| كتب مفرح حجاب |
عندما يسود الاستبداد النسيج الاجتماعي ويتغلغل الحقد في نفس الإنسان لينعكس على سلوكه الإنساني تجاه كل من يحيط حوله مهما كانت درجة القربى، يأتي دور العقلاء **في تغليب الحكمة لتستمر الحياة من خلال التدخل ورأب الصدع حتى تستقيم الأمور، وقد يحتاج الأمر إلى معالجة أخرى عندما يقوم بذلك السلوك السلبي أقرب الناس إليك فتنتابك حيرة وقلق من تأثير تلك التصرفات على طبيعة العلاقة الاجتماعية والحياة المشتركة.. عندها تتعقد المشكلة وتحتاج إلى تأنٍ في إيجاد المخرج المناسب. وهذه المحاور الشائكة يسلط الضوء عليها مسلسل «غريب الدار» للفنانة سعاد عبدالله التي تواصل تصوير مشاهد المسلسل مع حشد كبير من النجوم.
«الراي» زارت أحد مواقع تصوير المسلسل حيث كان «اللوكيشن» داخل بيت كبير، ويقف مهندس الإضاءة ياسر المسلمي مع المخرج غافل فاضل لوضع اللمسات الأخيرة للاستعداد لمشهد زواج يوسف الحشاش من الفنانة صمود «حفل الملكة» في الوقت التي تتزين فيه العروس وأقاربها من الفتيات والنساء مع الماكير، بينما يعدل الحشاش النسفة فيما كان يراجع يعقوب والفنان سليمان الياسين قراءة المشاهد حين كان شهاب جوهر يرتدي الغترة، وبدت الفنانة سعاد شعلة من النشاط ليخرج المشهد بالطريقة التي تريدها.
«أم طلال» استهلت حديثها لـ«الراي» عن المسلسل الاجتماعي بأنه «يحكي عن عائلة تعيش مرارة الاستبداد المزمن من قبل الأخت الكبرى ما انعكس عليها وعلى أخواتها إلى ان يقولوا جميعاً في نهاية الأمر لا لهذا الاستبداد إلا أن هذه الأخت تظل حبيسة حقدها». مشيرة إلى أن «التغيير والتلوين في الأدوار والشخصيات أمر لابد منه، فالجمهور لا يمكن أن يكره الفنان اذا قدم شخصية شريرة لاسيما اذا كان صاحب رسالة وتاريخ ويدرك تماما ما يقدمه للناس، فأنا قدمت دور المرأة القوية في شاهين، والقدر المحتوم، أما «غريب الدار» فيحمل تفاصيل في غاية الأهمية ستظهر جليا عندما يعرض للمشاهدين خاصة وأنه يسلط الضوء على الذين يظهرون بوجه جميل لكن قلوبهم سوداء».
وعن توافق هذه الشخصية مع الشكل، قالت: الكثير من الناس يعيشون بيننا بوجه جميل لكن قلوبهم فيها سواد قاتم، ولا يعتمد العمل على السمات الظاهرة بل على الإحساس الداخلي وكذلك قدرة الممثل على تجسيد الشخصية بالمفهوم التي كتبت به، وبالنسبة إليّ قدمت أدواراً عديدة لكن لكل شخصية لها نمطها كما كان في «أم البنات» حين قدمت المرأة التي تعتمد على نفسها حين خرجت من عباءة الرجل وغيرها.
وأضافت أم طلال» أعجبت بفكرة المسلسل وعندما قرأته كان لي مأخذ عليه، وجلست مع المؤلف وقيمنا الأمور ووصلنا معا الى ما نريده، إذ لا يوجد نص درامي كامل.
من جانبه؛ اعتبر سليمان الياسين أن «العمل مع سعاد عبدالله له طعم خاص، نحن نبتعد فترة لكننا نعود معاً عندما يكون هناك عمل جيد، وفي مسلسل «غريب الدار» أجسد شخصية جديدة وفيها اختلاف كبير، وهي شخصية الزوج المغلوب على أمره ليس لأنه ضعيف الشخصية ولكن لأنه يحترمها ويعرف أن سبب هذه (الشراسة) التي تعاني منها غنيمة جاء نتيجة ظرف اجتماعي وألم نفسي»، مضيفاً أن «شخصية غنيمة غريبة الأطوار فهي حذرة، قلقة، عصبية، متوترة لديها شكوك وتحاول معرفة كل ما يدور حولها إلى درجة الغيرة، فهي لا تسمح لأحد ان يأخذ مكاناً أو دوراً في العائلة دون ان تدري، حيث بداخلها خوف شديد على أولادها، وأقوم أنا شخصياً بمحاولة تهدئتها وشرح الأمور لها لكنني مع الأسف في كل مرة أفشل».
ومن جهته؛ أكد المخرج غافل فاضل أن مسلسل «غريب الدار «يطرح (تيمة) درامية متكاملة أهمها هو «الكراكتر» الجديد التي ستظهر به سعاد عبدالله والذي سيكون مفاجأة لجمهورها لكن من يتابع العمل فسيرى كم الجهد وكم المعاناة التي تقدمها شخصية غنيمة، مضيفاً أن «شخصية غنيمة تطرح القسوة والظلم في النسيج الاجتماعي وداخل الأسرة الواحد وكيفية تفاعل الآخرين معه لكن في الوقت نفسه تثبت الأيام أن الظلم لا يدوم طويلاً وانه لا توجد ثوابت في الحياة وذلك من خلال أحداث درامية ثرية».
أما الفنان يعقوب عبدالله فأعرب عن سعادته للوقوف امام السندريلا للمرة الأولى، وقال «استفدت كثيرا خلال هذه التجربة، و«اللوكيشن» مختلف في كل شيء، فهناك إحساس جميل بأنك تقدم شخصية كنت تريدها»، وأضاف «أجسد شخصية طالب جامعي شاب طائش ينتقل للعيش مع عمته غنيمة ويفعل ما يريد رغم التزام اهله ولا يريد ان تعرف عنه عمته أي شيء، لكن هذه الشخصية تحمل الكثير من الكوميديا».
واعتبر عبدالله أن «أجمل ما في العمل أنه يتحدث عن اللُّحمة الكويتية وبرغم محاوره الدرامية الكثيرة إلا أنه يؤكد على النسيج الإنساني الجيد في نهاية الأمر، حيث مشاكل الكبار يقع فيها ويدفع ثمنها الأولاد، ناهيك عن شخصية العمة غنيمة التي تقلب موازين الأمور كلما حضرت».

بطاقة العمل
بطولة سعاد عبدالله، سليمان الياسين، ابراهيم الحربي، عبير الجندي، شيماء علي، يعقوب عبدالله، بثينة الرئيسي، مرام، مي البلوشي، أمل عباس، عصرية الزامل، شهاب جوهر عبدالله بهمن، شوق، يوسف الحشاش،صمود،عبدالله الزيد، ليلى عبدالله، محمد المسلم، حلا، نواف القريشي.
مدير الإضاءة ياسر المسلمي
مدير الإنتاج مشاري الشمري
تأليف عبدالعزيز الحشاش