قابيل، عمرو بن لحي، حسن البنا، يوسف القرضاوي، عيسى عبده، هدى شعراوي، صالح كامل.
هذه أسماء لشخصيات نالت شهرة كبيرة سواء في القديم البعيد، أو العصر الحديث، وهناك عامل مشترك بين هؤلاء، فهل تستطيع معرفته؟
لقد اشتهر كل من هؤلاء بأنه قام بعمل إما لم يسبقه إليه أحد، أو أنه أحيا شيئاً كان قد اندثر.
فقابيل كان أول من سن القتل على وجه الأرض، وقد أشار النبي عليه الصلاة والسلام إلى أن كل جريمة قتل تقع في الدنيا يتحمل قابيل شيئاً من وزرها.
عمرو بن لحي، كان أول من جلب الأصنام إلى مكة، وكان السبب في انحراف الناس ووقوعهم في الشرك بعد أن كانوا على التوحيد، وقد أخبرنا الرسول عليه الصلاة والسلام أنه رأى عمرو بن لحي وهو يجر أمعاءه ويدور بها في النار بسبب جريمته.
حسن البنا، أسس جماعة «الإخوان المسلمين» وكان ذلك بعد سقوط الخلافة الإسلامية، والهدف من تأسيسها هو دعوة الناس إلى التمسك بدين الله وشريعته حتى تعود الخلافة الإسلامية مرة أخرى، وقد انتشرت دعوته في أكثر من سبعين دولة، وتعتبر الجماعة من أكبر الحركات التي ساهمت في انتشار الصحوة الإسلامية في البلاد العربية والإسلامية.
الدكتور يوسف القرضاوي، يعتبر أشهر من نار على علم، وهو رائد في تأسيس المنظمات والهيئات الإسلامية العاملة على نصرة الدين، ويعتبر له الفضل بعد الله في تأسيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، فقد طرح فكرة تأسيس هيئة تعمل على نصرة المسلمين، ويكون شعارها: ادفع ديناراً تنقذ مسلماً، فلاقت الفكرة الاستحسان في الكويت، فتفضل الشيخ جابر الأحمد رحمه الله بإصدار مرسوم ينص على تأسيس الهيئة الخيرية.
الدكتور عيسى عبده هو رائد البنوك الإسلامية، وله الفضل بعد الله في قيامها وانتشارها في العالم العربي والإسلامي، وقد أشار السيد أحمد بزيع الياسين في إحدى المقابلات إلى أن تأسيس بيت التمويل الكويتي تم بعد زيارة الدكتور عيسى عبده للكويت أوائل السبعينات وطرحه لفكرة تأسيس بيت تمويل إسلامي.
هدى شعراوي تعتبر أول مصرية مسلمة تتجرأ على خلع الحجاب، وقد قامت بذلك بعد أن عادت للمرة الاولى من رحلتها إلى الغرب، لتثير لغطاً كبيراً في المجتمع المصري، ولتسبب بعد ذلك في انتشار السفور والتبرج في مصر.
الشيخ صالح كامل يعتبر أول من حاز السبق في انطلاق القنوات الفضائية الإسلامية، من خلال قناة «إقرأ» الفضائية، والتي قدمت بديلاً ناجحاً للأسر المحافظة عوضتها عن كثير من القنوات التي ضررها أكبر من نفعها.
ما أريد قوله هو أنه ما أجمل أن يكون للإنسان بصمة حق، وبذرة خير يزرعها على هذه الأرض ليحصد ثمراتها في حياته وبعد مماته، وما أقبح ويا لتعاسة من يزرع الشوك فيضل الإثم يلاحقه حتى بعد مماته، يقول عليه الصلاة والسلام «من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها و أجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها و وزر من عمل بها من بعده غير أنه لا ينقص من أوزارهم شيء».
شكراً «نسق»
من مبادرات الخير التي يفرح لها القلب، هي مشروع «نسق للتواصل الاجتماعي» والذي يتولى إدارته الأخ الفاضل حمود العتيـــــبي، هذا المشروع التابع لمـــبرة طريـــــق الإيمان، والذي يهدف إلى تعزيز التواصل الاجتماعي بين شباب التيارات الإسلامية بعيداً عن الخلافات السياسية أو الفكرية، ما يسهم في تعزيز روح التآخي والمحبة، والذي سينعكس أثره إيجابياً على المجتمع الكويتي، وقد كان من أول مؤشرات نجاحه الحضور الكثيف من أبناء الحركات الإسلامية للغبــــقة الرمضانية التي أقامتها إدارة المشروع الأسبوع الماضي، ولا يسعنا في هذا المقام إلا أن نشكر الأخوة الأفاضل القائمين على المشروع، ونقول لهم نحن معكم قلـــباً وقالباً، وبالتوفـــــيق بإذن اللـــــه.


عبدالعزيز صباح الفضلي
كاتب كويتي
Twitter : @abdulaziz2002
Alfadli-a@hotmail.com