نحن الكويتيين ننقسم لفئات بشرية متعددة... عرب، وعجم، سنة وشيعة، حضر وبدو، وعوائل، وقبائل، مؤسسين ومتجنسين، تجار وموظفين، وأقليات دينية، وقومية ومذهبية مختلفة...
وهذه الفئات تنقسم في ذاتها إلى فئات أصغر تختلف وتتنافس كل حسب مصلحته الخاصة، ولا يجمع هذه الشرائح العديدة بعد طاعة الله سبحانه وتعالى إلا أمران... أسرة الصباح، والدستور الكويتي.
واليوم جاء من يطالب بحل مجلس الأمة وإقالة الحكومة وتغيير الدستور وإقامة امارة دستورية بحكومة شعبية، وهذا مطلب عسير الهضم صعب التحقيق، لقد جربنا الوزراء الشعبيين فظهرت لنا الحزبية، والطائفية، والقبلية، والمناطقية، والعائلية، وغير ذلك الكثير، وبان مبدأ من «صادها عش عياله» وخصهم بالتعيينات والترقيات والمميزات. وهنا يتبادر للذهن سؤال افتراضي: ماذا لو أن أسرة الصباح تخلت عن عرف عدم الترشيح للانتخابات النيابية؟ ورشحت من أبنائها وبناتها في جميع الدوائر الانتخابية، هي أسرة كبيرة تملك المال والنفوذ والإعلام الخاص مقروءا ومرئياً، وتمتلك خبرة سياسية عريقة في الحكم والإدارة والعلاقات المتميزة مع الجميع، وأظن سيصوت لها أبناء القبائل قليلة العدد ممن لم يستطيعوا ايصال نواب يمثلونهم، والوطنيون من السنة والشيعة، والمستقلون من الليبراليين، والأقليات الدينية والمذهبية، وما سبق يشكل نسبة كبيرة من الناخبين وأعتقد أنه سيصل إلى الكراسي النيابية، إن أحسن الاختيار وصفت النية واتفقت الأقطاب داخل الأسرة، عدد من أبناء الأسرة أكثر من أي تكتل سياسي آخر قبليا كان أو حزبيا. فلم يسبق أن سقط أحد من أبناء الأسرة في الانتخابات غير النيابية إلا نادراً فالكويتيون يرون فيهم العامل المشترك بين جميع أطياف الشعب.
فهل لو تحقق ذلك وحاز أبناء الأسرة على الأكثرية النيابية فهل سيترك لهم حرية تشكيل حكومة برلمانية صباحية رئيساً وأعضاءً ووزراء ويقبل بنتائج الصناديق، أم نرفض خيار الشعب ونعود إلى الشارع والصوت العالي؟
سؤال افتراضي... هل ستجرب الأسرة ذلك الخيار وتأخذ دعماً قوياً من الشعب يغنيها عما يحدث حالياً من ملايين مهدرة وذمم للبيع؟


مبارك المعوشرجي
كاتب كويتي
malmoasharji@gmail.com