وزير الدفاع الأميركي السابق دونالد رامسفيلد «بو سفلة» (على وزن بو يعقة)، أراد أن ينتقد عرب الخليج فالتبس عليه الأمر وانتقد المسلمين جميعا عندما اتهمهم بأنهم يترفعون عن الأعمال اليدوية ويتركونها للعمالة الآسيوية. لكنه لم يذكر بأن عرب الكويت ترفعوا أيضا عن الأعمال الإدارية وتركوها للعمالة الأفريقية العربية.لذلك سأكتب له رسالة توضيحية: السيد «بو سفلة» المحترم. تحية طيبة وبعد. تفضل بزيارتنا في الكويت وسأصطحبك إلى مصافينا النفطية لتشاهد سكرتيرات مديري المصافي الوافدات اللواتي يملكن المعلومات الكاملة عن أدق تفاصيل مصدر رزقنا الوحيد، في حين تنتظر الكويتية سنوات للحصول على وظيفة... تعال يا «بو سفلة» لتشاهد ديوان الخدمة المدنية المعني بتوظيف الكويتيين مليئا بغير الكويتيين، وهذه مفارقة مضحكة، في حين أن المفارقة المبكية هي أن أحدا لا يجرؤ على محاسبة رئيس الديوان ونائبه، اللذين لا خلاص منهما ولا فكاك... تعال لتشاهد عشرات الآلاف من الوافدين يشغلون وظائف الكويتيين، بدءا من مدخل بيانات، سكرتير، مندوب، وليس انتهاء بمستشار الوزير، رغم إبداعات الشباب الكويتي (وصلتني أسماء لمبدعين كويتيين. إبداعاتهم ترفع الرأس بالفعل).تعال يا «بو سفلة» لتشاهد المدرسين والمدرسات الوافدين كيف استحوذوا على فرص نظرائهم الكويتيين... تعال وسأريك كمبيوترات الداخلية - التي تحوي أسرار المواطنين الخاصة جدا – يجلس أمامها وافدون غالبيتهم أساتذة في الغش والرشوة... تعال إلى وزارة الإعلام، وتحديدا «دائرة الإعلان التجاري» التي تغص بعشرات الموظفين الوافدين. ولن تجد بينهم كويتيا واحدا. والمفارقة أن الإدارة هذه لا تحتاج أكثر من ثلاثة موظفين، والمفارقة الأخرى أن أيا من الوافدين الموجودين حاليا في الإدارة لا علاقة له بالتسويق، لا من قريب ولا من جار! هذه الأمثلة ذكرتها لك لتعرف إبداعات حكومتنا فقط، وغيرها الكثير الكثير من الأمثلة التي لو ذكرتها لك لقلت كما قال غيرك: «عليّ النعمة، الكوايتة دول ناس بجم».لكن رغم طول النفق وظلمته عزيزي «بو سفلة»، إلا أن هناك بصيص ضوء في آخره، بعد عودة أحد أشراف بلدي وهو السيد عبد العزيز اليحيى – الذي أقيل - إلى ديوان المحاسبة بحكم المحكمة، وتسلمه لمسؤولية المراقبة على الوزارات والإدارات الحكومية. كان حكم المحكمة بإعادة اليحيى إلى ديوان المحاسبة بمثابة «جاك الموت يا تارك الصلاة». وكان وقع الحكم كالصاعقة على لصوص المال العام الذين اسودّت وجوههم لعودة هذا الشامخ، بينما تبادل عشاق الكويت رسائل التهنئة بهذا الحكم.عزيزي «بو سفلة» لا تحزن إن لم تكن شاهدت عبد العزيز اليحيى من قبل، فأنا مثلك لم أشاهده، لكنني أعرف بأنه أحد أبطال ديوان المحاسبة، وسبق لي أن قرأت تقاريره، وأعرف بأنه لا يلتفت لأسماء المخالفين ولا يأبه بها، وأعرف بأنه لا يكل ولا يمل من المراقبة، ولا يخاف من التيجان والعروش، ولا يجرؤ أحد على التفكير- مجرد التفكير- بحمله على بيع ضميره.عزيزي «بو سفلة»، صحيح أن اللجنة المالية البرلمانية آلت رئاستها إلى النائب أحمد باقر الذي بدأ يكتشفه الناس ويعرفون حقيقته، وصحيح أن لجنة حماية المال العام آلت رئاستها إلى النائب أحمد المليفي، الذي لم يكتشفه الناس بعد، وآلَ منصب المقرر فيها إلى النائب جمال العمر، الذي يعرف الناس خطه السياسي منذ أيام الروبية، إلا أن في البرلمان نواباً كباراً من أمثال أعضاء التكتل الشعبي وفيصل المسلم وعبد الله الرومي وعلي الراشد ومرزوق الغانم وعادل الصرعاوي وغيرهم. والصحيح أيضا أن ديوان المحاسبة (ذراع البرلمان) يرأسه الفاضل براك المرزوق، ويساعده شرفاء من أمثال عبد العزيز اليحيى. والصحيح كذلك أن في الصحافة كتّاباًًًًً يثق الناس بهم وبمصداقيتهم.عزيزي بو سفلة، هؤلاء هم سبب تفاؤلنا. فلنتفاءل. وفي الختام انقل تحياتي – ولا عليك أمر – إلى الفاتنة كوندي، وإلى السيد جرجر (صديق الفضائي) وزوجته لورا، وإلى كل مَن يعز عليك... واسلم وسلّم.المرسل: أخوك محمد الوشيحي الذي يعاني ألماً في ظهره، وينتظر دوره الإسكاني منذ أحد عشر عاما رغم تكدس مليارات النفط.

محمد الوشيحي alwashi7i@yahoo.com