| عمرو حويلة * |
من أين ألقاكِ والصحراء تطوينى
طرقتُ بابَك ولهانا فروّيني
ألهمت حبك لا طيفٌ يغالبني**
عند المنام ولا شيٌء يواسيني
ما شرد النومَ عن عيني وكحلهَا
غيرُ الوصول إلى الغر الميامينِ
رحّالة الشوق لا شيء ينادِمه
مستوحشاً ودروبُ الليل ترميني
كأنها السْوط والجلادُ في نزقِ
أو أنها النارُ من مرعاها تكويني
قطعتهُا وفيافي العمر تسحقني
يا حلوةَ التاج هلا فاستزوريني
بضعٌ وعشرون بالرمضاء أذرعها
تغري بيّ القيدَ حتى كاد يدميني
ما كنتُ أحسب أني مذ أفارقها
أني بأرضك أخطوها ثلاثيني
فارقت مصرَ بأحلام تشيعني
خلفي على الدرب آلامُ الملايينِ
أدثر الذكرى في قلبي على أرقِ
وأرقب النيل َيعدو في البساتينِ
ما أبخل العمرَ إن أوفى بأمُنية ٍ
حتى يضن َعلى الذكرى بتأبينِ
حيتك من أرضها الأهرام ُباذخة ً
هن القلائدُ في صدر الفَراعينِ
قرأتهُا وعيونٌ مني شاخصة ٌ
نحو الخليج وفي شوقٍ... أنيميني
مدى يداك كويت ليس من خجل
لا تسألي الآن عن تلَك البراهينِ
لصوتِك الغضٍ أناتٌ تراسلني
أصغي لها السمعَ بين الحينٍ والحينِ
يا مُنية الْرْوح قد ضاقت مشاربنا
فردي للرْوح كأساً كي تساقيني
حملتُ اسمك تواقاً يطاردني
لفحُ الصحارى وقنصُ للشواهينِ
بالرغم مما أرى من بيدك اتسعت
أشمُ من أرضها عبقَ الرياحينِ
حتى استحالت بها الغاباتُ من هندٍ
تمتد من مَوطني مشّيا إلى الصينِ
أسير قبلك في تيهٍ يغالبني
رجو الفكاكَ فيعدو كي ينادينيِ
قرأتُ فيك كتابَ الوعد يغمرني
لا شيء عندي ولا بعضَ القرابينِ
غير القصائد أرويها من المُقل
تَسري إلى الرْوح في بعض الأحايينِ
طالعتُ وجهك يا حسناءُ خاطبنى
شوقٌ إليكِ من المجهول يذكينى
كأنه القطُرُ في الخلجان منسكب
والغيثُ يغسلُ وجهاً للعراجينِ
والشاطئ المرتجى أهُديه أغنيةً
فتهتِف الريحُ بالأمواج تغريني
كأن وجهك بين الماء لؤلؤةٌ
أهداها بين الورى ربُ السَلاطينِ
شَلت يد الله من أغرى به الطمعُ
حتى يعكرَ صفو الماء ِبالطينِ
بنُودك الشمِ للعلياءِ خافقةٌ
آياتها النصرُ من راياتِ حطينِ
مدى ثَراك على كفّي واستلقي
عل القصائد تطوى في الدواوين
مدى ثَراك وسيرى بين أوردتي
طيَّ الضُلوع وفي مجرى الشرايينِ
ذكرى هواك على بيت أردَّدهُ
أحيَا به غيرَ مجهولِ العناوينِ


* شاعر مصري
القصيدة إهداء إلى الكويت
amrohweala@yahoo.com