لم تكن المرأة كائنا هامشيا في المجتمع مثلما يصوره البعض لاسيما وأن الإسلام كرمها من خلال النصوص الشرعية والتوجيهات النبوية، ومنحها حقوقها كاملة من دون نقصان.
لكن حينما بدأت العادات والتقاليد المجتمعية الخاطئة تحيد المرأة، وتعزلها عن دورها المهم في المجتمع، أصبح الناس لا يرون في المرأة إلا ما تراه تلك التقاليد التي تحولت إلى قيد يكبل طاقاتها وقدراتها، ويقصي ويلغي آراءها وتطلعاتها، ويحصرها في زاوية مظلمة بعيداً عن الأدوار التي كانت من المفترض أن توكل إليها باعتبارها شريكا للرجل في كل أوجه الحياة وفق ما نصت عليه الشريعة الإسلامية.
ولعل قرار خادم الحرمين الشريفين حفظه الله الذي ينص على منح المرأة حق العضوية في مجلس الشورى، وحق الانتخابات للمجالس البلدية، وضع الأمور في نصابها، وانتصر لها وعزز مكانتها، وهي التي ظلت بعيدة عن المشاركة الحقيقية الفاعلة في تأسيس مستقبل تظل هي فيه عنصرا مهما وأهم ركائزه.
إلا أنه من المؤسف أنه مازال هناك من يغرد خارج السرب، ويتكئ على موروث اجتماعي تجاوزه الزمن، بل و ما أنزل الله به من سلطان، يقلل من دور المرأة شريكة للرجل في صنع القرار، ولا ادل على ذلك من نكات السخرية والتهكم التي ظل البعض يتداولها عبر وسائل الاتصال (منهم من يسأل هل سيصبح مجلس الشورى مجلسا واحدا أو مجلس حريم ومجلس رجال وبينهم مقلط)!
ومنهم من يقترح إيجاد بدائل لكلمتي «الدورة والعضو» وبرغم أن هذه النكات تدل على خفة دم أصحابها إلا انها تنبئ عن ضيق أفق وسذاجة تفكير ونية مبيتة لإعاقة مسيرتها. نسي هؤلاء أو تناسوا أن بذرة المجتمع رجل وامرأة، وأنهما معا يمثلان جناحي المجتمع الذي لا يمكن أن يحلق في الفضاء إلا بهما.
وهل يعي هؤلاء المثبطون أنه آن الأوان ليعيدوا حساباتهم، وليكونوا عونا لها، ويمنحوها الثقة التي طالما سلبت منها لتحل على الأقل قضاياها المتعثرة والتي تضر المجتمع كثيرا بتراكمها وبقائها معلقة بلا حلول. هل سيدرك المجتمع كم كان مخطئا عندما عزلها وهمش دورها؟
القرار فرصة تاريخية وذهبية، وتجربة لو نجحت سيكون من شأنها تغير النظرة تماما. وهو حلم وتحقق، ونسأل الله ألا تتدخل المحسوبيات والمجاملات، وألا يكثف التصويت لمرشحة لا تستحق الترشيح، ويترشح الحلم بأكمله...
ملاك الدريب
كاتبة سعودية
malak_aldreeb@hotmail.com
لكن حينما بدأت العادات والتقاليد المجتمعية الخاطئة تحيد المرأة، وتعزلها عن دورها المهم في المجتمع، أصبح الناس لا يرون في المرأة إلا ما تراه تلك التقاليد التي تحولت إلى قيد يكبل طاقاتها وقدراتها، ويقصي ويلغي آراءها وتطلعاتها، ويحصرها في زاوية مظلمة بعيداً عن الأدوار التي كانت من المفترض أن توكل إليها باعتبارها شريكا للرجل في كل أوجه الحياة وفق ما نصت عليه الشريعة الإسلامية.
ولعل قرار خادم الحرمين الشريفين حفظه الله الذي ينص على منح المرأة حق العضوية في مجلس الشورى، وحق الانتخابات للمجالس البلدية، وضع الأمور في نصابها، وانتصر لها وعزز مكانتها، وهي التي ظلت بعيدة عن المشاركة الحقيقية الفاعلة في تأسيس مستقبل تظل هي فيه عنصرا مهما وأهم ركائزه.
إلا أنه من المؤسف أنه مازال هناك من يغرد خارج السرب، ويتكئ على موروث اجتماعي تجاوزه الزمن، بل و ما أنزل الله به من سلطان، يقلل من دور المرأة شريكة للرجل في صنع القرار، ولا ادل على ذلك من نكات السخرية والتهكم التي ظل البعض يتداولها عبر وسائل الاتصال (منهم من يسأل هل سيصبح مجلس الشورى مجلسا واحدا أو مجلس حريم ومجلس رجال وبينهم مقلط)!
ومنهم من يقترح إيجاد بدائل لكلمتي «الدورة والعضو» وبرغم أن هذه النكات تدل على خفة دم أصحابها إلا انها تنبئ عن ضيق أفق وسذاجة تفكير ونية مبيتة لإعاقة مسيرتها. نسي هؤلاء أو تناسوا أن بذرة المجتمع رجل وامرأة، وأنهما معا يمثلان جناحي المجتمع الذي لا يمكن أن يحلق في الفضاء إلا بهما.
وهل يعي هؤلاء المثبطون أنه آن الأوان ليعيدوا حساباتهم، وليكونوا عونا لها، ويمنحوها الثقة التي طالما سلبت منها لتحل على الأقل قضاياها المتعثرة والتي تضر المجتمع كثيرا بتراكمها وبقائها معلقة بلا حلول. هل سيدرك المجتمع كم كان مخطئا عندما عزلها وهمش دورها؟
القرار فرصة تاريخية وذهبية، وتجربة لو نجحت سيكون من شأنها تغير النظرة تماما. وهو حلم وتحقق، ونسأل الله ألا تتدخل المحسوبيات والمجاملات، وألا يكثف التصويت لمرشحة لا تستحق الترشيح، ويترشح الحلم بأكمله...
ملاك الدريب
كاتبة سعودية
malak_aldreeb@hotmail.com