الظلم مفردة تضفي على النفس كآبة وتحدث في القلب اضطرابا سيئا وكثيرا ما قالوا في الظلم والظالمين، وكلما وقع نظر الطيبين على منظر من مناظر الظالمين او مشهد من مشاهد آثار ظلمهم فإن القلب يدمى حسرة، ويكاد القلب يشفق على الذين اخذوا بظلم الظالمين، ومشاهد الظلم تترى في الدنيا ومايحل يوم إلا برز فيه اثار للظالمين وقابله نور من انوار ذوات القلوب الطيبة التي تعمل على اماطة الظلم من دروب الدنيا، ولعل ابشع مشاهد الظلم التي استمعنا اليها في الفترة الاخيرة هي ضجة لاثارة الفتنة وتفتيت المجتمع الواحد، وبث روح الطائفية خلال هذا النسيج المتكامل والمتراص والمتحد في نسيج الخلية الواحدة وهي الكويت الشامخة.
وقف احد الخطباء في احد المساجد في الاونة الاخيرة لينال من زيارة الامام ابي عبدالله الحسين عليه السلام سبط رسول الله صلى الله عليه ووآله وسلم التي تهوى كثير من قلوب المؤمنين والمسلمين لزيارة مشهده المبارك على اختلاف مشاربهم واتجاهاتهم وعقائدهم، ومذاهبهم وطوائفهم يزورون ذلك السبط المبارك الذي قال فيه رسول الرحمة وهو جده محمد صلى الله عليه وآله وسلم مفاد قول الاديب:
وثيقة من رسول الله باقية
يعلو الحسين بها فوق السها رتبا
حسين مني سراج مشرق
وانا من الحسين فيا أكرم به نسبا
الوحي اول ما اهدى صحائفه
كان الحسين من الأنوار مقتربا
هذا التراث الذي فاز الحسين به
عند جده لم يرث مالا ولا نشبا
اتذكر عزيزي القارئ انه عندما زار ضريح الامام الحسين عليه السلام اميرنا الوالد سمو الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح طيب الله ثراه اهدي له بشت نزع بشته وارتدى البشت المهدى اليه وصرح قائلا:
سأرتديه انه بركة
ما اجمل منطق العقلاء وما احسن فكرهم فما ادري عزيزي القارئ ان اقول لذلك الخطيب ولا اقدر على ان اتلو مفرداته يكفيني ان اقول:
السلام على ابي الاحرار مصباح الهدى الذي زاره الحكماء والعلماء والنبلاء وتعلموا منه ماهية النبل والعظمة.
سلام على اهل القصور بكربلاء
وقل لها مني سلام يزورها
سلام بأطراف العشي وفي الضحى
تقفيه نكباء الرياح ومورها
وقد ربح الزوار زوار ارضه
يفوح عليهم مسكها وعبيرها


سلطان حمود المتروك
كاتب كويتي