«العيد .. هل هلاله» أغنية جميلة كنا ومازلنا نستمع إليها عندما يهل هلال العيد إعلانا بأن يوم غد هو أول أيام العيد المبارك والعيد هو التفكر في حلول الأمل وانبعاث الخير والتطلع الى غايات جميلة وأهداف رائعة، وللعيد ذكريات قديما حيث تجد الأم في صبيحة يوم العيد في إعداد ريوق العيد من الدرابيل والكليه والخبز المصفط المفعم بالهيل والزعفران، وكذلك إعداد الحليب الذي تفوح منه رائحة الهيل، فيما ينشغل الآباء بأداء صلاة العيد وهم يستبشرون بآمال الخير وتطلعات الأمل المفعم بالسعادة فإذا ما أتى الأب يجلس جميع أفراد الأسرة على مائدة الفطور فيقوم الأب بإعطاء العيدية لأبنائه وهم يستبشرون بها، ويعتبر العيد هو يوم يحقق فيه الأطفال كل ما يصبون اليه من ساعات المرح والسعادة بما يحصلون عليه من عيادٍ فيذهبون الى الديارف التي تنصب في الفرجان والبرايح، ولعل من أكبر الأماكن التي يؤدي فيها الاطفال ألعابهم هي منطقة وزارة الاعلام سابقا ومبنى المجلس الوطني للثقاة والفنون والآداب حاليا، وهم ينشغلون في ألعابهم ومرحهم وبراءتهم واذا ما أزف وقت الديرفة فإن العم الذي يقوم بإدارتها يقول للأطفال: هذي زيادة للولد إيذانا بانتهاء وقت اللعب.
أوقات جميلة مفعمة بالود والتزاور وسؤال البعض عن البعض وتفقد الأخ لأخيه والولد لأمه والحفيد لجده ذهبت ولم نستشعر إلا عبق أثرها الطيب، فلعل الناس في أيامنا هذه يهتمون بأطفالهم ويشرفون عليهم وعلى إعداد ملابسهم وريوقهم في صبيحة العيد وعسى الأبناء ان يتفقدوا آباءهم وأمهاتهم ويزوروهم وكذلك الاصدقاء والجيران حيث يتبادلون التهاني ويتصافحون بشوق وود وحنان ولتصمت أصوات التلفونات في صبيحة يوم العيد وكذلك الرسائل النصية التي قد لا يعرف مرسلوها مضامينها حيث هم استقبلوها ويرسلونها بدورهم للآخرين.
آثار ذهبت وأيام سلفت ولم يبق إلا عبق الذكرى الطيبة والأثر الحميد.
عزيزي القارئ عيدكم مبارك وأيامكم سعيدة ولم يبق الا ان نقول ما قاله الأديب:
أي شيء بالعيد أهديه إليك
يا ملاكي وكل شيء لديك
أسوار أم دملج من نضار
لا أحب القيود في معصميك
وقانا الله من شر القيود ووقى هذه الديرة الحبيبة من كل شر وسوء وجعل أيامها كلها أعيادا وأفكار أهليها مجتمعة من اجل التخطيط والتنمية لرفعتها وازدهارها. وعساكم من عواده.


سلطان حمود المتروك
كاتب كويتي