شبابنا هو التيار المتجدد لنهر الحياة... هذه جملة كلمة قالها سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد بمناسبة اليوم الدولي للشباب تناقلتها الصحف يوم الاحد 21 /8 كما أكد في كلمته بأن الشباب هم مصدر الآمال والتطلعات. كلام جميل جدا وانا على يقين أن سموه مقتنع بما يقول لكن للأسف الشديد الواقع يعارض هذا الكلام الجميل.
الواقع يثبت أن الشباب الكويتي لم يعط الفرص الكافية من الدولة لإثبات بأنه قادر على الإبداع والتطوير خصوصا في مجال مستقبل البلد الاقتصادي الذي يأتي اليوم في مقدمة أولويات الدولة. وأول دليل على ذلك عدم وجود مشاركة شبابية في اللجنة الاستشارية المكلفة بمعالجة الأزمة الاقتصادية باستثناء شخص أو اثنين فقط... والمستعرض لأسماء أعضاء اللجنة يرى أنها هي التي تتكرر دائما في التعيينات إما وزراء واما اعضاء في لجان أو مستشارين، كأن البلد خلا تماما من الخبرات والكوادر الوطنية الشابة من أصحاب التخصص وممن لديهم الإمكانيات الكبيرة والقادرة على العطاء في المجالات المختلفة. هذه اللجنة هي مجموعة من المحاربين القدامى الذين كانت لديهم محاولات مخلصة في أعمال سابقة كلفوا بها ولم تكن نتائج جهودهم بالمتميزة، بل كانت عادية جدا ولم يضيفوا أي تطوير، في الوقت الذي كانوا فيه أصحاب قرار مع إيماننا وثقتنا التامة بإخلاصهم لكن هذه هي إمكانياتهم... لذلك لا اتوقع ان يصلوا إلى علاج استراتيجي لمشكلة اقتصادية قادمة قد تكون مؤثرة على اقتصاد البلد، ما عدا حل واحد فقط. وهو فرض ضرائب على الشعب الكويتي. وهذا العلاج لا يحتاج لجنة بهذا الحجم الكبير. ما يحتاجه فقط هو فريق عمل من وزارة المالية وبعض المحاسبيين من الوزارات المعنية ليجتمعوا ويقرروا كيف يقصقصون من رواتب الشعب ومن قوته وقوت أولاده على شكل ضرائب وينتهي الحال. لكن هذا ليس طموحنا... نحن نريد مجموعة عمل طموحة تنظر إلى الأمام وتقفز بالبلد نحو مصاف الدول المتطورة، من خلال تنفيذ مشاريع إنتاجية عملاقة تضيف قيمة مضافة إلى اقتصاد البلد وتزيد من مواردها وتقلل الاعتماد على النفط وتوفر وظائف لآلاف الباحثين عن عمل من الكويتيين، وتخفف العبء عن ميزانية الدولة بأسلوب اقتصادي متطور ويبقى الشعب الكويتي في ذات الوقت يعيش بحالة رفاه.
الكويت تمتلك شبابا وطنيا مخلصا بقدر إخلاص تلك المجموعة وأكثر كذلك، لكن ما يميز الشباب انه وقود للتغيير ويملك حماسا متقدا ولديه القدرة على التفكير الإبداعي، ويستطيع من خلال تفكيره الخلاق إيجاد أفكار جديدة تساعد على على التغيير والتطوير والإبداع وإيجاد حلول متطورة للمشكلات التي تعاني منها البلد ووضع أهداف استراتيجية تنقل البلد نقلة نوعية في هذا العالم المتطور... كفانا تفكيرا بالعقلية التقليدية القديمة «خلونا نجرب غير هالمجموعة المكررة دائما بكل مناسبة اعتقد كافي ما قصروا جزاهم الله خير كل اللي عندهم حطوه في الفترة السابقة والمشكلات في تزايد».
هناك مقولة جميلة لاينشتاين تنطبق على وضعنا يقول فيها: «لن تحل المشاكل التي تواجهنا بالعقلية نفسها التي أوجدت هذه المشاكل». لذلك نصيحتي لسمو الرئيس... مادام سموك مقتنع بامكانات شباب بلدك اعطي الاكادميين والمختصين منهم فرص للمشاركة في مثل هذه اللجان وغيرها، لبث دماء جديدة في منظومة عملية اتخاذ القرار وهي فرصة كذلك لصناعة قيادات جديدة قادرة على قيادة البلد في المرحلة المقبلة وهي مرحلة تنموية طويلة المدى. وانأ متأكد ان الشباب الكويتي على قدر المسؤولية.


د. محمد جبر الحامد الشريف
drmjm58@hotmail.com