبح نكبة ومصيبة.
إن التكتلات أو التجمعات أو الحركات، وغير غير ذلك، التي لا تريد أن تراجع أو تدرك أخطاء ماضيها البعيد والقريب، من الممكن أن يتحول حاضرها إلى كومة من السقطات والزلات، وينعكس ذلك على حاضرها فيصبح كارثة، علينا كتيارات وتكتلات ومجاميع أن نفهم واقعنا جيداً، وندرك استراتيجيات من يخالفنا في الرأي والرؤى، ونعي سياسات كل من يختلف معنا بفكر ووجهة نظر ورأي، حتى نستطيع أن نتجاوز الأحداث، ولا تتعاظم الخسائر.
إن لم نخطط لمستقبلنا، ونستشرف آمالنا، حتما ستتكرر أخطاؤنا، ونعجز عن تحقيق أهدافنا وغاياتنا المرحلية والكبرى، ولن نستطيع فعل ذلك إن لم ننقد ذواتنا، يُعد النقد الذاتي على المستويين الفردي والجماعي من الشروط الموضوعية الأساسية لإمكانية تجديدنا الفكري، والنظامي.
إن ممارسة عملية النقد الذاتي تسهم في ترسيخ وجود الفرد الفعّال،والمجاميع الفعالة، وتفعيل إمكانات تطورهم، وتقدم انجازاتهم، معتمدا زاوية النظر والتقييم من وجهة نظر الفرد أو وجهة نظر المجموعة بأكملها، نحن لا نتكلم هنا عن نقد ذاتي هدّام ومحبّط، ما نقصده هو ذلك النقد المدروس الممنهج وفقاً لمنهجية علمية، تساهم بالارتقاء والتطوير الذاتي.
تعددت المدارس الفكرية المختلفة المشارب، وكل منا ينتمي إلى مدرسة فكرية يؤمن بها ويتبنى أفكارها، ويدعو لها، على الصعيدين الشخصي والجماعي، لذلك كان لابد من وجود مشروع نقد ذاتي للتيارات والحركات والأحزاب من أبنائها وقياداتها، ولا يكون مُحتكرا من خصومهم، حتى ترتقي بقيمها وأخلاقياتها ومن ثم بأدائها وممارساتها الفعالة.
ما نلحظه اليوم نشْأة الفكر الدفاعي وأحياناً التبريري لممارسات الأحزاب والجماعات والتكتلات لأخطائهم، وفي هذا السياق بات مستهجنا ومستنكرا على من ينقد جماعته أو حزبه أو تياره وهو مازال ينتمي إليه، بل ويشككون في انتسابه وولائه لتياره وحزبه، وتشهد الحركات الاجتماعية السياسية على الساحة العربية والإسلامية، الكثير من الاختلافات بل وصلت في بعضها إلى حد الانشقاقات لأسباب إدارية وتنظيمية وغالبا تكون أسباباً فكرية ومبدئية بسبب انتشار ثقافة الفكر الدفاعي والتبريري.
إن ما ندعو إليه اليوم من مشروع النقد الذاتي، ليس ذلك المشروع الذي يصل إلى جلد الذات والهجاء السياسي، إن ما نصبو إليه ونرمي له مشروع نقد ذاتي لكل تيار أو حزب أو جماعة أو تكتل، تنطلق منهجيته العلمية الشرعية من تقديم رؤية على أرضية قناعات ومبادئ وقيم الحركة أو التجمع أو التيار نفسها، الهادفة للبناء والتجديد والتطوير، وليس للهدم والجمود وبقاء الأوضاع الخاطئة واستمرارها.
لو قامت كل حركة أو جماعة أو تيار أو حزب على أسس النقد الذاتي المبني على التجديد والبناء، وذلك بوضع قواعد لعملية النقد الذاتي كمدخل في التجمعات والتيارات وغيرها للتجديد بطريقة منهجية علمية من قبل رموز وقيادات فكرية وعلمية، وتنضبط هذه المنهجية بالتزام أخلاقيات الأمانة والاستقامة والنزاهة، لوجدنا تيارات وأحزابا وتكتلات تساهم في بناء فكر تجديدي واع، يطور أطروحات التيارات والتجمعات والأحزاب بحيث يكون فكرا منفتحاً ومتفاعلاً مع ما تموج وتعج به الساحة الداخلية والخارجية، قادرا على وضع أساليب وأدوات وآليات النقد الذاتي البناء، لتطوير ممارستهم الواقعية وفق فقه الواقع ومقتضياته بجميع جوانبه وأبعاده.
منى فهد العبد الرزاق الوهيب
m.alwohaib@gmail.com
twitter: @mona_alwohaib
إن التكتلات أو التجمعات أو الحركات، وغير غير ذلك، التي لا تريد أن تراجع أو تدرك أخطاء ماضيها البعيد والقريب، من الممكن أن يتحول حاضرها إلى كومة من السقطات والزلات، وينعكس ذلك على حاضرها فيصبح كارثة، علينا كتيارات وتكتلات ومجاميع أن نفهم واقعنا جيداً، وندرك استراتيجيات من يخالفنا في الرأي والرؤى، ونعي سياسات كل من يختلف معنا بفكر ووجهة نظر ورأي، حتى نستطيع أن نتجاوز الأحداث، ولا تتعاظم الخسائر.
إن لم نخطط لمستقبلنا، ونستشرف آمالنا، حتما ستتكرر أخطاؤنا، ونعجز عن تحقيق أهدافنا وغاياتنا المرحلية والكبرى، ولن نستطيع فعل ذلك إن لم ننقد ذواتنا، يُعد النقد الذاتي على المستويين الفردي والجماعي من الشروط الموضوعية الأساسية لإمكانية تجديدنا الفكري، والنظامي.
إن ممارسة عملية النقد الذاتي تسهم في ترسيخ وجود الفرد الفعّال،والمجاميع الفعالة، وتفعيل إمكانات تطورهم، وتقدم انجازاتهم، معتمدا زاوية النظر والتقييم من وجهة نظر الفرد أو وجهة نظر المجموعة بأكملها، نحن لا نتكلم هنا عن نقد ذاتي هدّام ومحبّط، ما نقصده هو ذلك النقد المدروس الممنهج وفقاً لمنهجية علمية، تساهم بالارتقاء والتطوير الذاتي.
تعددت المدارس الفكرية المختلفة المشارب، وكل منا ينتمي إلى مدرسة فكرية يؤمن بها ويتبنى أفكارها، ويدعو لها، على الصعيدين الشخصي والجماعي، لذلك كان لابد من وجود مشروع نقد ذاتي للتيارات والحركات والأحزاب من أبنائها وقياداتها، ولا يكون مُحتكرا من خصومهم، حتى ترتقي بقيمها وأخلاقياتها ومن ثم بأدائها وممارساتها الفعالة.
ما نلحظه اليوم نشْأة الفكر الدفاعي وأحياناً التبريري لممارسات الأحزاب والجماعات والتكتلات لأخطائهم، وفي هذا السياق بات مستهجنا ومستنكرا على من ينقد جماعته أو حزبه أو تياره وهو مازال ينتمي إليه، بل ويشككون في انتسابه وولائه لتياره وحزبه، وتشهد الحركات الاجتماعية السياسية على الساحة العربية والإسلامية، الكثير من الاختلافات بل وصلت في بعضها إلى حد الانشقاقات لأسباب إدارية وتنظيمية وغالبا تكون أسباباً فكرية ومبدئية بسبب انتشار ثقافة الفكر الدفاعي والتبريري.
إن ما ندعو إليه اليوم من مشروع النقد الذاتي، ليس ذلك المشروع الذي يصل إلى جلد الذات والهجاء السياسي، إن ما نصبو إليه ونرمي له مشروع نقد ذاتي لكل تيار أو حزب أو جماعة أو تكتل، تنطلق منهجيته العلمية الشرعية من تقديم رؤية على أرضية قناعات ومبادئ وقيم الحركة أو التجمع أو التيار نفسها، الهادفة للبناء والتجديد والتطوير، وليس للهدم والجمود وبقاء الأوضاع الخاطئة واستمرارها.
لو قامت كل حركة أو جماعة أو تيار أو حزب على أسس النقد الذاتي المبني على التجديد والبناء، وذلك بوضع قواعد لعملية النقد الذاتي كمدخل في التجمعات والتيارات وغيرها للتجديد بطريقة منهجية علمية من قبل رموز وقيادات فكرية وعلمية، وتنضبط هذه المنهجية بالتزام أخلاقيات الأمانة والاستقامة والنزاهة، لوجدنا تيارات وأحزابا وتكتلات تساهم في بناء فكر تجديدي واع، يطور أطروحات التيارات والتجمعات والأحزاب بحيث يكون فكرا منفتحاً ومتفاعلاً مع ما تموج وتعج به الساحة الداخلية والخارجية، قادرا على وضع أساليب وأدوات وآليات النقد الذاتي البناء، لتطوير ممارستهم الواقعية وفق فقه الواقع ومقتضياته بجميع جوانبه وأبعاده.
منى فهد العبد الرزاق الوهيب
m.alwohaib@gmail.com
twitter: @mona_alwohaib