كلما جلست في إحدى الديوانيات أو في بعض الجلسات الخاصة مع الأهل والأصدقاء أجد نفس السؤال يتكرر، ونخرج من بعد حوار مطول أن المسؤولية تقع بنسبة كبيرة على الحكومة، التي تركت الجمل بما حمل لكل ناعق أن يفتت لحمة الوطن، من خلال تصريح هنا، وبيان هناك، وتجمع في تلك الزاوية، وآخر في تلكم، ومقال يصنف فيه كاتبه المجتمع الكويتي إلى مجاميع ينبذ بعضها بعضا، والذي أحسب أنه كتبه بحبر من صنع إبليس الرجيم.
سألت نفسي، وتساءلت مع من حولي، من هي الجهة المسؤولة عن وقف نزيف الوحدة الوطنية، رغم إشارة النطق السامي في أكثر من مناسبة على أهمية ذلكم المكون الأساس في إرساء دعائم النهضة والتنمية، فلم أجد أن المواطن العادي أو المثقف وصاحب الفكر يتحمل إلا جزءً صغيرا من المسؤولية، ورأيت في الوقت ذاته أن أصابع اللوم والعتب تشير إلى السلطة التنفيذية، كونها أُنيطَ بها تنفيذ التشريعات التي تحفظ للوطن نسيجه، من خلال تطبيق القوانين التي صادق عليها حضرة صاحب السمو بعد أن وافق عليها مجلس الأمة، وقضى الكثير من المسؤولين والمستشارين والخبراء والفنيين آلاف الساعات لصياغتها وإنجازها كي ترى النور.
نخرج من تلك الحوارات التي أراها طبيعية في جو سياسي مشحون، ودعوات هنا وهناك للتحزب والاستقطاب، كل حسب هواه وما يشتهي، إلى أن الأمر بسيط جداً، ولا تنقصه إلا إرادة حازمة، وصدق في النوايا، وتحويل الانتباه إلى البناء والتعمير، بدل الشحناء والتدمير، والذي بات يمارسه كثيرون كل من موقعه.
أين إحساسنا بالمواطنة الحقة، أين تلكم الروح الوطنية التي أمست ذكرى وطيفا يسترجعها هذا الجيل، كلما مرت بنا أزمة، أين الحكماء والعقلاء وما دورهم فيما يحصل، وهل يحق لهم أن يواصلوا الجلوس في مقاعد المتفرجين، أما آن لهم أن ينزلوا إلى الساحة ويمارسوا دورهم الوطني المطلوب؟
هل أصبحت الحكومة عاجزة عن القيام بدورها، هل أصاب أدواتها الشلل فما عادت تقوى على الحركة، وإلى متى ستظل على هذه الحال، أين دور جهاز الأمن الوطني في مسألة الوحدة الوطنية، أم أنه أضحى (بريستيجا) ليس إلا؟!
كثيرة هي التساؤلات التي تدفع عددا لا يستهان به من الشباب إلى هوّة الإحباط، ما يجعلهم صيداً سهلاً لكل من رفع راية غير راية الوطن، لينفذ أجندته الخاصة به، ولو قامت الدولة بالتركيز على استثمار تلك الطاقات في العمل لما فقدت الأمل، ولجأت إلى الالتفاف حول تلك الرايات الشيطانية.
د.عبداللطيف الصريخ
كاتب كويتي
Twitter : @Dralsuraikh
سألت نفسي، وتساءلت مع من حولي، من هي الجهة المسؤولة عن وقف نزيف الوحدة الوطنية، رغم إشارة النطق السامي في أكثر من مناسبة على أهمية ذلكم المكون الأساس في إرساء دعائم النهضة والتنمية، فلم أجد أن المواطن العادي أو المثقف وصاحب الفكر يتحمل إلا جزءً صغيرا من المسؤولية، ورأيت في الوقت ذاته أن أصابع اللوم والعتب تشير إلى السلطة التنفيذية، كونها أُنيطَ بها تنفيذ التشريعات التي تحفظ للوطن نسيجه، من خلال تطبيق القوانين التي صادق عليها حضرة صاحب السمو بعد أن وافق عليها مجلس الأمة، وقضى الكثير من المسؤولين والمستشارين والخبراء والفنيين آلاف الساعات لصياغتها وإنجازها كي ترى النور.
نخرج من تلك الحوارات التي أراها طبيعية في جو سياسي مشحون، ودعوات هنا وهناك للتحزب والاستقطاب، كل حسب هواه وما يشتهي، إلى أن الأمر بسيط جداً، ولا تنقصه إلا إرادة حازمة، وصدق في النوايا، وتحويل الانتباه إلى البناء والتعمير، بدل الشحناء والتدمير، والذي بات يمارسه كثيرون كل من موقعه.
أين إحساسنا بالمواطنة الحقة، أين تلكم الروح الوطنية التي أمست ذكرى وطيفا يسترجعها هذا الجيل، كلما مرت بنا أزمة، أين الحكماء والعقلاء وما دورهم فيما يحصل، وهل يحق لهم أن يواصلوا الجلوس في مقاعد المتفرجين، أما آن لهم أن ينزلوا إلى الساحة ويمارسوا دورهم الوطني المطلوب؟
هل أصبحت الحكومة عاجزة عن القيام بدورها، هل أصاب أدواتها الشلل فما عادت تقوى على الحركة، وإلى متى ستظل على هذه الحال، أين دور جهاز الأمن الوطني في مسألة الوحدة الوطنية، أم أنه أضحى (بريستيجا) ليس إلا؟!
كثيرة هي التساؤلات التي تدفع عددا لا يستهان به من الشباب إلى هوّة الإحباط، ما يجعلهم صيداً سهلاً لكل من رفع راية غير راية الوطن، لينفذ أجندته الخاصة به، ولو قامت الدولة بالتركيز على استثمار تلك الطاقات في العمل لما فقدت الأمل، ولجأت إلى الالتفاف حول تلك الرايات الشيطانية.
د.عبداللطيف الصريخ
كاتب كويتي
Twitter : @Dralsuraikh