مرة أخرى تذكرت قصة الذي قال لزوجته: إن صعدت السلم فأنت طالق، وإن نزلت فأنت طالق، وإن بقيت في مكانك فأنت طالق، فما كان منها إلا أن ألقت بنفسها من السلم فماتت.النائب مرزوق الغانم يهدد وزير الشؤون بالاستجواب إن هو لم يحل مجلس إدارة الهيئة العامة للشباب والرياضة، بينما خلف دميثير النائب يهدده بالاستجواب إن هو حل تلك الهيئة.كذلك فإن عدنان عبدالصمد يهدد رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية بالاستجواب بسبب التعنت في استخدام السلطة ضد مؤبني الهالك «عماد مغنية»، بينما رد النائب سعدون حماد بأن رئيس مجلس الوزراء سيصعد إلى المنصة ان هو لم يحاسب المؤبنين.بداية، لقد قلنا بأن سياسة تهديد الوزراء بالاستجواب قد فقدت بريقها وبان عوارها وأصبحت لا تخيف احداً، بل قد تنعكس على المستجوب سلباً إن وجد نفسه وحيداً في الساحة والكل ضده، ثم ان مثل تلك الأمور لاتحل بالتهديد بالاستجواب بل قد ينقلب الاستجواب على صاحبه ويدينه ويبين فشله، أما بالنسبة للتأبين فإننا نحيي شجاعة وزير الداخلية في الحديث بلسان غالبية أهل الكويت واستنكاره لعمل يتنافى مع روح الوطنية، وقد رأينا ردة الفعل الشعبية العنيفة على ذلك الحدث وإصرار الشعب على محاسبة من تسبب فيها، ثم جاءت دعوات التهدئة من القيادة العليا لكي لا تحدث فتنة واستجاب لها الجميع دون ان يتنازلوا عن مطلبهم بإدانة المتسببين في ذلك الموقف، لكن للأسف فقد تحول الموقف إلى العكس عندما سمعنا من يجهز لرفع قضايا على كل من تكلم او كتب ضد التأبين، وسمعنا تهديدات ضد وزير الداخلية الذي لم يزد على ان طبق القانون، ثم تحولت تلك التهديدات إلى رئيس مجلس الوزراء!! فما هو سر تلك الجرأة في الباطل بالرغم من انكشاف المواقف وبيان الأمور على حقيقتها؟!طبعاً نحن جميعاً لا نرضى بالتعسف في تطبيق القانون، ونربأ بالنيابة العامة أن تكون قد أضرت بأحد دون وجه حق، ولكن استخدام سلاح التهديد للوزير الذي يقوم بحفظ القانون من دون وجه حق هو تعسف آخر لا نرضاه.أما أكثر ما تعجبت منه فهو ما يكتبه بعض أصحاب الأقلام من تصوير عمل وزير الداخلية بأنه مؤامرة على الديموقراطية والمؤسسات المدنية، وأن الأمر لم يقف عند هذا بل سيجر جميع مؤسسات المجتمع المدني إلى التضييق والحصار والمنع من التعبير عن الرأي!!

عيب يا جزيرةأن تنشر الصحف الدنماركية  رسومات تسيء للدين الإسلامي وتستهزئ بخير البرية رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أمر نستنكره، لكننا لا نستطيع منعه، لكن ان تقوم قناة فضائية عربية باستضافة دكتورة حاقدة على الدين الإسلامي لكي تشتم ديننا وتسفه عقائدنا وتستهزئ بالمسلمين - وبتشجيع من مقدم البرنامج - على الهواء مباشرة دون ان تجرؤ القناة على ايقافها او قطع البث هو امر غريب، بالرغم من ان فيصل القاسم صاحب برنامج «الاتجاه المعاكس» قد سبق واستضاف تلك الدكتورة في برنامجه ويعرف فكرها وآراءها، لكنه اصر على استضافتها مرة اخرى، إن اعتذار قناة الجزيرة لا يكفي لتبرير تلك الجريمة التي قامت بها ولا بد من تحريك القضايا القانونية لمجازاة المقدم وقناته حتى تكون لنا مصداقية امام الناس.

د. وائل الحساويwae_al_hasawi@hotmail.com