الأيام والليالي تترى ويمضي الناس من خلالها فتجري فيها الأحداث والحوادث، فمنها ما يضفي على البشر سعادة وبشرى وينبئهم بتحقيق الأمل والوصول الى الغاية المنشودة، ومنها ما يعتريه بعض البؤس والشقاء ما يجعل الانسان في حيرة من أمره فيستبصر مليا وهو ينظر في قول امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام:
وإن ضاق رزق اليوم فاصبر إلى غد
عسى نكبات الدهر عنك تزول
هكذا الايام وهكذا الليالي فعسى ان تكون ايام هذه الديرة العزيزة كلها خيرا ورفاهية وأمنا وأمانا واستقرارا.
عزيزي القارئ انما هما ليلتان مباركتان الاولى هي ليلة النصف من شعبان حيث كان أهل الكويت يجتمعون فيها وهم يستبشرون بها ويستقبلون بما يعملون فيها من أعمال طيبة، قدوم شهر رمضان المبارك وكذلك الاطفال «بنين وبنات» يجوبون الحواري والبرايح والفرجان والبنات ينشدن:
ناصفوه ناصفوه يا الله سلم ولدهم
ناصفوه ناصفوه
يا الله خله لأمه
ناصفوه ناصفوه
عسى البقعة ما تطمه
ناصفوه ناصفوه ولا توازي على أمه
هذه اهازيجهن التي ذهبت ولم نر لها ذكرى، اونسمع لمعناها صوتا، فعسى المؤسسات الثقافية والتربوية ان تجعل لنفسها سبيلا في احياء هذه المناسبة التراثية الاصيلة وتبصير الاجيال بها.
اما الليلة المباركة الثانية فهي ليلة النصف من رمضان والتي يطلق عليها ليلة القرقيعان حيث يسلك الاطفال قديما المسلك نفسه الذي يسلكونه في النصف من شهر شعبان المبارك فيدورون في الفرجان وتنشد البنات في هذه الليلة:
قرقيعان وقرقيعان بيت إقصير ابورميضان
عادت علكيم صيام كل سنة وكل عام
هذه اهزوجتهن قديما ذهبت ولم يبق منها الا اثر محدود حيث يقوم بعض الاطفال في ايامنا الحاضرة فيقرقعون على البيوت المجاورة من جيرانهم بصحبة السواق والخدم.
مناسبة طيبة تبين للاطفال تراثا من تراث ديرتهم العزيزة كي يطلعوا على اصالة ديرتهم فأين المؤسسات التربوية من اذكاء روح التفكير في احياء هذه المناسبات الطيبة والعمل على وضعها في مناهج وزارة التربية ومقرراتها كي يدرسها الابناء ويتفاعلوا في ذكراها ويخلدوها وينقلوها الى الاجيال القادمة.
عزيزي القارئ عساكم من عواده، ولا نملك في هذه المناسبة الطيبة وفي هذه الليلة المباركة ايضا الا ان نقول:
سلم ولدهم يا الله
خله لأمه يا الله


سلطان حمود المتروك
كاتب كويتي