بعد تأخير دام قرابة الساعتين عن الموعد المحدد لبدء العرض المخصص لفيلم «في شقة مصر الجديدة» للمخرج المصري محمد خان والذي يقوم ببطولته كل من غادة عادل وخالد أبوالنجا، وذلك ضمن الأسبوع الثقافي المصري المقام في الكويت للفترة من 4-15 مارس، حيث بدأ العرض بحضور أبطال الفيلم والمخرج بقاعة مسرح مكتبة البابطين المركزية.
سوء تنظيمبعد نهاية الندوة الخاصة بالكاتب جمال الغيطاني والتي كانت تحكي عن الأديب العالمي نجيب محفوظ، بدأ كادر التنظيم في اخلاء القاعة من الجمهور المتواجد بها، وتكرر الطلب لأكثر من مرة بواسطة مكبرات الصوت، وكان السبب المعلن هو اعادة ترتيب القاعة لعرض الفيلم وتبين فيما بعد ان السبب غير المعلن هو البحث عن أصحاب الدعوات فقط للسماح لهم بالدخول، وأغلقت الأبواب وبدأ رجال التنظيم في ادخال الجمهور على شكل مجاميع تدخل الواحدة منها ويوصد الباب في وجه الآخرين بعد ذلك، وعندما أعلن عن موعد دخول الصحافة، تم ادخال عدد قليل، بينما تم رفض الآخرين، مما خلق أجواء من الفوضى التي لم يتمكن المنظمون من السيطرة عليها سوى بجعل أهل الصحافة آخر من يدخلون للقاعة، وعقب الندوة التي أقيمت بعد نهاية الفيلم حاول أحد المنظمون تبرير ما حصل من فوضى وعدم الاحترام الذي لاقاه الجمهور قبل أهل الاعلام والصحافة هو نتيجة عدم النوم لمدة يومين.من أجل انجاح الاسبوع هذا بالاضافة لمحاصرة النجمة غادة عادل بشكل غير طبيعي وابعادها عن الجميع كما لو أنها منطقة محظورة ممنوع الاقتراب منها أو تصويرها، وبعد أن كان مقرر مشاركتها هي وخالد أبو النجا في الندوة الخاصة بالفيلم تم الغاء ذلك بحجة أن والدتها أصيبت بوعكة صحية أدخلتها العناية الفائقة وهذا ما بررته الكاتبة آمال عثمان أثناء الندوة، وكان خالد أبوالنجا يلتقط الصور التذكارية مع الجمهور، ولكن عندما طلبت منه احدى معجباته الحصول على رقم هاتفه لمزيد من التواصل معه رفض ذلك قائلا «أنا مبردش ع الموبايل، ممكن أديكي الايميل» وحينها صدمت المعجبة التي كانت تمد له يدها بهاتفها لكي يسجل عليه الرقم، فما كان منها الا أن تركته وذهبت عنه.
قصة الفيلمتحكي قصة الفيلم عن فتاة من الصعيد وتحديدا من محافظة المنيا ومن لا يعرفها فهي مدينة تتسم بصعوبة تفكير أهلها ومن لديه بنت في هذه المدن الصعيدية يكون لديه هم كبير يسعى للخلاص منه بتزويجها، وليس للفتاة عندهم الحرية في اختيار زوجها سوى في نطاق محدود جدا مهما بلغت هي من مستوى تعليمي، وغادة عادل تجسد شخصية «نجوى» أو «نوجا» كما كان يحلو لمدرستها «أبلة تهاني» أن تناديها والتي علقتها بالحب من خلال أغاني ليلى مراد التي كانت تدرسها اياها في مدرسة فرنسية ترأسها الراهبات والمعروف عنهن صفة التزمت في مثل هذه الجوانب الحياتية، والغريب أن «نوجا» كانت السبب في فصل هذه المدرّسة من المدرسة نتيجة للشكوى التي قدمتها والدتها بأنها «فتحت» عيون التلاميذ على الحب، مما جعل ابنتها تختلي بزميلها في غرفة الموسيقى لتغني له احدى أغنيات ليلى مراد، وتمسكها الادارة متلبسة بهذا الجرم، وتمر السنوات دون ان تنقطع فيها الرسائل وكذلك الاهداءات الغنائية عبر الاذاعة بين المدرسة والتلميذة الى أن يتقرر موعد سفر الطالبة والتي أصبحت مدرسة موسيقى هي الأخرى، للقاهرة التي تقطن بها مثلها الأعلى وتخبر الجميع أنها ذاهبة لزيارتها، وتكتشف عند ذلك اختفائها لمدة عام وثمانية أشهر، والشقة التي كانت تقطنها أجرّها شخص آخر يدعى «يحيى» وهو أحد الشباب العمليين جدا واكتسب هذه الصفة من طبيعة الحياة المستقلة التي يعيشها بعيدا عن أهله وأيضا عمله في البورصة، وتربط أحداث الفيلم بينهما في مدة 48 ساعة هي مدة قيام تلك التلميذة بالبحث عن معلمتها.
واقع خياليكان يجب أن تتواجد كاتبة السيناريو «وسام سليمان» خلال الندوة لمناقشتها في الكثير من الأمور فالفيلم خيالي الى درجة كبيرة وقد ابتعد عن واقع الحياة الصعبة التي يعيشها الشباب في هذه الأيام وحتى الكبار، فصحيح أن الخير مازال موجوداً في المجتمع ولكن ليس لتلك الدرجة المثالية التي جعلت صاحب المنزل الذي كانت تقطنه المدرسة «تهاني» يحتفظ بكل متعلقاتها في الشقة لمدة سنة وثمانية أشهر لقناعته أنها ستظهر في يوم ما لتأخذ تلك الأغراض ويطمئن عليها، وليس للدرجة التي تجعل فتاة غير متزوجة من تلك البيئة الصعيدية الخشنة والتي سبق وذكرنا بعض ملامحها تجازف بما يحاط بها من عادات وتقاليد وتجلس في القاهرة بمفردها لمدة يومين لتبحث عن «أبلة تهاني»، ومن هي تلك السيدة التي جسدت شخصيتها الممثلة عايدة رياض والتي تمتلك سكنا للفتيات المغتربات لكي تثق بها الأم بهذا الشكل الكبير الذي ظهر في الفيلم والبعيد تماما عن الواقع في قلق الأمهات الفطري وعدم الثقة في أي شخص مما يذاع ويعرض ويكتب يوميا عن الجرائم التي تحدث للفتيات من سرقة وقتل واغتصاب وغيرها ؟ وكذلك عندما تفتش جيدا في المجتمع الواقعي الذي نعيشه قد لا نجد سوى عدد قليل من البشر الذين يبحثون عن رد الدين أو التعويض عن الشيء الذي أفسدوه، فظهرت مبادرة «نجوى» باصلاح الموبايل الخاص بـ «يحيى» بعد كسرها له، حلم من الأحلام التي لا تحدث كثيرا هذه الأيام خاصة وهي لا تمتلك المال اللازم لذلك، خاصة وأن شخصيتها ظهرت فيما بعد بأنها قادرة على النصب والاحتيال مقابل الحصول على توصيلة حينما صرخت في الباص معلنة أن محفظتها سرقت وواساها الجميع، وأعفيت من دفع الأجرة، وذلك بعد المشهد الذي أظهرها بأنها نتيجة لاصلاحها الموبايل أفلست ولم يتبق معها سوى جنيه واحد ان دفعته لن تجد ما يقلها الى سكن المغتربات، وهذا ما جعلها فيما بعد تقوم ببيع قلادتها. فأي واقع قدمته تلك القصة لوسام سليمان وأخرجها صاحب التاريخ الطويل في الاخراج السينمائي محمد خان.
دفاع الندوةوخلال الندوة التي أعقبت الفيلم جلس المخرج محمد خان والكاتبة آمال عثمان بحضور الصحافة لمناقشة الفيلم وكان من الطبيعي الدفاع عنه فقال المخرج «أشكر الجميع على حضورهم الفيلم، أؤكد أن اللهجة التي استخدمت في الفيلم على لسان التلميذة «نجوى» والتي جسدت دورها غادة عادل كان سببها هو تبسيط العمل بالنسبة لمرتاديه من الجمهور، فاللهجة الصعيدية لا يتقنها الجميع، ولم أر أن الفيلم مغامرة بالنسبة لتاريخي فهذه هي نوعية الأفلام التي أحبها، كما أن الفيلم رغم أنه ليس من نوعية الأفلام التي تجلب الكثير من الايرادات الا أنه غطى تكاليفه الانتاجية».وأضاف خان عن الايقاع البطيء الذي اتسم به الفيلم قائلا «مع خبرة السنين لانت» أي أصبحت أكثر ليونة وارتخاء في التصوير وهذا الايقاع البطيء في الفيلم كان الهدف منه خطف الجمهور الى حالة من الرومانسية التي فقدت منذ زمن بعيد، وهذا ما كنت أتمناه، أن أجد السيناريو الذي يتحدث عن الحب دون استخدام تلك المفردات التي تعبر عنه، ولكن يظهر ذلك من خلال الاحساس، وهذا ما وجدت أنه تحقق في الفيلم، وفي كل الدول التي عرض فيها «في شقة مصر الجديدة» وجدت الجميع يقول عنه انه «حالة» وهذا ما أحببته، وكنت مدركا تماما وأعي الايقاع البطيء المصاحب للفيلم».وكشفت الكاتبة آمال عثمان عن سرّ أثناء الندوة، وهو ان هذا الفيلم لم يكن من اخراج محمد خان في البداية، ولكن الظروف هي من قادتها اليه، فأوضح خان القصة قائلا «من عادتي ألا أقرأ أي سيناريو يقوم بكتابته أي سيناريست أعمل معه ونحن في مرحلة العمل، وحين عملت مع وسام في فيلم «بنات وسط البلد» كنت على علم أنها تقوم بكتابة سيناريو فيلم جديد ورشحت لاخراجه أحد الشباب ولكنه اعتذر عن العمل في الفيلم وعندما استعانت بي رشحت لها اسم أحد المخرجين الشباب وكانت ستصبح التجربة الأولى له، ولكن جاءته فرصة أخرى فاعتذر وحينها قررت قراءة السيناريو ووافقت عليه فورا، وبدأت مراحل الاعداد واختيار الممثلين، وأعتقد أنه كان اعادة اكتشاف لكل من غادة عادل وخالد أبوالنجا، حتى أنهما وجدا حيرة في اختيار النصوص التي أعقبت نجاحهما في تجسيد شخصيات الفيلم.
جانب من الحضور