أعلنت مجموعة بنك الكويت الوطني امس، عن الاتمام النهائي لصفقة شراء حصة قدرها 40 في المئة من البنك التركي «Turkish Bank»، الذي يعد واحداً من أفضل البنوك الصاعدة في تركيا، بعد استكمال الموافقات والإجراءات الرسمية كافة، وذلك في مؤتمر صحافي أقيم امس في اسطنبول وحضره كل من الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك الكويت الوطني إبراهيم شكري دبدوب وعضو مجلس إدارة البنك حمد عبدالعزيز الصقر ورئيس مجلس إدارة مجموعة البنك التركي تانجو أزول والرئيس التنفيذي للبنك التركي هاكان بورتشيني.وقال الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك الكويت الوطني ونائب رئيس مجلس إدارة البنك التركي إبراهيم دبدوب أن هذه الخطوة تمثل نجاحاً كبيراً لاستراتيجية البنك التوسعية ودخوله القوي للسوق التركي، مشيراً إلى أن اهتمام البنك بالوجود في تركيا يأتي انعكاساً لما يشهده الاقتصاد التركي عموما والقطاع المصرفي خصوصا من تطور ونمو متزايدين في الفترة الأخيرة. وأضاف أن اختيار البنك التركي جاء نظراً لمكانته المصرفية المتميزة حيث يعتبر من أفضل البنوك التركية، ووفقاً لمجلة «ذي بانكر» العالمية فإنه يأتي في المرتبة الثانية عشرة على مستوى أوروبا من حيث النمو والتطور والقدرات التسويقية، ولديه حالياً شبكة فروع تبلغ 22 فرعاً تنتشر في جميع أنحاء تركيا تقدم الخدمات المصرفية كافة، لذا فهو الأكثر ملاءمة لبنك الكويت الوطني من حيث الأداء والنمو المصرفي. وأضاف دبدوب أن بنك الكويت الوطني سعيد بالوجود في تركيا الذي يعد بلداً ضخماً ومليئا بفرص النمو والاستثمار الواعدة، مشيراً إلى أن تركيا تسير بخطى متسارعة في تطبيق برنامج خصخصة متكامل في القطاعات كافة  ومن أهمها مجالات النفط والمصارف والاتصالات والطاقة المتجددة والبنية الأساسية، الأمر الذي يمثل فرصاً واعدة أمام الاستثمارات الخليجية التي تشهد طفرة مالية بارزة في الفترة الأخيرة. وتوقع أن تشهد الفترة المقبلة المزيد من الاستثمارات الكويتية في السوق التركي في ظل الطفرة الاقتصادية والمالية التي تشهدها الأسواق الخليجية عموما.وأوضح دبدوب أن تركيا قامت بخصخصة أصول تبلغ قيمتها نحو 40 مليار دولار بين عامي 2004 و2007 لمستثمرين أجانب وهو ما يعادل خمسة أضعاف قيمة الاستثمارات الأجنبية بين عامي 1985 و2002. كما ارتفعت الاستثمارات الأجنبية المباشرة (FDI) في تركياً بشكل ملحوظ منذ عام 2006 بعد أن ضخ المستثمرون الأجانب في السوق التركي ما يزيد على 42 مليار دولار خلال العامين الماضيين بعد أن كان متوسط الاستثمارات الأجنبية المباشرة في تركيا بين عام 1980 و2003 لا يتجاوز المليار دولار أميركي فقط. كما تعد الاستثمارات الخليجية أهم مصادر الاستثمار الأجنبي المباشر في تركيا وتمثل أكثر من 25 في المئة من إجمالي الاستثمارات الأجنبية في تركيا.وأشار دبدوب الى أن البنك الوطني يعرف السوق التركي جيداً حيث لديه خبرات طويلة وتجارب وعلاقات ناجحة كثيرة في تركيا، حين قمنا بتمويل العديد من المشروعات الاقتصادية والاستراتيجية التركية وخصوصاً في مجال النفط والبنية الأساسية في السبعينات والثمانينات. وبالتالي فإن دخولنا السوق التركي كان موضع تقدير وترحيب كبيرين من كافة السلطات والجهات المعنية هناك. كما قام البنك بترتيب عدد من الصفقات الناجحة اخيراً في السوق التركي من خلال ذراعه الاستثمارية إن بي كيه كابيتال ومن أبرزها شراء شركة صافولا السعودية لشركة يودوم التركية للأغذية وترتيب استحواذ البنك التجاري السعودي على بنك تركي فاينانس الإسلامي في تركيا إلى جانب صفقة البنك التركي.وتوقع دبدوب أن يسهم بنك الكويت الوطني من خلال خبراته في دعم علاقات وأواصر التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين خلال الفترة المقبلة من خلال استكشاف العديد من فرص الاستثمار المميزة للطرفين.وأكد دبدوب أن بنك الكويت الوطني يخطط لاستخدام خبراته في عمليات التجزئة المصرفية لتوسعة حصة البنك التركي في سوق الودائع والقروض في تركيا وزيادة عدد فروعه. وأضاف دبدوب أنه في ضوء احتمالات انضمام تركيا إلى السوق الأوروبي فإنه من المتوقع أن يشهد القطاع المصرفي التركي نمواً كبيراً خلال الخمس سنوات المقبلة ودخول مؤسسات مصرفية ومالية أجنبيه كبيرة.من ناحية أخرى، أشاد رئيس مجلس إدارة البنك التركي «تانجو أوزول» بالصفقة الناجحة، مؤكداً أنها ستمثل نقلة نوعية وقيمة مضافة للبنك التركي والقطاع المصرفي التركي خصوصاً بالنظر إلى مكانة البنك الوطني وخبراته المصرفية المتراكمة في المنطقة وتحديداً في مجالات الخدمات المصرفية الشخصية والخاصة والخدمات المصرفية للشركات والمؤسسات. وأضاف أننا على ثقة بأن البنك الوطني سيساهم بقوة في دعم البنك وتطويره خلال الفترة المقبلة وعلى الأخص ما يتعلق بالخدمات المصرفية الشخصية في أنحاء تركيا إلى جانب دعم حصة البنك السوقية فيما يتعلق بالودائع والقروض وتوسيع شبكة فروع البنك في تركيا.وفي تعليقه على استراتيجية بنك الكويت الوطني التوسعية، قال دبدوب ان البنك ركز اخيراً جهوده على التوسع الإقليمي وتكللت هذه الجهود بالنجاح من خلال تملكه الكامل للبنك الوطني المصري في مصر في صفقة تجاوز حجمها مليار دولار أميركي، حيث يعد السوق المصري أكبر الأسواق العربية ولديها إمكانات نمو كبيرة للمستقبل ومن خلال صفقة البنك التركي في تركيا وزيادة حصة البنك في بنك قطر الدولي بقطر. واليوم يملك الوطني أكبر شبكة فروع إقليمية ودولية على مستوى بنوك العالم العربي كافة موزعة بين أكبر عواصم المال والأعمال الإقليمية والدولية ومن أهمها لندن وباريس ونيويورك وسويسرا وسنغافورة  والصين وفيتنام إلى جانب قطر والبحرين والسعودية والإمارات ولبنان والأردن ومصر والعراق.كما يتمتع بنك الكويت الوطني بأعلى التصنيفات الائتمانية على مستوى بنوك الشرق الأوسط بشهادة وكالات التصنيف العالمية موديز وفيتش وستاندراد أند بورز، تأكيداً على متانة البنك المالية واسترتيجيته الناجحة وسجله المستمر في تحقيق الأرباح وإدارته المستقرة طوال السنوات الماضية.هذا ويضم مجلس إدارة البنك التركي الجديد أربعة أعضاء يمثلون بنك الكويت الوطني وهم إبراهيم دبدوب كنائب لرئيس مجلس إدارة البنك التركي وكل من عضو مجلس إدارة البنك الوطني حمد الصقر ومدير عام البنك عادل الماجد ومدير عام مجموعة الفروع الخارجية راندا صادق.