العيد لم يهل هلاله بل قيل هو زحله، فأخرجت السيوف من اغمادها، وتداعى الناس للقتال والحرب دفاعا عن حرمة الاسلام، بين انصار اول شوال وانصار آخر رمضان، والسبب مشاهدة القمر في مكان يسمى «حوطة سدير»، وهذه الحوطة كشفت لنا الغطاء، عن فوضى عقل هذه الامة!
كشفت كم نحن نعشق الطائفية ونتغذى عليها، ونحول كل قضايانا الى سنة وشيعة، حتى اصبح القمر شيعيا وزحل سنيا، رغم ان الوضع واحد، وكلا الفريقين يعاني من نفس العلة والمرض، الفرق ان هلال السنة اسرع من هلال الشيعة في الظهور دائما!
كشفت امة متناقضة، تسأل شيوخ الفضائيات عن ادق تفاصيل الصيام ومفطراته، وآدابه، ومستحباته، ومحرماته، ومبتدعاته، حتى بحثت الامة عن قضية القرقيعان وشرعيته... انها امة دقيقة محتاطة تبحث عن الحق في جحر ضب، وفجأة نفس هذا المخلوق البشري يفطر، لانه سمع انه «في واحد شاف الهلال» فيهجم على ثلاجته ويعلن الفتح العظيم لها، دون ان يتعنى ويسأل ويدقق!
كشفت عن امة تعاني وما زالت من مقولة «قطها برأس العالم واطلع سالم» فلا احد يريد ان يتحمل المسؤولية لا في الصيام ولا في النوم ولا في القيام، العالم افتى، والعالم قال، والعالم اشاد، والعالم حرم، وكأن بقية الامة جهلاء، قصر، لايميزون! ويحسبون رمي المسؤولية على الغير منجاة من الهلاك، ولا يعلمون انه لا اشد من حساب من يسلم عقله للغير!
كشفت كم هذا العلم مسكين في ديارنا، لا صاحب له يسانده، ولا ولي يدعمه، ولا ظهر يستند عليه، نبني الجامعات الحديثة لتخريج العلماء ثم نتبع الجهلاء، نبني المختبرات والمستشفيات ونحضر الاطباء، ثم نثق ببول البعير كعلاج للسرطان، نبي المراصد ثم نثق بواحد «شاف الهلال بحوطة او في براحة، او على البحر»، وكأن هذه المؤسسات العلمية تبنى للعرض فقط!
كشفت لنا، كم تاريخنا «هش»، ومستقبلنا «بش»! فنحن امة لا تعرف تقويم غدها، هل هو اول شهر ام آخر شهر، ثم ندعي اننا نملك تاريخا عريقا دقيقا! كيف يكون تاريخنا دقيقا بأحداثها، ورجالاتها، وأيامها، وأرقامها... ونحن لا نعرف يومنا، هو شوال ام رمضان؟! وكيف لأمة لا تعرف ماذا يخبئ غدها من معرفة مستقبلها؟!
ليس بكاء على الاطلال، ولا جلد للذات، ولكن واقع مؤلم، كشف لنا ان العلم في ديارنا يعمل شحاذا على ابواب الجهل!
جعفر رجب
JJaaffar@hotmail.com
كشفت كم نحن نعشق الطائفية ونتغذى عليها، ونحول كل قضايانا الى سنة وشيعة، حتى اصبح القمر شيعيا وزحل سنيا، رغم ان الوضع واحد، وكلا الفريقين يعاني من نفس العلة والمرض، الفرق ان هلال السنة اسرع من هلال الشيعة في الظهور دائما!
كشفت امة متناقضة، تسأل شيوخ الفضائيات عن ادق تفاصيل الصيام ومفطراته، وآدابه، ومستحباته، ومحرماته، ومبتدعاته، حتى بحثت الامة عن قضية القرقيعان وشرعيته... انها امة دقيقة محتاطة تبحث عن الحق في جحر ضب، وفجأة نفس هذا المخلوق البشري يفطر، لانه سمع انه «في واحد شاف الهلال» فيهجم على ثلاجته ويعلن الفتح العظيم لها، دون ان يتعنى ويسأل ويدقق!
كشفت عن امة تعاني وما زالت من مقولة «قطها برأس العالم واطلع سالم» فلا احد يريد ان يتحمل المسؤولية لا في الصيام ولا في النوم ولا في القيام، العالم افتى، والعالم قال، والعالم اشاد، والعالم حرم، وكأن بقية الامة جهلاء، قصر، لايميزون! ويحسبون رمي المسؤولية على الغير منجاة من الهلاك، ولا يعلمون انه لا اشد من حساب من يسلم عقله للغير!
كشفت كم هذا العلم مسكين في ديارنا، لا صاحب له يسانده، ولا ولي يدعمه، ولا ظهر يستند عليه، نبني الجامعات الحديثة لتخريج العلماء ثم نتبع الجهلاء، نبني المختبرات والمستشفيات ونحضر الاطباء، ثم نثق ببول البعير كعلاج للسرطان، نبي المراصد ثم نثق بواحد «شاف الهلال بحوطة او في براحة، او على البحر»، وكأن هذه المؤسسات العلمية تبنى للعرض فقط!
كشفت لنا، كم تاريخنا «هش»، ومستقبلنا «بش»! فنحن امة لا تعرف تقويم غدها، هل هو اول شهر ام آخر شهر، ثم ندعي اننا نملك تاريخا عريقا دقيقا! كيف يكون تاريخنا دقيقا بأحداثها، ورجالاتها، وأيامها، وأرقامها... ونحن لا نعرف يومنا، هو شوال ام رمضان؟! وكيف لأمة لا تعرف ماذا يخبئ غدها من معرفة مستقبلها؟!
ليس بكاء على الاطلال، ولا جلد للذات، ولكن واقع مؤلم، كشف لنا ان العلم في ديارنا يعمل شحاذا على ابواب الجهل!
جعفر رجب
JJaaffar@hotmail.com