| كتب عمر العلاس وهاني شاكر |
«نحرص على أداء فريضة الصيام نهاراً، والسعي على الرزق ليلا». جملة رددها كثيرون من العاملين في مواقع العمل ليلا ولكن ما الذي دفعهم لتسلق ارتفاعات عالية تتجاوز أحيانا الـ 60 مترا للعمل بها، وما أبرز المشاكل التي تواجههم، وكيف يحافظون على تركيزهم طيلة مدة العمل؟
«الراي» جالت على عدد من المواقع الانشائية في منطقتي الفروانية وخيطان، واختلفت آراء العاملين بها حول مخاطر طبيعة العمل ليلا، ففيما اكد بعض العاملين في الشركات الكبرى ان «لا أخطار تواجههم في ظل توافر متطلبات العمل ليلا من وسائل امان، ومراقبين، ومشرفين». رأى آخرون من العاملين مع بعض مقاولي الباطن الصغار ان «مشاكل كثيرة تواجههم أهمها ضعف الاضاءة، وخطورة توصيلاتها، وطول مدة الدوام التي تحرمهم أحيانا من تناول السحور».
العاملون أكدوا ان «دافعهم للعمل لساعات متأخرة من الليل المحافظة على صيامهم نهارا واتقان واعطاء العمل حقه ليلا». موضحين ان «من الصعوبة على عامل يتعامل مع عشرات الأطنان من مواد البناء الجمع ما بين الصيام والعمل نهارا، في ظل درجات حرارة مرتفعة».
العاملون الذين أكدوا صعوبة العمل في نهار رمضان أبدوا في الوقت ذاته امتعاضهم من التصاق على حد قولهم لفظ العمالة الهامشية بهم، مؤكدين أنهم «ليسوا كذلك بل هم من يعملون ليل نهار ليكسبوا من عرق جبينهم، ويحملوا على أكتافهم ليبنوا ويشيدوا» والتفاصيل في السطور التالية:
العامل يوسف عبدالعزيز عبر عن ارتياحه للعمل ليلاً قائلاً: «العمل نهارا في شهر رمضان صعب، ولا احد يستطيع من عمال الانشاءات سواء كان مساحاً أو حدادا أو نجارا ان يعمل، وان العامل لا يستطيع ان ينتج اذا كان صائماً، في ظل درجة حرارة تزيد على 50 درجة مئوية».
وأوضح جاد الكريم بدر حول صعوبة العمل ليلاً قائلاً: «ان قلة النوم نهارا تؤثر بصورة خطيرة على قدرة الانسان على التفكير، وعلى قدرته في التحرك بطريقة طبيعية، ما قد يتسبب في وقوع بعض الحوادث الخطيرة خاصة بالنسبة للعمال الذين يعملون على ارتفاعات عالية، مضيفا: لكن ما يدفعنا لذلك لقمة العيش التي تجعلنا نغامر ولو على حساب أرواحنا.
وأكمل العامل أحمد يوسف قائلا: «العامل مضطر للعمل ليلا، ففي النهار لا يستطيع العمل حيث الصيام، وصعب ألا يعمل طيلة الشهر، فمن أين يدبر في أبسط الاحوال حتى مصاريف مأكله وايجار سكنه؟ وعليه يحاول قدر الامكان ان يخرج للعمل ليلا حسبما يتوافر امامه من عمل ليدبر أمور حياته».
العامل محمود عبدالفتاح والذي يعمل في مجال المساح قال مبتسما حول وسائل الامان التي تتخذ من قبلهم اثناء العمل ليلا «ربنا وحده بيستر» مضيفاً «العمل ليلا مشاكله كثيرة، حيث الاضاءة غير كافية، وتوصيلاتها غير آمنة، فبالأمس احد العمال كاد يفقد حياته بسبب الأسلاك المكشوفة، كما ان توازن العامل يمكن ان يختل من على السقالة في لمح البصر في ظل ضعف الانارة».
وتدخل زميله حمدان محمد الحاصل على ليسانس ويعمل ايضا مساحا في احدى العمارات السكنية في منطقة خيطان قائلاً: ان الضرورات تبيح المحظورات، فنحاول النوم نهارا والعمل ليلا حيث «العمل عبادة» كما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونحرص في ذات الوقت على أداء فرض الصيام نهارا والسعي على الرزق ليلا.
واضاف ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ان الله يحب اذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه» لكن الصيام في فصل الصيف قد يجعل من الصعوبة نهارا ان نتقن أو نعطي العمل حقه وعليه نفضل العمل ليلا، حيث العامل في كامل طاقته، وبهذا نكون والله اعلم قد أدينا صيامنا واتقنا عملنا قدر المستطاع، حيث لا يمكن ان يصل بأي درجة من الدرجات للاتقان نهارا ولكن كما قلت قدر المستطاع.
أما العامل رمضان عبدالعزيز والذي يعمل في مجال الصباغة في احدى مدارس منطقة الفروانية، فقال حول عدد ساعات الدوام ليلا «ان العمل في شركتهم يبدأ من الساعة السابعة والنصف مساء حتى الثانية فجرا، مضيفاً ان أهم ما يهم العامل في شهر رمضان الابتعاد عن حرارة الشمس من اجل ان يحافظ على صيامه حيث من الصعب الجمع بين العمل نهارا والصيام».
واضاف «العمل نهارا في شهر رمضان صعب علينا، حيث طبيعة العمل تحتم العمل في المناطق المكشوفة»، مضيفا «عموما العمل في نهار شهر رمضان لا يناسب غير اصحاب المهن الكتابية، الذين يجلسون تحت اجهزة التكييف. فهؤلاء لا يؤثر الصيام على عملهم».
العامل رشاد درويش، قال «ان معظم عمال المعمار يفضلون العمل ليلا خلال شهر رمضان، لكن المشكلة التي تواجههم عدم توافر فرص العمل الكافية، في ظل عدم توافر متطلبات وامكانات العمل ليلا، حيث الانارة غير كافية، الى جانب ان عمال الفترات الصباحية في بعض الشركات يداوم بعضهم صباحا وليلا، وهذا ما أوجد فائضا في سوق عمال الانشاءات».
وأضاف «ايضا هناك بعض المقاولين مرتبطون بعقود مع الشركات، وعليهم التزامات بتسليم مواقعهم خلال فترة معينة وهؤلاء يوفرون كافة متطلبات العمل ليلا، لكن الاشكالية تكمن في المقاولين الصغار الذين يريدون تحقيق انتاج دون توفير أدنى وسائل الأمان للعمال المضطرين للتعامل معهم، نظرا كما قلت لعدم توافر فرص عمل كافية».
أما العامل عبدالستار خليل فقال معلقا على عمله ليلا في ظل عدم توافر وسائل الامان العمل وان كانت هناك مخاطر أفضل من مد اليد وسؤال فلان وعلان، لكن انتهز هذه المناسبة، ومن خلال جريدة «الراي» المفضلة لدينا لنقول للمسؤولين ان «العمال الحرفيين ليسوا كما تطلقون علينا عمالة هامشية، بل هم من بنوا وشيدوا وحملوا على أكتافهم، وغامروا بأرواحهم. والحرفيون سواء المساح أو النجار أو الحداد أو عامل الصبغ كل منهم له دوره، ويحز في النفس ان لفظ (عمالة هامشية) التصق بتلك المهن، وهذا ليس صحيحا حيث نحن من نعمل ونكسب من خلال عرق جبيننا».
العامل معتز احمد قال: «نعمل في شركة انشاءات وفرت كافة امكانات العمل ليلا، ولا نواجه اي مشاكل تذكر حيث هناك التزام بعدد ساعات عمل معين، وهناك مراقبة، وأي عامل لا يلتزم بشروط الامان تتم مخالفته فوراً ولذا تجد جميع العاملين حريصين على الالتزام بتعليمات المراقبين».
وأيده في مزايا العمل ليلا زميله محمد الجهيني بقوله: «العمل ليلا بالمقارنة على النهار اكثر انتاجية فهناك فرق بين انتاجية العامل صياما وافطارا، ولذا فمعظم اعمال الانشاءات تتم ليلا خلال شهر رمضان، وان كانت هناك اعمال انشائية في الفترة الصباحية فهي تكون قاصرة على غير المسلمين، وتكون محدودة حيث ينتهي العمل في معظم الاحوال عند الساعة الحادية عشرة صباحاً».
اما العامل احمد محمد مهران فقال: تعودت خلال شهر رمضان كل عام على ترتيب أوضاعي على العمل ليلا، حيث لزاما عليّ ان اختار بين الصيام والعمل. وهنا لا مجال امامي سوى الصيام نهارا والعمل ليلاً ونسأل الله خلال الايام المباركة ان يتقبل صالح أعمالنا.
من جهته، قال علي فراج: «في الليل تستطيع التركيز بشكل اكبر حيث يمكن ان تشرب أو تأكل وان كان في النهاية يظل النهار نهارا، والليل ليلا، حيث تجد بعض العمال يغالبهم النوم وهذا ما يمكن ان يسبب لهم خطرا، حيث اعمالنا لا تحتمل الخطأ أو السهو، فنحن نعمل على ارتفاعات تتجاوز في بعض الاحيان الـ 60 مترا وهذا يتطلب منا التركيز الشديد، ولهذا نحرص على شرب الشاي لنظل في كامل تركيزنا العقلي».
وأيد العامل جمال رفاعي رأي سابقيه وان كانت المشكلة التي يواجهها على حد قوله قلة النوم نهارا ما يسبب له كثيرا من الارهاق أثناء عمله ليلا، مضيفاً: «العمل جيد ليلا ان نمت نهارا بشكل جيد وهذا على حد قوله ما لا يستطيع فعله ما يسبب له كثيرا من الارهاق.
وفي موقع آخر من مواقع العمل ليلا اكد «العامل منصور علي خطورة التوصيلات الكهربائية التي يعملون عليها». موضحاً ان «التوصيلات غير مرخص لها من وزارة الكهرباء ومن يقوم بالتوصيل هنا لا يراعي أدنى وسائل الأمان فمعظم الأسلاك في موقع العمل مكشوفة».
وأوضح العامل احمد توفيق حول مدى الاقبال على العمل ليلا في شهر رمضان «أن معظم الاعمال تتم ليلا، ولا احد، على حد قوله من عمال المعمار يحرص على الصيام ويستطيع العمل نهارا».
وقال ان العمل مع الشركات الكبرى ليلا يكاد يخلو من المشكلات غير ان الحال يختلف اختلافا كليا مع المقاولين الصغار الذين على حد قوله يرتكبون كثيرا من المخالفات في ما يخص ساعات الدوام، أو خطورة توصيلات الانارة».
وأوضح العامل حنفي السيد حول عدد ساعات العمل ليلا، قائلا «بعض المقاولين يماطل في ساعات الدوام لدرجة اننا أحيانا نتأخر عن موعد السحور، فنحاول أن نأكل أي شيء في طريق عودتنا، وهذا من ضمن أصعب الأمور التي تواجهنا، حيث المقاول لا يهمه اذا اشترى العامل سحوره أو لا، يأكل أو يشرب، فما يهمه تحقيق مكسب ولو حتى على حساب صيامنا».
وعن رضاه عن انتاجية العامل ليلا، قال «ما يحققه العامل من انجاز في عمله مرتبط بمدى الرقابة عليه من قبل المشرفين أو المراقبين، موضحا: ان انتاجية العامل في الشركات الكبرى تختلف عن غيره ممن يتعامل مع المقاولين الصغار، ورغم توافر الامكانات في الشركات الكبرى الا أن انتاجية العامل مع المقاول الصغير اكبر».
وأضاف «أن ذلك قد يعود الى تفاوت الأجر بين الشركات الكبرى، والمقاولين الصغار»، موضحا «ان أجرة الصنايعي مع المقاولين الصغار ضعفها مع الشركات الكبرى»، وهذا ما قد يكون على حد وصفه دافعا قويا لتحقيق مزيد من الانتاجية سواء كان العمل نهارا او ليلا.
اما العامل مصطفى شعبان فأكد حرصه على العمل ليلا خلال شهر رمضان قائلا «نعمل في ليل رمضان لان جميع العاملين صائمون، ولا يستطيعون العمل نهارا، نظرا لارتفاع درجة الحرارة، وقيامنا باعمال شاقة تقوم جميعها على المجهود العضلي، الذي يصاحبه فقد كميات كثيرة من الأملاح الأساسية لجسم الانسان والتي لا تعوض الا بشرب كثير من المشروبات».
وأكمل زميله احمد عبدالعال «مضطرون ان نعمل في رمضان حيث اننا مرتبطون بالتزامات مادية سواء هنا في الكويت أو لأسرنا في وطننا، حيث يزيد الانفاق في هذا الشهر الكريم».
«نحرص على أداء فريضة الصيام نهاراً، والسعي على الرزق ليلا». جملة رددها كثيرون من العاملين في مواقع العمل ليلا ولكن ما الذي دفعهم لتسلق ارتفاعات عالية تتجاوز أحيانا الـ 60 مترا للعمل بها، وما أبرز المشاكل التي تواجههم، وكيف يحافظون على تركيزهم طيلة مدة العمل؟
«الراي» جالت على عدد من المواقع الانشائية في منطقتي الفروانية وخيطان، واختلفت آراء العاملين بها حول مخاطر طبيعة العمل ليلا، ففيما اكد بعض العاملين في الشركات الكبرى ان «لا أخطار تواجههم في ظل توافر متطلبات العمل ليلا من وسائل امان، ومراقبين، ومشرفين». رأى آخرون من العاملين مع بعض مقاولي الباطن الصغار ان «مشاكل كثيرة تواجههم أهمها ضعف الاضاءة، وخطورة توصيلاتها، وطول مدة الدوام التي تحرمهم أحيانا من تناول السحور».
العاملون أكدوا ان «دافعهم للعمل لساعات متأخرة من الليل المحافظة على صيامهم نهارا واتقان واعطاء العمل حقه ليلا». موضحين ان «من الصعوبة على عامل يتعامل مع عشرات الأطنان من مواد البناء الجمع ما بين الصيام والعمل نهارا، في ظل درجات حرارة مرتفعة».
العاملون الذين أكدوا صعوبة العمل في نهار رمضان أبدوا في الوقت ذاته امتعاضهم من التصاق على حد قولهم لفظ العمالة الهامشية بهم، مؤكدين أنهم «ليسوا كذلك بل هم من يعملون ليل نهار ليكسبوا من عرق جبينهم، ويحملوا على أكتافهم ليبنوا ويشيدوا» والتفاصيل في السطور التالية:
العامل يوسف عبدالعزيز عبر عن ارتياحه للعمل ليلاً قائلاً: «العمل نهارا في شهر رمضان صعب، ولا احد يستطيع من عمال الانشاءات سواء كان مساحاً أو حدادا أو نجارا ان يعمل، وان العامل لا يستطيع ان ينتج اذا كان صائماً، في ظل درجة حرارة تزيد على 50 درجة مئوية».
وأوضح جاد الكريم بدر حول صعوبة العمل ليلاً قائلاً: «ان قلة النوم نهارا تؤثر بصورة خطيرة على قدرة الانسان على التفكير، وعلى قدرته في التحرك بطريقة طبيعية، ما قد يتسبب في وقوع بعض الحوادث الخطيرة خاصة بالنسبة للعمال الذين يعملون على ارتفاعات عالية، مضيفا: لكن ما يدفعنا لذلك لقمة العيش التي تجعلنا نغامر ولو على حساب أرواحنا.
وأكمل العامل أحمد يوسف قائلا: «العامل مضطر للعمل ليلا، ففي النهار لا يستطيع العمل حيث الصيام، وصعب ألا يعمل طيلة الشهر، فمن أين يدبر في أبسط الاحوال حتى مصاريف مأكله وايجار سكنه؟ وعليه يحاول قدر الامكان ان يخرج للعمل ليلا حسبما يتوافر امامه من عمل ليدبر أمور حياته».
العامل محمود عبدالفتاح والذي يعمل في مجال المساح قال مبتسما حول وسائل الامان التي تتخذ من قبلهم اثناء العمل ليلا «ربنا وحده بيستر» مضيفاً «العمل ليلا مشاكله كثيرة، حيث الاضاءة غير كافية، وتوصيلاتها غير آمنة، فبالأمس احد العمال كاد يفقد حياته بسبب الأسلاك المكشوفة، كما ان توازن العامل يمكن ان يختل من على السقالة في لمح البصر في ظل ضعف الانارة».
وتدخل زميله حمدان محمد الحاصل على ليسانس ويعمل ايضا مساحا في احدى العمارات السكنية في منطقة خيطان قائلاً: ان الضرورات تبيح المحظورات، فنحاول النوم نهارا والعمل ليلا حيث «العمل عبادة» كما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونحرص في ذات الوقت على أداء فرض الصيام نهارا والسعي على الرزق ليلا.
واضاف ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ان الله يحب اذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه» لكن الصيام في فصل الصيف قد يجعل من الصعوبة نهارا ان نتقن أو نعطي العمل حقه وعليه نفضل العمل ليلا، حيث العامل في كامل طاقته، وبهذا نكون والله اعلم قد أدينا صيامنا واتقنا عملنا قدر المستطاع، حيث لا يمكن ان يصل بأي درجة من الدرجات للاتقان نهارا ولكن كما قلت قدر المستطاع.
أما العامل رمضان عبدالعزيز والذي يعمل في مجال الصباغة في احدى مدارس منطقة الفروانية، فقال حول عدد ساعات الدوام ليلا «ان العمل في شركتهم يبدأ من الساعة السابعة والنصف مساء حتى الثانية فجرا، مضيفاً ان أهم ما يهم العامل في شهر رمضان الابتعاد عن حرارة الشمس من اجل ان يحافظ على صيامه حيث من الصعب الجمع بين العمل نهارا والصيام».
واضاف «العمل نهارا في شهر رمضان صعب علينا، حيث طبيعة العمل تحتم العمل في المناطق المكشوفة»، مضيفا «عموما العمل في نهار شهر رمضان لا يناسب غير اصحاب المهن الكتابية، الذين يجلسون تحت اجهزة التكييف. فهؤلاء لا يؤثر الصيام على عملهم».
العامل رشاد درويش، قال «ان معظم عمال المعمار يفضلون العمل ليلا خلال شهر رمضان، لكن المشكلة التي تواجههم عدم توافر فرص العمل الكافية، في ظل عدم توافر متطلبات وامكانات العمل ليلا، حيث الانارة غير كافية، الى جانب ان عمال الفترات الصباحية في بعض الشركات يداوم بعضهم صباحا وليلا، وهذا ما أوجد فائضا في سوق عمال الانشاءات».
وأضاف «ايضا هناك بعض المقاولين مرتبطون بعقود مع الشركات، وعليهم التزامات بتسليم مواقعهم خلال فترة معينة وهؤلاء يوفرون كافة متطلبات العمل ليلا، لكن الاشكالية تكمن في المقاولين الصغار الذين يريدون تحقيق انتاج دون توفير أدنى وسائل الأمان للعمال المضطرين للتعامل معهم، نظرا كما قلت لعدم توافر فرص عمل كافية».
أما العامل عبدالستار خليل فقال معلقا على عمله ليلا في ظل عدم توافر وسائل الامان العمل وان كانت هناك مخاطر أفضل من مد اليد وسؤال فلان وعلان، لكن انتهز هذه المناسبة، ومن خلال جريدة «الراي» المفضلة لدينا لنقول للمسؤولين ان «العمال الحرفيين ليسوا كما تطلقون علينا عمالة هامشية، بل هم من بنوا وشيدوا وحملوا على أكتافهم، وغامروا بأرواحهم. والحرفيون سواء المساح أو النجار أو الحداد أو عامل الصبغ كل منهم له دوره، ويحز في النفس ان لفظ (عمالة هامشية) التصق بتلك المهن، وهذا ليس صحيحا حيث نحن من نعمل ونكسب من خلال عرق جبيننا».
العامل معتز احمد قال: «نعمل في شركة انشاءات وفرت كافة امكانات العمل ليلا، ولا نواجه اي مشاكل تذكر حيث هناك التزام بعدد ساعات عمل معين، وهناك مراقبة، وأي عامل لا يلتزم بشروط الامان تتم مخالفته فوراً ولذا تجد جميع العاملين حريصين على الالتزام بتعليمات المراقبين».
وأيده في مزايا العمل ليلا زميله محمد الجهيني بقوله: «العمل ليلا بالمقارنة على النهار اكثر انتاجية فهناك فرق بين انتاجية العامل صياما وافطارا، ولذا فمعظم اعمال الانشاءات تتم ليلا خلال شهر رمضان، وان كانت هناك اعمال انشائية في الفترة الصباحية فهي تكون قاصرة على غير المسلمين، وتكون محدودة حيث ينتهي العمل في معظم الاحوال عند الساعة الحادية عشرة صباحاً».
اما العامل احمد محمد مهران فقال: تعودت خلال شهر رمضان كل عام على ترتيب أوضاعي على العمل ليلا، حيث لزاما عليّ ان اختار بين الصيام والعمل. وهنا لا مجال امامي سوى الصيام نهارا والعمل ليلاً ونسأل الله خلال الايام المباركة ان يتقبل صالح أعمالنا.
من جهته، قال علي فراج: «في الليل تستطيع التركيز بشكل اكبر حيث يمكن ان تشرب أو تأكل وان كان في النهاية يظل النهار نهارا، والليل ليلا، حيث تجد بعض العمال يغالبهم النوم وهذا ما يمكن ان يسبب لهم خطرا، حيث اعمالنا لا تحتمل الخطأ أو السهو، فنحن نعمل على ارتفاعات تتجاوز في بعض الاحيان الـ 60 مترا وهذا يتطلب منا التركيز الشديد، ولهذا نحرص على شرب الشاي لنظل في كامل تركيزنا العقلي».
وأيد العامل جمال رفاعي رأي سابقيه وان كانت المشكلة التي يواجهها على حد قوله قلة النوم نهارا ما يسبب له كثيرا من الارهاق أثناء عمله ليلا، مضيفاً: «العمل جيد ليلا ان نمت نهارا بشكل جيد وهذا على حد قوله ما لا يستطيع فعله ما يسبب له كثيرا من الارهاق.
وفي موقع آخر من مواقع العمل ليلا اكد «العامل منصور علي خطورة التوصيلات الكهربائية التي يعملون عليها». موضحاً ان «التوصيلات غير مرخص لها من وزارة الكهرباء ومن يقوم بالتوصيل هنا لا يراعي أدنى وسائل الأمان فمعظم الأسلاك في موقع العمل مكشوفة».
وأوضح العامل احمد توفيق حول مدى الاقبال على العمل ليلا في شهر رمضان «أن معظم الاعمال تتم ليلا، ولا احد، على حد قوله من عمال المعمار يحرص على الصيام ويستطيع العمل نهارا».
وقال ان العمل مع الشركات الكبرى ليلا يكاد يخلو من المشكلات غير ان الحال يختلف اختلافا كليا مع المقاولين الصغار الذين على حد قوله يرتكبون كثيرا من المخالفات في ما يخص ساعات الدوام، أو خطورة توصيلات الانارة».
وأوضح العامل حنفي السيد حول عدد ساعات العمل ليلا، قائلا «بعض المقاولين يماطل في ساعات الدوام لدرجة اننا أحيانا نتأخر عن موعد السحور، فنحاول أن نأكل أي شيء في طريق عودتنا، وهذا من ضمن أصعب الأمور التي تواجهنا، حيث المقاول لا يهمه اذا اشترى العامل سحوره أو لا، يأكل أو يشرب، فما يهمه تحقيق مكسب ولو حتى على حساب صيامنا».
وعن رضاه عن انتاجية العامل ليلا، قال «ما يحققه العامل من انجاز في عمله مرتبط بمدى الرقابة عليه من قبل المشرفين أو المراقبين، موضحا: ان انتاجية العامل في الشركات الكبرى تختلف عن غيره ممن يتعامل مع المقاولين الصغار، ورغم توافر الامكانات في الشركات الكبرى الا أن انتاجية العامل مع المقاول الصغير اكبر».
وأضاف «أن ذلك قد يعود الى تفاوت الأجر بين الشركات الكبرى، والمقاولين الصغار»، موضحا «ان أجرة الصنايعي مع المقاولين الصغار ضعفها مع الشركات الكبرى»، وهذا ما قد يكون على حد وصفه دافعا قويا لتحقيق مزيد من الانتاجية سواء كان العمل نهارا او ليلا.
اما العامل مصطفى شعبان فأكد حرصه على العمل ليلا خلال شهر رمضان قائلا «نعمل في ليل رمضان لان جميع العاملين صائمون، ولا يستطيعون العمل نهارا، نظرا لارتفاع درجة الحرارة، وقيامنا باعمال شاقة تقوم جميعها على المجهود العضلي، الذي يصاحبه فقد كميات كثيرة من الأملاح الأساسية لجسم الانسان والتي لا تعوض الا بشرب كثير من المشروبات».
وأكمل زميله احمد عبدالعال «مضطرون ان نعمل في رمضان حيث اننا مرتبطون بالتزامات مادية سواء هنا في الكويت أو لأسرنا في وطننا، حيث يزيد الانفاق في هذا الشهر الكريم».