كان العيد لأبناء وبنات جيلي غير عيد هالايام، كان العيد يعني 3 أيام مرح وفرح وضحك ولعب، العيد هو لبس الجديد وأوراق نقدية كثيرة، وإحساس طاغ بالسعادة والانطلاق، يذهب الأطفال مع الضحى إلى براحة الألعاب... «صبيان وبنات» ليركبوا «الديارف والقليلبه وام الحصن دارت» والحمير والحصن أجلكم الله المزينة بالحنَّاء «والقراقيش»، ويشترون من الباعة، المفترشي الأرض، ما شاؤوا من الحلويات والألعاب حتى الغداء. وبعد العصر يبدأ عيد الكبار... حيث يلتف الجميع حول إحدى الفرق الشعبية التي تؤدي رقصة العرضة على أنغام الطبول والأناشيد الحربية والحماسية، ويشارك في الرقص الشيوخ والأعيان حاملين السيوف والبنادق... وتكتفي النساء بالمشاهدة و«اليبَّاب».
وأما الكبار من الأولاد والبنات فيذهبون إلى سينما «الحمراء» التي تعرض افلام المغامرات والإثارة أو سينما «الفردوس» التي تعرض الأفلام الهندية والغنائية، وبعد نهاية الأفلام تبدأ عملية «المخازز والمطالع، ومبادئ الغزل بين الشباب والشابات، ومن أطرف المواقف التي حصلت لي ولأصدقائي والتي لا نزال نضحك عليها كل ما التقينا... إذ دخلنا احد محلات بيع الكنافة المقابل لسينما «الحمراء»، وكنا لا نعرف من الكنافة في ذلك الوقت إلا اسمها لحداثة دخولها الى الكويت، حيث قلنا للبائع : نريد 5 صحون كنافة. فسألنا: مبرومة أو خشنة ولا ناعمة، بالجبن أو بالقشطة؟ ولأننا من قوم «القبيط» و«كبدة الفرس» بان على وجوهنا الحيرة والارتباك لجهلنا في هذه الأصناف، فانقذنا البائع في اقتراحه بأن يأتي لنا بالأصناف الخمسة حتى لا «نتوهق» بالمرات المقبلة في الطلب!
ما أحلى أيام زمان وما أطيب أهل زمان، حيث التواد والتلاحم البشري بين جميع أهل الكويت... حالة نحن في أمس الحاجة إليها هذه الأيام.


مبارك المعوشرجي
كاتب كويتي
Malmoasharji@gmail.com