مع قدوم العيد تتوارد إلى الذهن والوجدان معان عدة، يتمنى الواحد منا لو تأملتها جماهير الأمة الإسلامية.
فهو يوم الوداع:
فنودع ضيفا أحببناه وشهرا ألفناه، هو يوم الوداع لأعظم ضيف زارنا في أيام معدودات ثم رحل، فجرت للمؤمن على فراقه الدموع، وهو لا يدري هل بقي له في عمره إليه رجوع.
وهو يوم الفرحة:
التي أخبر عنها النبي عليه الصلاة والسلام، حين أشار إلى أن للصائم فرحتين يفرحهما، فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه.
وهو يوم الجائزة:
حيث يكافأ المسلم في هذا اليوم بمغفرة الذنوب، فمن صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه.
وهو يوم النعمة والشكر:
فالشكر لله على أن أحيانا حتى استكملنا الصيام، والحمد له على نعمة الأمن والعافية.
وهو يوم العبودية:
ففي العيد يحرم عليك الصيام، وقبله بيوم يحرم عليك الفطر، وفي كل الأحوال أنت تستجيب لأمر مولاك رب العالمين قائلا: «سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير».
وهو يوم الصلح والتغافر:
فلا ينبغي لأي متخاصمين أن يستمرا في الهجر حتى مع إقبال العيد، لأنه من أعظم الفرص للتسامح والتغافر والصفح، «وخيرهما الذي يبدأ بالسلام».
وما أجمل أن يردد المتخاصمون:
من اليوم تعارفنا... وننسى ما جرى منا
ولا كان ولا صار... ولا قلتم ولا قلنا
فقد قيل لنا عنكم... كما قيل لكم عنا
وإن كان ولا بد... من العتب فبالحسنى
وهو يوم التواصل:
فكم لنا من أرحام انقطعت صلتنا بهم منذ أزمنة بعيدة، فعصينا الله تعالى بقطيعتهم، واليوم جاءتنا فرصة لا تعوض بالزيارة أو رفع سماعة الهاتف لإلقاء التهنئة وإعادة التواصل.
وهو يوم الوحدة:
فهل تأملت من حولك في صلاة العيد، الأبيض والأسمر، الغني والفقير، العربي والعجمي، لم يجمعهم سوى أنهم يقولون لا إله إلا الله. ولتتوحد الفرحة في هذا اليوم مع مئات الملايين ممن يرددون الكلمة نفسها.
فهنيئا لكم أيها المسلمون هذه المعاني الجليلة في هذا اليوم السعيد.
عيد بنكهة خاصة
هذا العيد له نكهة خاصة، فهو أول عيد يمر على الأمة العربية، وقد استطاعت أن تجمع فيه بين فرحتين، فرحة العيد، وفرحة التخلص من ثلاث أنظمة استبدادية «تونس، مصر، ليبيا»، وندعو الله تعالى ألا يأتي عيد الأضحى المقبل، إلا وقد اكتملت الفرحة بإطاحة بقية الأنظمة الاستبدادية وفي مقدمها النظام السوري.


عبدالعزيز صباح الفضلي
كاتب كويتي
twitter: @abdulaziz2002
alfadli-a@hotmail.com