نحمد الله كثيراً، ثم نشكر من سعى لتعليق إضراب العاملين في قطاع الجمارك... حكومية كانت هذه الجهود أو نقابية، كما أثمن لحكومتنا صمودها أمام هذا الابتزاز فقد كان هذا الإضراب حصاراً اقتصاديا على البلد، وعقابا جماعياً على المواطنين والمقيمين من اجل منافع فئوية خاصة.
حرمان من كان خارج البلد من الدخول إليها والعودة الى بيته، تكبيد الاقتصاد الوطني خسائر مالية يومية تقدر بمئات الملايين عبر ايقاف تصدير النفط، وتحميل التجار الكويتيين خسائر هائلة لمنع التصدير والاستيراد، ما أدى إلى ارتفاع اسعار المواد الغذائية على الناس... عقوبة جماعية تحجم الدول الكبرى عن فرضها على الحكومات المارقة شفقةً على شعوبها، والعاملون بقطاع الجمارك يعاقبوننا ويعاقبون بلدههم وذويهم.
إن من طالب أو شارك في هذه الصورة الحادة والمؤلمة وغير المتدرجة في الإضراب قد يكون كويتيا يحمل الجنسية في جيبه... ولكنني متأكد انه لا يحمل قدراً كافيا من الولاء والاخلاص لهذا الوطن والحب والرحمة لأهله، أما ذاك الذي تفاخر بتحميل الاقتصاد الوطني مئات الملايين يوميا، بايقاف الصادرات النفطية، فيذكرني بقصة شمشون الجبار إلا ان شمشون هدّ المعبد على رأسه ورؤوس اعدائه، أما المتفاخر فقد كاد أن يهدم البلد على رأسه ورأس محبيه.
انظروا إلى ورثة الانبياء المعلمين الذين طال انتظارهم بكادرهم المستحق سنين طويلة إلا أنهم لإخلاصهم وتفانيهم لم يفكروا قط في الإضراب لأنهم يعلمون أنه عقوبة على أبنائهم وبناتهم الطلاب والطالبات من دون ذنب منهم، ولذلك اتمنى على أبنائنا واخواننا في قطاع الجمارك ان يجدو وسيلة اخف وطأة على البلد والناس لنيل حقوقهم... أما الحصار الاقتصادي والعقوبات الجماعية فسيجعلنا جميعا نقف ضدهم وضد من يؤازرهم فالبلد لا يستحق ولا يستحمل ذلك.

إضاءة
السيد بوحامد من الناشطين في مجال حماية البيئة يناشد من بيده الأمر التخفيف عن أهل مشرف مما يعانونه من اعتداءات على البيئة... الخطر النائم في محطة المجاري أجلكم الله، ومحطة المياة التي أتلفت الطرق والأرصفة وأدت إلى هبوط الشوارع، وتلك المحمية التي أكلت ملاعبها بقرب السفار السورية... والربيع الكويتي آت، لا الربيع العربي، حيث يلعب أبناؤنا في تلك الملاعب طوال الشتاء والربيع، أما المشكلة الرابعة فسيارات تعليم القيادة التي تجول في شوارعها باثة السموم من عوادمها من الفجر وحتى المغيب، إما أن يرفع من بيده الأمر هذه المعاناة... والا سنضطر الى اضراب واعتصام سلمي حتى تزال هذه المنغصات من منطقة مشرف.

مبارك المعوشرجي
كاتب كويتي
Malmoasharji@gmail.com