إن جملة الوحدة الوطنية الكويتية هي جملة تدفع المرء إلى الشعور بالزهو والاعتزاز، كيف لا وهو عندما يستنطقها تستحضره الأحداث الخالدة من تاريخ الكويت الكبير، لقد تعاضد أهل الكويت ولقرون عديدة بأسمى معاني التعاون والإخاء، فها هي معركة الرقة البحرية حين طمع بنو كعب في الكويت، وتذرعوا لذلك برفض الشيخ عبدالله الصباح خطبة أحدهم لابنته (مريم)، وجرت المعركة قرب جزيرة فيلكا، وكان النصر حليف الكويتيين بعد أن وقفوا معاً وحاربوا معاً ضد العدو. وهل يمكن لنا نسيان الغزو العراقي الغاشم والذي وحد كل الشعب الكويتي من جديد تحت قيادة الشيخ جابر الأحمد الصباح حتى عادت الكويت حرة مستقلة.
الوحدة الوطنية هي بكل تأكيد مجموعة أفعال تصدر من أعراق وأطياف مختلفة اجتمعت على وطن واحد، إن الوحدة الوطنية هي اشتقاق من الأساس (الوطن) والذي لو قدمنا له ما قدمنا لن نوفيه أبداً حقه.
اليوم تظهر على الساحة تحديات واضحة لوطننا الكويت، فهناك من يتدخل في الشأن الداخلي من جهة، وغيره من يسعى إلى بث سم الطائفية على خيرات الوطن، فما الفائدة أو المنفعة من شعب متفرق يحركه العدو على هواه متى ما شاء بأي طريقة كانت، وعلى سبيل المثال نجد قنوات فضائية تخصصت في ضرب مكونات المجتمع الكويتي تحت شعار التوحيد وهي منه براء، فما الفائدة من أحقاد وقصص قديمة عاف عليها الدهر والزمان فكانت منسية، إن السؤال الذي يطرح نفسه هو هل كان أعداء الكويت في معركة الرقة أو الجهراء أو الغزو العراقي الغاشم يفرقون بيننا على أساس طائفي أو عرقي أو غيره من التقسيمات العصبية المقيتة، هل كان الكويتيون يقولون هذا من طائفة غير طائفتي ويتركه يواجه العدو؟ لا أبداً والله لم يحدث، أتذكر أننا أثناء الاحتلال العراقي الغاشم وبعد أن دمرت المراكز الحيوية في البلد وشلت على أيدي الغزاة قد ذهبنا إلى إحدى الحسينيات داخل الكويت وتزودنا منها من الغذاء وغيره من الأمور اللازمة للحياة اليومية، فلماذا نسعى اليوم إلى التشرذم والتفرق؟!
هنالك نموذج ماثل أمامنا ونحن لا نراه ألا وهو بيت شهداء القرين، البيت الذي جمع بين حيطانه شباباً كويتيين من أفراد المقاومة الباسلة الذين جمعهم حب الكويت والسعي نحو خلاصها من الاحتلال العراقي البغيض، كانت هذه الثلة الطيبة والمكونة من شباب أصولهم مختلفة مابين تفريعات اجتماعية مختلفة وطوائف متعددة وتسمت باسم مجموعة ( المسيلة) وكان الغزاة قد علموا بأن المجموعة تجتمع بهذا البيت فقرروا في تاريخ 1991/2/24 مهاجمتهم بوسائل وإمكانيات أكثر من وسائلهم وقاموا بقصفهم حتى استشهد منهم من كل أطياف البلد سنة وشيعة وحضر وبدو. واليوم بقي بيت شهداء القرين رمزاً للوحدة الوطنية الكويتية فالعدو العراقي لم يفرق بين الكويتي فقط هاجمه وقصفه وقتله لأنه كويتي فقط كويتي وليس كويتيا من أصل كذا أو من طائفة كذا، فهل مازلنا نفكر في التفرق والتشرذم ونحن نملك ذخيرةً تاريخية في الوحدة الوطنية؟ أتمنى من كل كويتي فينا أن يفكر عند الصباح الباكر فالكيفية التي سيخدم بها الكويت وفي المساء يقف ويسأل نفسه عما قدمه لها؟ هنا سننشغل عن تلك القشور البالية.
خالد طعمة
كاتب كويتي
khaledtoma@hotmail.com
الوحدة الوطنية هي بكل تأكيد مجموعة أفعال تصدر من أعراق وأطياف مختلفة اجتمعت على وطن واحد، إن الوحدة الوطنية هي اشتقاق من الأساس (الوطن) والذي لو قدمنا له ما قدمنا لن نوفيه أبداً حقه.
اليوم تظهر على الساحة تحديات واضحة لوطننا الكويت، فهناك من يتدخل في الشأن الداخلي من جهة، وغيره من يسعى إلى بث سم الطائفية على خيرات الوطن، فما الفائدة أو المنفعة من شعب متفرق يحركه العدو على هواه متى ما شاء بأي طريقة كانت، وعلى سبيل المثال نجد قنوات فضائية تخصصت في ضرب مكونات المجتمع الكويتي تحت شعار التوحيد وهي منه براء، فما الفائدة من أحقاد وقصص قديمة عاف عليها الدهر والزمان فكانت منسية، إن السؤال الذي يطرح نفسه هو هل كان أعداء الكويت في معركة الرقة أو الجهراء أو الغزو العراقي الغاشم يفرقون بيننا على أساس طائفي أو عرقي أو غيره من التقسيمات العصبية المقيتة، هل كان الكويتيون يقولون هذا من طائفة غير طائفتي ويتركه يواجه العدو؟ لا أبداً والله لم يحدث، أتذكر أننا أثناء الاحتلال العراقي الغاشم وبعد أن دمرت المراكز الحيوية في البلد وشلت على أيدي الغزاة قد ذهبنا إلى إحدى الحسينيات داخل الكويت وتزودنا منها من الغذاء وغيره من الأمور اللازمة للحياة اليومية، فلماذا نسعى اليوم إلى التشرذم والتفرق؟!
هنالك نموذج ماثل أمامنا ونحن لا نراه ألا وهو بيت شهداء القرين، البيت الذي جمع بين حيطانه شباباً كويتيين من أفراد المقاومة الباسلة الذين جمعهم حب الكويت والسعي نحو خلاصها من الاحتلال العراقي البغيض، كانت هذه الثلة الطيبة والمكونة من شباب أصولهم مختلفة مابين تفريعات اجتماعية مختلفة وطوائف متعددة وتسمت باسم مجموعة ( المسيلة) وكان الغزاة قد علموا بأن المجموعة تجتمع بهذا البيت فقرروا في تاريخ 1991/2/24 مهاجمتهم بوسائل وإمكانيات أكثر من وسائلهم وقاموا بقصفهم حتى استشهد منهم من كل أطياف البلد سنة وشيعة وحضر وبدو. واليوم بقي بيت شهداء القرين رمزاً للوحدة الوطنية الكويتية فالعدو العراقي لم يفرق بين الكويتي فقط هاجمه وقصفه وقتله لأنه كويتي فقط كويتي وليس كويتيا من أصل كذا أو من طائفة كذا، فهل مازلنا نفكر في التفرق والتشرذم ونحن نملك ذخيرةً تاريخية في الوحدة الوطنية؟ أتمنى من كل كويتي فينا أن يفكر عند الصباح الباكر فالكيفية التي سيخدم بها الكويت وفي المساء يقف ويسأل نفسه عما قدمه لها؟ هنا سننشغل عن تلك القشور البالية.
خالد طعمة
كاتب كويتي
khaledtoma@hotmail.com