عكست خطابات سمو أمير البلاد ورئيس مجلس الامة ورئيس مجلس الوزراء حالة الاحباط التي تعيشها البلاد اليوم، فسمو الأمير تكلم عن الممارسات الغريبة التي تجاوزت كل الحدود وكيف اصبح العزف على اوتار العصبيات القبلية والطائفية والفئوية جسرا سريعا لتحقيق المكاسب الضيقة، وتكلم عن بعض وسائل الاعلام التي دأبت على صب الزيت على نار الفتن لتزيدها اشتعالا وتنفخ في أتون التأزيم والبغضاء.
أما الخرافي فقد حذر من توزيع الاتهامات دون دليل ومن التنافس على رئاسة المجلس قبل أوانها، أما الشيخ ناصر المحمد فقد ركز على ان الاستجوابات والمساجلات قد ابزرت النهج السلبي للممارسة النيابية وان الدعوات للاضرابات والاعتصامات هي ممارسات خارج اطار القانون واعتداء على مكانة الدولة.
ونضيف إلى ما قيل من عبارات بأن الممارسات الغريبة قد كان لها ما يحركها من الداخل وينفخ فيها وقد تمثلت في ظاهرة انتفاخ ارصدة ثلث اعضاء مجلس الامة ووصولها إلى ملايين الدنانير من الايداعات وتمثلت في التخبط في التعامل مع كوادر الموظفين والتفريق بينهم، فعمال النفط وصل معدل رواتبهم إلى 4500 دينار شهريا بينما المعلمون الذين يربون الاجيال يصارعون من اجل اقرار كادرهم وكذلك بقية الوظائف.
كما تمثلت الممارسات الغريبة في تقليد المناصب القيادية في البلد والتي تجاوزت جميع الحدود، واصبحت توزع على المقربين كما توزع الهدايا على المحبين، كما تمثلت في ترسية المناقصات على المقربين وطرد المؤهلين، كما تمثلت في تزوير ارادة الناخبين تارة بتزوير الاوراق وتارة بالرشوة وتارة بتحطيم الخصوم وتشويه صورتهم وتارة بالفضائيات المزيفة التي تحارب الفضيلة والامانة وتزرع البغضاء بين الناس.
أما توزيع الاتهامات بين الناس دون دليل فإن حله في متناول الجميع وهو عن طريق منع من تحوم حوله الشبهات من المشاركة في المجلس او في العمل إلى ان تتم براءته مما نسب اليه، قد يقول قائل بأن المتهم بـــــريء حتــــى تــــثبت ادانتـــــه، ونحن لا ندعو إلى الاتهام ولكن حفاظا على مؤسستينا التشريعية والتنفيذية اللتين بيدهما مصير البلد لابد من الطلب من المحالين إلى النيابة ومن تحوم حولهم الشبهات بالنأي بأنفسهم عن التصدر لشؤون الامة إلى حين صدور الاحكام، وهذا ما تفعله جميع بلدان العالم بل وكثير من الوزراء فــــي وزاراتهم، ومـــن يدري فــــقد يتم التصويت على منع رفع حصانة النواب إذا طلــــبت النيابة العامة ذلك!!
أما وسائل الاعلام وسلبيتها فقد كانت الحكومة قادرة على ضبطها عن طريق الاصرار في قانون المطبوعات على ان تكون ملكية تلك الوسائل مشتركة او شركات مساهمة لا ان تكون فردية وعلى منع ابناء الاسرة من ملكية تلك الوسائل من باب النأي بهم عن الولوج في الصراعات كما فعلت في منعهم من الترشيح لمجلس الامة، ولكن الواقع هو ان كثيرا من وسائل الاعلام الجديدة اليوم يمتلكها ابناء الاسرة.
المهم هو ان هنالك حلولا لكثير من مشاكلنا إذا صفت النفوس وكانت الحكومة والمجلس هما القدوة في تطبيق القوانين.
كلمة حق في الأمير سلطان
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم» والأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله تعالى قد جمع تلك المحبة في قلوب الناس لما حققه من انجازات كبيرة في حياته، فهو أقدم وزير دفاع في العالم وقد مارس السياسة أكثر من ستين عاما وتقلد كثيرا من المناصب في البلد دون ان يغير ذلك من تواضعه وحب الناس له، ولكن الابرز في حياته هو اعمال الخير والبر الكثيرة التي جعلت منه كما قال الأمير سلطان «جمعية خيرية تمشي على الارض»، فقليلا ما تجد من يجمع بين الملك وبين اعمال الخير المتنوعة.
اما نحن أهل الكويت ففي اعناقنا دين عظيم للأمير سلطان رحمه الله عندما جهز امكانات السعودية العسكرية والدفاعية وخاض حربا ضروسا لم يكن احد يعرف منتهاها لتحرير الكويت، وكانت عبارته المشهورة: «اذا كانت السعودية هي العين فإن الكويت هي سواد العين».
رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته.
د. وائل الحساوي
wael_al_hasawi@hotmail.com
أما الخرافي فقد حذر من توزيع الاتهامات دون دليل ومن التنافس على رئاسة المجلس قبل أوانها، أما الشيخ ناصر المحمد فقد ركز على ان الاستجوابات والمساجلات قد ابزرت النهج السلبي للممارسة النيابية وان الدعوات للاضرابات والاعتصامات هي ممارسات خارج اطار القانون واعتداء على مكانة الدولة.
ونضيف إلى ما قيل من عبارات بأن الممارسات الغريبة قد كان لها ما يحركها من الداخل وينفخ فيها وقد تمثلت في ظاهرة انتفاخ ارصدة ثلث اعضاء مجلس الامة ووصولها إلى ملايين الدنانير من الايداعات وتمثلت في التخبط في التعامل مع كوادر الموظفين والتفريق بينهم، فعمال النفط وصل معدل رواتبهم إلى 4500 دينار شهريا بينما المعلمون الذين يربون الاجيال يصارعون من اجل اقرار كادرهم وكذلك بقية الوظائف.
كما تمثلت الممارسات الغريبة في تقليد المناصب القيادية في البلد والتي تجاوزت جميع الحدود، واصبحت توزع على المقربين كما توزع الهدايا على المحبين، كما تمثلت في ترسية المناقصات على المقربين وطرد المؤهلين، كما تمثلت في تزوير ارادة الناخبين تارة بتزوير الاوراق وتارة بالرشوة وتارة بتحطيم الخصوم وتشويه صورتهم وتارة بالفضائيات المزيفة التي تحارب الفضيلة والامانة وتزرع البغضاء بين الناس.
أما توزيع الاتهامات بين الناس دون دليل فإن حله في متناول الجميع وهو عن طريق منع من تحوم حوله الشبهات من المشاركة في المجلس او في العمل إلى ان تتم براءته مما نسب اليه، قد يقول قائل بأن المتهم بـــــريء حتــــى تــــثبت ادانتـــــه، ونحن لا ندعو إلى الاتهام ولكن حفاظا على مؤسستينا التشريعية والتنفيذية اللتين بيدهما مصير البلد لابد من الطلب من المحالين إلى النيابة ومن تحوم حولهم الشبهات بالنأي بأنفسهم عن التصدر لشؤون الامة إلى حين صدور الاحكام، وهذا ما تفعله جميع بلدان العالم بل وكثير من الوزراء فــــي وزاراتهم، ومـــن يدري فــــقد يتم التصويت على منع رفع حصانة النواب إذا طلــــبت النيابة العامة ذلك!!
أما وسائل الاعلام وسلبيتها فقد كانت الحكومة قادرة على ضبطها عن طريق الاصرار في قانون المطبوعات على ان تكون ملكية تلك الوسائل مشتركة او شركات مساهمة لا ان تكون فردية وعلى منع ابناء الاسرة من ملكية تلك الوسائل من باب النأي بهم عن الولوج في الصراعات كما فعلت في منعهم من الترشيح لمجلس الامة، ولكن الواقع هو ان كثيرا من وسائل الاعلام الجديدة اليوم يمتلكها ابناء الاسرة.
المهم هو ان هنالك حلولا لكثير من مشاكلنا إذا صفت النفوس وكانت الحكومة والمجلس هما القدوة في تطبيق القوانين.
كلمة حق في الأمير سلطان
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم» والأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله تعالى قد جمع تلك المحبة في قلوب الناس لما حققه من انجازات كبيرة في حياته، فهو أقدم وزير دفاع في العالم وقد مارس السياسة أكثر من ستين عاما وتقلد كثيرا من المناصب في البلد دون ان يغير ذلك من تواضعه وحب الناس له، ولكن الابرز في حياته هو اعمال الخير والبر الكثيرة التي جعلت منه كما قال الأمير سلطان «جمعية خيرية تمشي على الارض»، فقليلا ما تجد من يجمع بين الملك وبين اعمال الخير المتنوعة.
اما نحن أهل الكويت ففي اعناقنا دين عظيم للأمير سلطان رحمه الله عندما جهز امكانات السعودية العسكرية والدفاعية وخاض حربا ضروسا لم يكن احد يعرف منتهاها لتحرير الكويت، وكانت عبارته المشهورة: «اذا كانت السعودية هي العين فإن الكويت هي سواد العين».
رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته.
د. وائل الحساوي
wael_al_hasawi@hotmail.com