| ابتسام السيار |
تجسس الزوج على زوجته ظاهرة تهدد كيان الأسرة وتدمر البيوت، وهى مفتاح النكد وحرب غير معلنة الكل فيها خاسر الحياة الزوجية لانها تقوم على الشك والريبة، وما يفعله بعض الأزواج من تفتيش ثياب الزوجة والهاتف النقال أو وضع برامج تجسس على حاسب الزوجة، أو هاتفها لن يأتي بنتيجة سوى المشاكل والتصادم التي قد تؤدي إلى الطلاق علنيا... في البداية نسأل أنفسنا ما الذي يدفع الزوج لمراقبة زوجته والتجسس على خصوصياتها؟ وما الوسائل المستخدمة للتجسس؟ وهل هو حرام شرعا؟
حينما تبنى الحياة الزوجية على جرف هار، لاشك انها ستنهار يوما ما خصوصا مع ما نراه اليوم من تقنيه أصبحت فى متناول الكثير من الازواج، فبدلا من ان تسهم التقنية في الحياة الهانئة السعيدة، أصبحت لدى بعض الازواج نقمة على زوجاتهم من خلال أجهزة التنصت والكاميرات والتسجيل، التى يتم تركيبها لمراقبة الزوجات، ففي الآونة الأخيرة ظهرت أجهزة عديدة للتنصت المتطورة فمثلا هناك في المنازل جهاز لمراقبة المكالمات الهاتفية وتسجيلها، وهناك أجهزة تحدد موقع الزوجة خارج المنزل، التنصت على الموبايل أو التجسس على الكمبيوتر الشخصي، وضع أجهزة تنصت على سماعة الهاتف لسماع المكالمات كافة بواسطة الراديو، ايضا يقوم الزوج بمتابعة خطوات وتحركات زوجته او يستعين الزوج بشخص ليراقب زوجته حتى يبعد عنها الشك، وضع جهاز تسجيل صوتي «آي باد» في سيارتها أو في مكان ما، وضع أجهزة كاميرات فى البيت لمراقبه حركتها، البعث فى محتوياتها بعد خروجها من البيت، العبث فى هاتفها المحمول، زرع أجهزة تجسس في ملابسهم ونظاراتهم، وهناك العديد من الأجهزة التي لم تذكر، فرغم كونها غير أخلاقية، إلا ان الازواج يستعينون بها للاستدلال، فالرجل يمتلك أساليب خفية في التجسس على المرأة، فبعض الرجال... لا يثقون في زوجاتهم فيقومون بالتجسس فهو يعتبر مرضا نفسيا، فمن يقوم بعملية التجسس هو مريض نفسيا لا يثق بنفسه وكذلك لا يثق بالآخرين، فمن أسباب لجوء الأزواج إلى التجسس هو ان يفتقد أحدهم الشعور بالأمان، وكذلك يفتقد الثقة بنفسه وقدرته على المحافظة على شريكه والتجسس سلوك مذموم ونهى الإسلام عنه لحكمة عظيمة، فالمسلم لا يتبع عورات الآخرين ولا يحاول هتك سترهم.
يقال ان التجسس معناه تتبع الاخبار، ومنه الجاسوس لأنه يتتبع الاخبار ويفحص عن بواطن الأمور، والتجسس تعتريه أحكام ثلاثة... الحرمة والوجوب والاباحة فالتجسس على المسلمين في الأصل حرام منهي عنه لقوله تعالي: «يأيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا»... سورة الحجرات.
ففيه تتبع لعورات المسلمين ومعاييبهم والاستكشاف عما ستروه، والستر واجب الا عن الامام والوالي واحد الشهود الاربعة، وايضا في الزنا قد يكون التجسس واجبا، وايضا يباح في الحرب بين المسلمين وغيرهم، وكذلك يباح التجسس إذا رفع إلى الحاكم ان في بيت فلان خمرا، فان شهد على ذلك شهود كشف عن حال صاحب البيت، والتجسس المحرم يعتبر من كبائر الذنوب «فمن استمع إلى حديث قوم يكرهون الاطلاع عليه صب في اذنيه الآنك أي الرصاص المذاب يوم القيامة، ولذا يحرم شرعا تجسس الزوج على زوجته، ما دامت ملتزمة بالاحكام الشرعية، لأن الأصل فيها هو السلامة من المعاصي والآثام، ولأن التجسس على الزوجه يعتبر من باب اساءة الظن، ولأن التجسس على الزوجة يؤدي إلى الفساد والافساد فتبرير الزوجة بأنه تجسس من باب الغيرة وهذه الغيرة مذمومة... خلاصة الأمر انه يحرم شرعا على الزوج او الزوجة ان يتجسس كل واحد منهما على الآخر من دون موجب، وان التجسس وسوء ظن أحد الزوجين بالآخر يؤدي إلى الدمار وخراب البيوت وإفساد الحياة الزوجية، ويفقدهما الشعور بالثقة والسكن المشار اليه في قوله تعالى: «ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون». سورة الروم الايه 21.


sshaheenn@hotmail.com