بغض النظر عن مصداقية رواية الكبت (دولاب الملابس لغير الناطقين باللهجة الكويتية)، وهل هي صحيحة أو غير ذلك، وهي إن صحت فإني أعتقد أنها قيلت من باب الدعابة والفكاهة ليس إلا، ولا يعنيني هنا من كان يعني النائب مسلم البراك حينما أطلقها على النواب الذين استيقظوا صباح يوم ما، فوجدوا في كبت الوالدة أربعة ملايين دينار كويتي... ما أروعك أيها الكبت!
ما يعنيني في الكبت رمزيته، وكيف استسهل بعض القبيضة أن يأتوا بأعذار أوهى من بيت العنكبوت، وكما قلت في مقال سابق، ان الشق الجنائي قد يصعب إثباته على أصحاب الإيداعات البنكية المتضخمة، خصوصاً أنهم لم يعودوا يأبهون بسمعتهم التي تلوثت مذ قبضوا أول دينار من أموال السحت، ولم يعد لديهم مانع من تكرار العملية طالما تم تعطيل القانون، ولم يعد مطبقاً إلا على المواطن العادي، أما أولئك من القبيضة وأشباههم من المتلوثين بالمال السياسي القذر، فلن تطولهم يد القانون في وطني، إلا إن حجّت الأبقار على قرونها.
الأمر المحزن في القضية برمتها، جرأة غير واحد من أولئك النواب على القيام بتلك الإيداعات الضخمة، وسماح بعض البنوك في وقتها بتلك الإيداعات، ووقوف البنك المركزي موقف المتفرج وكأن الأمر لا يعنيه، ما يدعوني لأتساءل وهل ستسمح ذات البنوك بإيداعات مشابهة في المستقبل.
أعتقد جازماً أن فضيحة الإيداعات المليونية لبعض النواب، كانت ستبقى تحت أستار الظلام، ولا مِن شاف ولا مِن دِرِي، لولا أن نشرتها الزميلة «القبس»، فأصبحت قضية رأي عام، وتداولها الناس في منتدياتهم، وبرزت إلى السطح قضايا قد تمس بسمعة بنوكنا المحلية، بما يؤثر على وضعها الإئتماني في المستقبل.
إن القضية أكبر من قضية 24 مليون دينار تقاضاها بعضهم نظير مواقف سياسية، إذ علينا أن نتساءل بعد أن نعرف القبيضة، لِمَ دفع الراشي رشوته، ونظير ماذا دفع تلك المبالغ، وهل سيستمر في صرف تلك الملايين ليضمن تلك المواقف، وهل هناك حالات مشابهة في أماكن ومؤسسات أخرى، وماذا سنفعل إزاء تلك المسألة غير إطلاق عبارات السخرية على ذلكم الكبت، الذي تحول بقدرة قادر من مجرد دولاب لحفظ الملابس إلى مصباح علاء الدين؟ وهل هناك صور أخرى لتلك المدفوعات من هدايا عينية، وأراضٍ وعقارات ومزارع وشاليهات، في الداخل والخارج، وكيف نضمن أن يقوم أمثالهم في مؤسسات الدولة المختلفة بواجبهم خير قيام في ظل نظام لا يسائل القيادي فيه بعد انتهاء مدته (من أين لك هذا)؟!
د.عبداللطيف الصريخ
كاتب كويتي
Twitter : @Dralsuraikh
ما يعنيني في الكبت رمزيته، وكيف استسهل بعض القبيضة أن يأتوا بأعذار أوهى من بيت العنكبوت، وكما قلت في مقال سابق، ان الشق الجنائي قد يصعب إثباته على أصحاب الإيداعات البنكية المتضخمة، خصوصاً أنهم لم يعودوا يأبهون بسمعتهم التي تلوثت مذ قبضوا أول دينار من أموال السحت، ولم يعد لديهم مانع من تكرار العملية طالما تم تعطيل القانون، ولم يعد مطبقاً إلا على المواطن العادي، أما أولئك من القبيضة وأشباههم من المتلوثين بالمال السياسي القذر، فلن تطولهم يد القانون في وطني، إلا إن حجّت الأبقار على قرونها.
الأمر المحزن في القضية برمتها، جرأة غير واحد من أولئك النواب على القيام بتلك الإيداعات الضخمة، وسماح بعض البنوك في وقتها بتلك الإيداعات، ووقوف البنك المركزي موقف المتفرج وكأن الأمر لا يعنيه، ما يدعوني لأتساءل وهل ستسمح ذات البنوك بإيداعات مشابهة في المستقبل.
أعتقد جازماً أن فضيحة الإيداعات المليونية لبعض النواب، كانت ستبقى تحت أستار الظلام، ولا مِن شاف ولا مِن دِرِي، لولا أن نشرتها الزميلة «القبس»، فأصبحت قضية رأي عام، وتداولها الناس في منتدياتهم، وبرزت إلى السطح قضايا قد تمس بسمعة بنوكنا المحلية، بما يؤثر على وضعها الإئتماني في المستقبل.
إن القضية أكبر من قضية 24 مليون دينار تقاضاها بعضهم نظير مواقف سياسية، إذ علينا أن نتساءل بعد أن نعرف القبيضة، لِمَ دفع الراشي رشوته، ونظير ماذا دفع تلك المبالغ، وهل سيستمر في صرف تلك الملايين ليضمن تلك المواقف، وهل هناك حالات مشابهة في أماكن ومؤسسات أخرى، وماذا سنفعل إزاء تلك المسألة غير إطلاق عبارات السخرية على ذلكم الكبت، الذي تحول بقدرة قادر من مجرد دولاب لحفظ الملابس إلى مصباح علاء الدين؟ وهل هناك صور أخرى لتلك المدفوعات من هدايا عينية، وأراضٍ وعقارات ومزارع وشاليهات، في الداخل والخارج، وكيف نضمن أن يقوم أمثالهم في مؤسسات الدولة المختلفة بواجبهم خير قيام في ظل نظام لا يسائل القيادي فيه بعد انتهاء مدته (من أين لك هذا)؟!
د.عبداللطيف الصريخ
كاتب كويتي
Twitter : @Dralsuraikh