نشرت الصحف قبل أيام قصة عائلة قدمت الى الحج وعندما قدم لهم الناس الطعام رفضوا الأكل وقالوا بأنهم منذ سنوات قد عودوا انفسهم على الا يأكلوا غير كسرات الخبز لكي يجمعوا الاموال لحج بيت الله الحرام، وقد حدثني صديق يعمل في مجال العمل الخيري بأنه شاهد رجلاً من الهند طاعناً في السن يؤدي مناسك الحج بحماس غير طبيعي فلما سأله عن قصته أخبره بأنه منذ صغره كان يدعو الله تعالى ان يبلغه بيت الله الحرام ليحج، ولكن لم يكن له مال ولاقدرة على الحج، فلما وصل الى ما وصل اليه من العمر اتفق مع زوجته على ان يبيعا بيتهما الوحيد الذي يملكانه وان تجلس زوجته عند اهلها ثم يتوجه لاداء مناسك الحج، فما كان من صديقي الا ان اعطاه ما لديه من الصدقات ليشتري له بيتا بدلاً من بيته.
تتكرر هذه القصص آلاف المرات والتي تدلنا على تعلق قلوب ملايين المسلمين ببيت الله الحرام واستعدادهم للتضحية بجميع ما يملكون من اجل اداء فريضة الحج، وهذا الامر ان دل على شيء فإنما يدل على ارتباط هذه الامة بدينها وتمسكها به.
لقد حمدت الله تعالى عندما شاهدت السهولة والانسيابية في اداء المناسك لهذا العام لاكثر من ثلاثة ملايين حاج، وحجم الدقة في التنظيم الذي تم بفضل الله تعالى ثم بجهود شاقة ومميزة للحكومة السعودية لتحويل رحلة حج بيت الله الحرام الى ما يشبه النزهة، فمن كان يتصور ان يرى امامه القطارات وناطحات السحاب والمتاجر الحديثة وجميع اسباب الراحة في تلك المناسك؟!
ان التطورات التي نراها في عالمنا العربي والاسلامي اليوم كلها لتصدق عودة المسلمين الى دينهم وعقيدتهم بعد عقود من الظلم والطغيان التي حاولت حجبهم عن الحقائق وطمس هويتهم، وقد ساهم الطغاة الجبابرة في تعجيل تعلق الناس بدينهم وتمسكهم بهويتهم، فلا تكاد تسمع الا اصوات التكبير والتهليل في كل مكان، في المشاعر المقدسة وفي التظاهرات ضد الطغاة وفي برامج المرشحين لتولي الحكم يجمعهم الايمان بالله تعالى والتصديق بدينه.
ان الذين ينادون بعودة عقارب الساعة الى الوراء وتبني العلمانية والالحاد يخادعون انفسهم ويخادعون عجلة الزمن فقد وعد الله تعالى في كتابه الكريم بأن ينشر دينه في جميع ربوع الارض «هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون».
وفي حديث عدي بن حاتم - رضي الله عنه - قال: بينما انا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - اذ اتاه رجل فشكا اليه الفاقة، ثم اتاة اخر فشكا اليه قطع السبيل، فقال: يا عدي! هل رأيت الحيرة؟ قلت: لم ارها، وقد انبئت عنها، قال: ان طالت بك حياة لترين «الظعينة»، ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة، لاتخاف احداً الا الله تعالى، قلت فيما بيني وبين نفسي: بأين «ذعار طيء» الذين سعروا البلاد؟ ولئن طالت بك حياة لتفتحن كنوز كسرى، قلت: كسرى بن هرمز؟ قال: كسرى بن هرمز، ولئن طالت بك حياة لترين الرجل يخرج ملء كفه من ذهب او فضة يطلب من يقبله منه، فلا يجد احداً يقبله منه.
«الظعينة»: المرأة
«ذعار طيء»: قبائل طيء التي تقطع طريق الحجاج
د. وائل الحساوي
wael_al_hasawi@hotmail.com
تتكرر هذه القصص آلاف المرات والتي تدلنا على تعلق قلوب ملايين المسلمين ببيت الله الحرام واستعدادهم للتضحية بجميع ما يملكون من اجل اداء فريضة الحج، وهذا الامر ان دل على شيء فإنما يدل على ارتباط هذه الامة بدينها وتمسكها به.
لقد حمدت الله تعالى عندما شاهدت السهولة والانسيابية في اداء المناسك لهذا العام لاكثر من ثلاثة ملايين حاج، وحجم الدقة في التنظيم الذي تم بفضل الله تعالى ثم بجهود شاقة ومميزة للحكومة السعودية لتحويل رحلة حج بيت الله الحرام الى ما يشبه النزهة، فمن كان يتصور ان يرى امامه القطارات وناطحات السحاب والمتاجر الحديثة وجميع اسباب الراحة في تلك المناسك؟!
ان التطورات التي نراها في عالمنا العربي والاسلامي اليوم كلها لتصدق عودة المسلمين الى دينهم وعقيدتهم بعد عقود من الظلم والطغيان التي حاولت حجبهم عن الحقائق وطمس هويتهم، وقد ساهم الطغاة الجبابرة في تعجيل تعلق الناس بدينهم وتمسكهم بهويتهم، فلا تكاد تسمع الا اصوات التكبير والتهليل في كل مكان، في المشاعر المقدسة وفي التظاهرات ضد الطغاة وفي برامج المرشحين لتولي الحكم يجمعهم الايمان بالله تعالى والتصديق بدينه.
ان الذين ينادون بعودة عقارب الساعة الى الوراء وتبني العلمانية والالحاد يخادعون انفسهم ويخادعون عجلة الزمن فقد وعد الله تعالى في كتابه الكريم بأن ينشر دينه في جميع ربوع الارض «هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون».
وفي حديث عدي بن حاتم - رضي الله عنه - قال: بينما انا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - اذ اتاه رجل فشكا اليه الفاقة، ثم اتاة اخر فشكا اليه قطع السبيل، فقال: يا عدي! هل رأيت الحيرة؟ قلت: لم ارها، وقد انبئت عنها، قال: ان طالت بك حياة لترين «الظعينة»، ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة، لاتخاف احداً الا الله تعالى، قلت فيما بيني وبين نفسي: بأين «ذعار طيء» الذين سعروا البلاد؟ ولئن طالت بك حياة لتفتحن كنوز كسرى، قلت: كسرى بن هرمز؟ قال: كسرى بن هرمز، ولئن طالت بك حياة لترين الرجل يخرج ملء كفه من ذهب او فضة يطلب من يقبله منه، فلا يجد احداً يقبله منه.
«الظعينة»: المرأة
«ذعار طيء»: قبائل طيء التي تقطع طريق الحجاج
د. وائل الحساوي
wael_al_hasawi@hotmail.com