في عالمنا السياسي الحاضر، لا لون للقيم والعادات، فالأغلبية تحاول الاستفادة من الأوضاع وبعضهم على حق والبعض الآخر في «العجة غادي» ويذكرنا ببيتين من الشعر الشعبي أشرنا إليهما منذ أعوام في مقال سابق ونعيدهما للاستدلال لا أكثر لعل أصحاب التصريحات أن ينتبهوا للخطأ الذي وقعوا فيه:
«ما ينفع العلم في هادي... لو ينفع العلم وصيته
هادي وهو دايمن غادي... عند العرب كنه ببيته»
ويقصد من هذين البيتين ان البعض لا يميز بين ما يفترض أن يقوله لمجموعته الخاصة المقربة وبين ما يصرح به لوسائل الإعلام وهم كثر وفي تزايد مستمر بعد ظهور حادثة الـ 25 مليونا!
واحد يقول «كبت» فيه ملايين وآخر يبرر الطفرة في ثروته إلى انها «قطية» أو «شرهة»... والطريف انني قبل أيام تلقيت عتبا من بعض الشباب حول ما ذكرته في مقال «الحريتي والنواب الخمسة» وكان ردي: «انني عندما أكتب أضع المصداقية نصب عيني وهذا السلوك تعلمته من د. بشير العريضي خلال دورة الصحافة التي نظمتها جريدة «القبس» في عام 1985 فلا تأثير عائليا أو قبليا وغيره يؤثر عليّ في طرحي... إنها كلمات صدقت مع نفسي لأنقلها بكل أمانة إلى القراء، وثانيا ما المشكلة: انني سردت واقعة وحصلت بالفعل...!»
لقد شهدنا أحداث دواوين الاثنين وكنا في وجه «خراطيش المياه الساخنة»، وشهدنا مشاركين مع القوات الأميركية في حرب الخليج عام 1990، وحادثة اتهام النائب السابق أحمد الشريعان، وتابعنا هدم الدواوين، ومعركة الصباحية، وحادثة ديوانية الحربش، ومقتل الميموني وغيرها الكثير من القضايا ناهيك عن تداعيات الاستجوابات الأخيرة والتي لو حصلت في بلد لا يوجد فيه «قبيضة» وأصحاب مصالح لكان الأمر مختلفاً وبالأخص اننا في مجتمع مساحته صغيرة وعدد سكانه قليل وبالإمكان عمل طفرة نوعية فيه على مختلف الأصعدة لو صدقت النوايا وتحولت المبادرات إلى واقع!
إنني على المستوى الشخصي أحتقر صفة النفاق حتى وإن خسرت كل شيء... إنني وغيري لا نؤيد الكسب الحرام، ولا نحترم النفاق السياسي من دافع ديني وإخلاقي ونذكر كل من قبض بغير وجه حق بالحديث الشريف «لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها». وقوله تعالى «إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار».... ولا حول ولا قوة إلا بالله!
فما دمنا نتحدث عن وقائع مؤلمة بكل صدق لا يهمنا البعض من دخل على الخط بأجندة خاصة ونحن فقط نتمنى عليهم ألا يعلمونا الكذب!
أرجوكم: لا تعلمونا الكذب! فلم يبق من العمر أكثر مما فات والأعمار بيد المولى عز شأنه، والسياسة بطبيعة الحال لا تخضع مفاهيمها إلى خلق وقيم فكل عمل يوصل إلى الغاية مباح، ولكن نحن وعلى المستوى المحلي نريد حياة ديموقراطية فمن باع قيمه وعاداته لن ينفع البلاد والعباد وهو ومن هم على شاكلته معول هدم لا بناء!
خافوا الله في البلاد والعباد، وتوقفوا عند الأزمات التي مرت علينا في الآونة الأخيرة، وحددوا المتسبب والراشي، وحاولوا وضع حوكمة متقنة وغيروا كل قيادي غير صالح فورا وهاتوا استراتيجية تنفذ في وقت زمني مختصر كما يحصل في دول مجاورة سبقتنا في تنمية عنصرها البشري وتطوير خدماتها وطبقوا القانون على الكبير قبل الصغير. والله المستعان!
تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
terki.alazmi@gmail.com
Terki_ALazmi@
«ما ينفع العلم في هادي... لو ينفع العلم وصيته
هادي وهو دايمن غادي... عند العرب كنه ببيته»
ويقصد من هذين البيتين ان البعض لا يميز بين ما يفترض أن يقوله لمجموعته الخاصة المقربة وبين ما يصرح به لوسائل الإعلام وهم كثر وفي تزايد مستمر بعد ظهور حادثة الـ 25 مليونا!
واحد يقول «كبت» فيه ملايين وآخر يبرر الطفرة في ثروته إلى انها «قطية» أو «شرهة»... والطريف انني قبل أيام تلقيت عتبا من بعض الشباب حول ما ذكرته في مقال «الحريتي والنواب الخمسة» وكان ردي: «انني عندما أكتب أضع المصداقية نصب عيني وهذا السلوك تعلمته من د. بشير العريضي خلال دورة الصحافة التي نظمتها جريدة «القبس» في عام 1985 فلا تأثير عائليا أو قبليا وغيره يؤثر عليّ في طرحي... إنها كلمات صدقت مع نفسي لأنقلها بكل أمانة إلى القراء، وثانيا ما المشكلة: انني سردت واقعة وحصلت بالفعل...!»
لقد شهدنا أحداث دواوين الاثنين وكنا في وجه «خراطيش المياه الساخنة»، وشهدنا مشاركين مع القوات الأميركية في حرب الخليج عام 1990، وحادثة اتهام النائب السابق أحمد الشريعان، وتابعنا هدم الدواوين، ومعركة الصباحية، وحادثة ديوانية الحربش، ومقتل الميموني وغيرها الكثير من القضايا ناهيك عن تداعيات الاستجوابات الأخيرة والتي لو حصلت في بلد لا يوجد فيه «قبيضة» وأصحاب مصالح لكان الأمر مختلفاً وبالأخص اننا في مجتمع مساحته صغيرة وعدد سكانه قليل وبالإمكان عمل طفرة نوعية فيه على مختلف الأصعدة لو صدقت النوايا وتحولت المبادرات إلى واقع!
إنني على المستوى الشخصي أحتقر صفة النفاق حتى وإن خسرت كل شيء... إنني وغيري لا نؤيد الكسب الحرام، ولا نحترم النفاق السياسي من دافع ديني وإخلاقي ونذكر كل من قبض بغير وجه حق بالحديث الشريف «لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها». وقوله تعالى «إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار».... ولا حول ولا قوة إلا بالله!
فما دمنا نتحدث عن وقائع مؤلمة بكل صدق لا يهمنا البعض من دخل على الخط بأجندة خاصة ونحن فقط نتمنى عليهم ألا يعلمونا الكذب!
أرجوكم: لا تعلمونا الكذب! فلم يبق من العمر أكثر مما فات والأعمار بيد المولى عز شأنه، والسياسة بطبيعة الحال لا تخضع مفاهيمها إلى خلق وقيم فكل عمل يوصل إلى الغاية مباح، ولكن نحن وعلى المستوى المحلي نريد حياة ديموقراطية فمن باع قيمه وعاداته لن ينفع البلاد والعباد وهو ومن هم على شاكلته معول هدم لا بناء!
خافوا الله في البلاد والعباد، وتوقفوا عند الأزمات التي مرت علينا في الآونة الأخيرة، وحددوا المتسبب والراشي، وحاولوا وضع حوكمة متقنة وغيروا كل قيادي غير صالح فورا وهاتوا استراتيجية تنفذ في وقت زمني مختصر كما يحصل في دول مجاورة سبقتنا في تنمية عنصرها البشري وتطوير خدماتها وطبقوا القانون على الكبير قبل الصغير. والله المستعان!
تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
terki.alazmi@gmail.com
Terki_ALazmi@