| اعداد د. أحمد سامح |
 إن أهم خطوة في علاج مرض البول السكري هو تنظيم الغذاء الذي يعد حجر زاوية في علاج مرض البول السكري خصوصا النوع الثاني الذي يصيب الكبار.
ويمكن بواسطته ودون الحاجة لأي دواء آخر علاج البسيطة والمتوسطة الشدة لغالبية مرضى السكري الذين يصابون به بعد الاربعين خصوصا اصحاب الاوزان الزائدة والبدانة.
فالصوم يحقق التنظيم الغذائي بل هو اعظم تنظيم غذائي الذي يؤدي الى الاستغناء عن استعمال العقاقير التي تؤخذ عن طريق الفم المخفضة للسكر عند أربعين في المئة لمرضى البول السكري.
والصوم يقلل عوامل خطورة الاصابة بمرض السكري فهو يخلص المريض من الوزن الزائد والسمنة ويخلص المريض من التوتر والقلق النفسي المستمر والانفعال الدائم وهو سمة العصر الذي نعيشه.
كما ان الصوم يحسن متلازمة مقاومة الانسولين التي سببها حياة الكسل والخمول وزيادة الوزن فالصوم بالمفهوم الايماني وصلاة التراويح والتهجد والمجهود البدني يحسن متلازمة مقاومة الانسولين حيث تضعف فيها استجابة الانسجة والخلايا لمفعول الانسولين والتي تؤدي الى افراز كميات اضافية من الانسولين وذلك جهد اضافي من البنكرياس لخفض نسبة الجلوكوز المرتفع في الدم لكن دون جدوى لتكون المحصلة النهائية هي ارتفاع مستوى الانسولين في الدم ولكن دون فاعلية مع ارتفاع نسبة السكر في الدم.
وفي هذه الدراسة نوضح الحالات التي يجب على مرضى السكري الافطار في رمضان.
كما ننبه مرضى السكري عندما يشعرون بعلامات وأعراض نقص السكر في الدم ان عليهم الافطار فورا ولو كان ذلك قبل أذان المغرب بدقائق.
ونتوجه بنصائح طبية وإرشادات صحية حتى يكون صوم شهر رمضان المبارك نعمة لمريض السكري.

حجر الزاوية في علاج مرض البول السكري «DM» هو تنظيم الغذاء خصوصا النوع الثاني الذي يصيب الكبار ويمكن بواسطته ودون الحاجة لأي دواء آخر علاج الحالات البسيطة والمتوسطة الشدة لغالبية مرضى السكري الذين يصابون به بعد الاربعين خصوصا الاشخاص اصحاب الاوزان الزائدة والبدانة.

الصوم والتنظيم الغذائي
يحقق التنظيم الغذائي الذي يتمثل في صوم رمضان الاستغناء عن استعمال العقاقير التي تؤخذ عن طريق الفم المخفضة للسكر في الدم بنسبة اربعين في المئة من المرضى إذا كان البنكرياس يعاني من كسل أو توقف جزء لأداء وظيفته الحيوية.
والصوم هو أعظم تنظيم غذائي عرفه الإنسان وأكدت البحوث والدراسات الطبية المهتمة بعلوم التغذية والكيمياء الحيوية والفسيولوجيا الطبية واستفادت من نتائجه جميع فروع الطب الاكلينيكي «الطب الباطني والجراحة وطب الاطفال والغدد الصماء».

تقليل عوامل الخطورة
للإصابة بالسكري
من العوامل التي لها دور مهم في الاصابة بمرض السكري زيادة الوزن والسمنة وقد لوحظ ان هناك نسبة اصابة بالمرض عالية عند اصحاب الأوزان الزائدة والسمنة خصوصاً الذين لديهم استعداد وراثي.
كذلك يلعب التوتر والقلق النفسي المستمر والانفعال الدائم وهو سمة العصر دوراً في ذلك فنوعية الطعام تغيرت ولم يعد المشي وسيلة انتقال الإنسان فالسيارة والمصعد الكهربائي غير أشكال الحياة وحدّا كثيراً من المجهود العضلي الذي يبذله الإنسان ويحرق السعرات الحرارية الزائدة على حاجة الجسم.
كذلك من سمة العصر الذي نعيشه القلق والتوتر بسبب الحياة التي نحياها وطبيعتها المنافسة في جميع مجالات الحياة التعليم والعمل وكسب لقمة العيش كل هذا لعب دوراً في الاصابة بمرض السكري وسوء حالة المريض وحدوث مضاعفات المرض.

الصوم يقلل مقاومة الأنسولين
أوضحنا ان الالتزام بالتنظيم الغذائي يجعل مريض السكري في استطاعته تجنب استعمال العقاقير المخفض للسكر في أربعين في المئة من حالات البول السكري اذا كان البنكرياس يعاني من كسل أو توقف جزئي لأداء وظيفته الحيوية في افراز هرمون الأنسولين الذي يعمل على حرق السكر في خلايا الجسم المختلفة.
ويخلص التنظيم الغذائي الإنسان من زيادة الوزن وزيادة الدهون في الجسم وسلوك الخمول والكسل الذي ينتهي بالإنسان الى الاصابة بمتلازمة مقاومة الأنسولين المعروفة بـ «Insulin Resistance».
ومقاومة الأنسولين تضعف فيها استجابة الأنسجة والخلايا لمفعول الأنسولين والتي تؤدي الى افراز كميات اضافية من الأنسولين وهذا جهد اضافي من البنكرياس لخفض نسبة الجلوكوز المرتفع في الدم لكن دون جدوى لتصبح المحصلة الأخيرة هي ارتفاع في مستوى الأنسولين في الدم ولكن دون فاعلية مع ارتفاع نسبة السكر في الدم ايضاً.
وفقدان حساسية مستقبلات الأنسولين المعروفة بـ «Insulin Resistance» ينتج عنه عدم دخول الجلوكوز «سكر الدم» داخل خلايا الأنسجة وهو الطاقة اللازمة لعمل الخلايا والتفاعلات الحيوية داخلها.
ومع استمرار مقاومة الأنسولين في افراز كمية كبيرة من الأنسولين للسيطرة على مستوى الجلوكوز في الدم ومحاولة خفضه للمستويات الطبيعية ترهق خلايا البنكرياس «بيتا Beta Cells» التي تفرز هرمون الأنسولين وفي النهاية لا تستطيع بعد ذلك افراز الأنسولين.
واكتشف حديثا آثار ضارة لارتفاع مستوى الانسولين في الدم بارتفاع فوق المستوى الطبيعي ومن هذه الآثار تنشيط المبيض في المرأة لإنتاج هرمون يؤدي الى نمو الشعر الزائد في جسدها وحدوث تكيس في المبيض وضعف الخصوبة في المرأة.
كذلك يؤدي ارتفاع مستوى الانسولــــــين الى الاقلال من افراز ملح الصوديوم في الكليتيــــن وقد يؤدي الى حبس الماء في الجسم وظهــــــور تورم كـــــما يــؤدي ارتفاع الانسولين الى الاصابة بتصلب جدران الشرايين.

حتى يكون رمضان نعمة
لأن الصوم يفقد الصائم الوزن الزائد ويقلل دهون الدم وكذلك صلاة التراويح والتهجد هي نشاط بدني يعمل على انقاص الوزن والتخلص من الكسل والخمول فتتحسن حالة مستقبلات الانسولين فتزداد فاعلية هرمون الانسولين ويدخل الجلوكوز داخل الخلايا وتحصل على الطاقة اللازمة لإتمام التفاعلات الحيوية داخل الخلايا «العصبية - العضلية - الجهاز الدوري - الكبد - الجلد وغيرها».
وبصوم رمضان يستطيع مرضى السكري من النوع الثاني تخفيض جرعات الانسولين او التوقف عن استعماله واستخدام الاقراص المخفضة للسكر من مرض السكري النوع الثاني الذين يتناولون علاج السكري عن طريق الفم بالادوية المخفضة للسكر تقليل جرعة الدواء اوالاستغناء عنه كذلك التخلي عن التوتر والقلق والتمتع بالهدوء النفسي والاستقرار العاطفي وارتفاع المعنويات في شهر رمضان يحسن كثيرا من حالات مرضى السكري لأن شهر رمضان يقلل من إفراز هرمونات التوتر والتي من المعروف انها ترفع مستوى السكر في الدم.

مرضى السكري الذين
يجب عليهم الإفطار
• مريض السكري الذي حالته غير المستقرة الذي يرتفع عنده السكري ويهبط لديه فجأة.
• مريض السكري الذي يعاني من مرض آخر يستدعي علاجه ان يفطر.
• مريض السكري الذي يعاني من مضاعفات المرض وأهمها التهاب الكلى واصابتها بالتلف والتهاب الاعصاب الحاد.
• مرضى السكري الذين يعانون نقصـــــا شـــــديدا في الوزن ويحتاج علاجهم تنظيما غذائيا خاصا الذي يحميهم ويرد لهم صحتهم ويحسن حالتهم.
• المرأة الحامل التي تعالج من مرض السكري عن طريق حقن الانسولين.
• المرأة المرضع لها ان تفطر اذا خافت من تناقص حليب ثديها.

هبوط السكر في المريض الصائم
يجب على مريض السكري الاسراع بالافطار اذا شعر بأي من اعراض او علامات هبوط السكر في الدم التي يجب ان ينتبه لها وهي كالآتي:
- الشعور بالضعف الشديد والوهن والدوخة.
- الشعور بالجوع الشديد وألم في منطقة المعدة.
- شحوب اللون والتعرق الغزير.
- رعشة باليدين والساق والجسم.
- العصبية والهياج والصداع والتوتر.
- عدم القدرة على الكلام والتلعثم.
- يشعر المريض احيانا بألم في الصدر.
- يمشي المريض مترنحا كأنه سكران.
- زيادة ضربات القلب والشعور بخفقان.
- زغلـــــلة بالعيـــــن وعدم وضوح الرؤية وازدواجية في الرؤية.
- قد يصاب المريض بالتــــشنجات ويدخل في غيبوبة.
واذا شعر المريض بالسكري اثناء صومه بهذه الاعراض فعليه الاسراع فورا فيتناول قطعة من السكر او عصير فواكه طازجة حتى ولو كان ذلك قبل اذان المغرب بدقائق حتى لا يدخل في غيبوبة نقص السكر ويكون بذلك قد اضر بنفسه وألقى بها الى التهلكة.
 

العلاج بالأنسولين في صيام رمضان

حتى الآن لا توجد دراسة علمية محددة على مرض السكر للصائمين في شهر رمضان المبارك وانما هناك اجتهادات من الاطباء يراعى فيها:
• نوع السكري الذي يعاني منه المريض.
• حالة المريض الصحية وهل توجد أمراض أخرى يعاني منها المريــــــض ايضاً مـــثل التهاب الكلى المزمن أو أمراض شرايين القلب وجلطــــات الدم.
• وزن المريض وهل هو قريب من الوزن المثالي أم يزيد أم ينتقص عن الوزن المثالي.
• ما مدى السيطرة على مستوى السكر في الدم قبل صيام شهر رمضان المبارك.
فغالباً ما يكون العلاج بالأنسولين كالجرعة السابقة على صيام رمضان.
فجرعة الصباح من الأنسولين تعطى قبل الافطار بعشرين دقيقة تحت الجلد وجرعة العشاء تعطى قبل السحور من 20 - 30 دقيقة مع تأخير السحور ما أمكن عملاً بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وتوجد أنواع مختلفة من الأنسولين من حيث المصدر ومدة التأثير وبالاجمال هناك نوعان يختلفان وهما:
• النوع الأول الصافي «المائي» وبداية تأثيره بعد 30 دقيقة وأعلى مستوى لتأثيره ساعتان وادنى مستوى لتأثيره ست ساعات.
• النوع الثاني «العكر» وبداية تأثيره بعد ساعتين وأعلى مستوى لتأثيره 12- 20 ساعة.
ولكن بعض الأطباء ينصح بانقاص النوع الصافي الى 50 - 70 في المئة بينما تعطى جرعة الأنسولين العكر كاملة وذلك حرصاً على منع انخفاض مستوى السكر في الدم قبل الظهر وعندما يشعر المريض برعــــــشة أو الـــــــجوع أو التعرق أو الصداع أو يشــــعر بدوخــــة فعليـــــه الافـــــطار وتناول قطعة من السكر واذا كان لديه جهاز لقياس نسبة السكر في الدم يقيس مستوى السكر في الدم ويتابعه بقياس آخر بعد نصف ساعة واذا لم يكن لديه جهاز قياس يراجع طبيب السكر أو طبيب المركز الصحي التابع له أو المستشفى.