إننا في العشر الأواخر من شهر رمضان... شهر أنزل فيه القرآن الذي ذكر فيه المولى عز شأنه «وقفوهم إنهم مسؤولون» وفي الحديث الشريف قال الرسول صلى الله عليه وسلم «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته»!
فالوالد مسؤول عن أفراد أسرته، والمسؤول مهما كان منصبه مسؤول عن العاملين معه، والنائب مسؤول، والوزير مسؤول، والإصلاح بالنسبة للتركيبة الاجتماعية يبدأ من الأسرة فإن صلحت صلح معها حال البلاد والعباد، والإخلال في التركيبة السكانية يضع المجتمع في حالة إرباك نظراً لاختلافات الثقافة بين أسرة وأخرى، ومن هنا تظهر الاختراقات لخصوصية الأسرة الكويتية، وقد تكون الأسرة الكويتية صرفة أخذت موروثاً ثقافياً جيداً لكنها لم تحترمه ولم تعمل بأبجدياته الإخلاقية إما لسبب الحاجة وضعف مستوى الوازع الديني في ظل الإغراءات المادية، أو لسبب الاختراقات السياسية المعاصرة التي لا تعترف بالقيم والأخلاق!
و«النعمة الزايدة» أحياناً تكون مفسدة، وعندما يلهث الإنسان وراء المادة فإنه لا شك هالك في الدنيا أو الآخرة ولهذا السبب ذكرنا قوله عز شأنه «وقفوهم إنهم مسؤولون»، فالجميع مساءل عن كل قول يبدر منه وعن كل فعل يقوم به حتى على مستوى «كسب الثروة»، ونحن لم نطالب بإقرار قانون «الذمة المالية» إلا بعدما ظهرت على السطح ممارسات وتكسب مالي غير منطقية!
إن الشخص الذي يُشترى بمبلغ، والتاجر الذي يأخذ المناقصات بغير وجه حق، هم على حد سواء والسبب يعود لفساد اللبنة الأساسية (العائلة)، فجيل الأجداد صنع لنا مجداً فيه من القيم والسلوكيات الاخلاقية الشيء الكبير الذي أزاحه عن الساحة جيل استورد قيمه وأخلاقياته من المحيط الذي أفسد ما تبقى لدينا من الأمس القريب!
إن «المال السياسي» الذي قيل عنه الكثير لا يحقق الإصلاح ونحن مقبلون على كارثة اجتماعية بعد نشر الفضائح وخروجها إلى العلن وإن لم نبادر بإصلاح المجتمع فلن يتحقق الإصلاح المنشود!
قول الله تبارك وتعالى «يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون * كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون» فيه دلالة على وجوب علم ولاة الأمر بحال الإفساد الذي تمر فيه البلاد والقول بأنهم لا يعلمون باطلا كون الشواهد كثيرة ونحن هنا لا نملك سوى القلم لنعبر عن رأينا بكل حيادية لعل وعسى أن نساهم في توعية من غاب عقله عنه في ظل المغريات الفانية!
و«المال السياسي» و«الجاه» لا يجلب محبة الناس لصاحبه والمصالح مهما كان حجمها فإنها لا تذهب مع الإنسان في تلك الحفرة الصغيرة «القبر» ولو إنهم علموا بأن الأعمار بيد الله عز شأنه: فهل يظن البعض انه سيعيش إلى غد؟ وهل يقبل أن يورث مالاً حراماً لأبنائه. اتقوا الله في أنفسكم وحاسبوا أقوالكم وأفعالكم قبل أن تحاسبوا من رب العباد يوم لا ينفع مال ولا بنون... أرجوكم رجاء حارا في أن تلتفتوا إلى السواد الأعظم من الشعب، وامنحوا المسؤولية لمن يستحقها كي ننعم بمجتمع نزيه وسلوكيات اخلاقية ومخرجات طيبة وإنتاجية ملموسة على أرض الواقع و«كما تدين تدان». والله المستعان!
تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
terki.alazmi@gmail.com
فالوالد مسؤول عن أفراد أسرته، والمسؤول مهما كان منصبه مسؤول عن العاملين معه، والنائب مسؤول، والوزير مسؤول، والإصلاح بالنسبة للتركيبة الاجتماعية يبدأ من الأسرة فإن صلحت صلح معها حال البلاد والعباد، والإخلال في التركيبة السكانية يضع المجتمع في حالة إرباك نظراً لاختلافات الثقافة بين أسرة وأخرى، ومن هنا تظهر الاختراقات لخصوصية الأسرة الكويتية، وقد تكون الأسرة الكويتية صرفة أخذت موروثاً ثقافياً جيداً لكنها لم تحترمه ولم تعمل بأبجدياته الإخلاقية إما لسبب الحاجة وضعف مستوى الوازع الديني في ظل الإغراءات المادية، أو لسبب الاختراقات السياسية المعاصرة التي لا تعترف بالقيم والأخلاق!
و«النعمة الزايدة» أحياناً تكون مفسدة، وعندما يلهث الإنسان وراء المادة فإنه لا شك هالك في الدنيا أو الآخرة ولهذا السبب ذكرنا قوله عز شأنه «وقفوهم إنهم مسؤولون»، فالجميع مساءل عن كل قول يبدر منه وعن كل فعل يقوم به حتى على مستوى «كسب الثروة»، ونحن لم نطالب بإقرار قانون «الذمة المالية» إلا بعدما ظهرت على السطح ممارسات وتكسب مالي غير منطقية!
إن الشخص الذي يُشترى بمبلغ، والتاجر الذي يأخذ المناقصات بغير وجه حق، هم على حد سواء والسبب يعود لفساد اللبنة الأساسية (العائلة)، فجيل الأجداد صنع لنا مجداً فيه من القيم والسلوكيات الاخلاقية الشيء الكبير الذي أزاحه عن الساحة جيل استورد قيمه وأخلاقياته من المحيط الذي أفسد ما تبقى لدينا من الأمس القريب!
إن «المال السياسي» الذي قيل عنه الكثير لا يحقق الإصلاح ونحن مقبلون على كارثة اجتماعية بعد نشر الفضائح وخروجها إلى العلن وإن لم نبادر بإصلاح المجتمع فلن يتحقق الإصلاح المنشود!
قول الله تبارك وتعالى «يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون * كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون» فيه دلالة على وجوب علم ولاة الأمر بحال الإفساد الذي تمر فيه البلاد والقول بأنهم لا يعلمون باطلا كون الشواهد كثيرة ونحن هنا لا نملك سوى القلم لنعبر عن رأينا بكل حيادية لعل وعسى أن نساهم في توعية من غاب عقله عنه في ظل المغريات الفانية!
و«المال السياسي» و«الجاه» لا يجلب محبة الناس لصاحبه والمصالح مهما كان حجمها فإنها لا تذهب مع الإنسان في تلك الحفرة الصغيرة «القبر» ولو إنهم علموا بأن الأعمار بيد الله عز شأنه: فهل يظن البعض انه سيعيش إلى غد؟ وهل يقبل أن يورث مالاً حراماً لأبنائه. اتقوا الله في أنفسكم وحاسبوا أقوالكم وأفعالكم قبل أن تحاسبوا من رب العباد يوم لا ينفع مال ولا بنون... أرجوكم رجاء حارا في أن تلتفتوا إلى السواد الأعظم من الشعب، وامنحوا المسؤولية لمن يستحقها كي ننعم بمجتمع نزيه وسلوكيات اخلاقية ومخرجات طيبة وإنتاجية ملموسة على أرض الواقع و«كما تدين تدان». والله المستعان!
تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
terki.alazmi@gmail.com