ماذا سنقول إن كتب ومد الله في أعمارنا للأجيال القادمة، ماذا سنقول لهم وقد خذلْنا إخواننا في سورية، ماذا سنقول لهم عندما يبحثون في الإنترنت مستقبلاً ويقعون على صور القتلى والجرحى؟
ماذا سنقول لهم وهم يتصفحون في «اليوتيوب» ليروا كيف هدم بعض حكام العرب المساجد حفاظاً على كراسيهم، وجلسنا نتفرج ساكتين حكاماً ومحكومين، حتى نطق العم سام، وعندها بدأنا نعلن استنكارنا لما يحدث، فقط استنكرنا ولم نفعل، فلم يكذب عبدالله القصيمي عندما قال عنا أمة الظاهرة الصوتية!
ماذا سنقول لأحفادنا ومن بعدهم، وهم يرون الجثث الطاهرة ترمى في النهر من أعلى الجسر من دون أدنى اعتبار لإنسانية إنسان، ونحن لاهون بموائد رمضان ومسلسلاته، لم يحرك فيها ذلك ساكناً غير مظاهرات هنا وهناك؟
أربعون عاماً من التوهان عاشها بنو إسرائيل قضاء من الله عليهم عندما لم يسمعوا كلام نبيهم، أربعون عاماً كانت كافية ليختفي جيل الذل والعار والمسكنة، ويأتي جيل آخر لم يسمع بتلك المصطلحات ولا يفهمها، فينتفض عليها ويكسر صنم الخوف والرعب، ويبني مكانه نصب الحرية بدمائه الزكية الطاهرة، بعد أن تعفنت أجواؤنا بأنفاس المتخاذلين ورائحتهم النتنة.
«فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض» آية نزلت في بني إسرائيل ولكننا مخاطبون بها في كل زمان ومكان، وتختلف المسميات باختلاف الزمان والمكان بكل تأكيد، ولقد حرم الله علينا الحرية والانتصار للكرامة أربعين سنة في بعض بلادنا، وها هو الجيل الجديد يتململ وينتفض ويرفض الذل والهوان ويفتدي كرامته بنفسه، ليغسل حقبة تاريخية ملؤها العار والشنار، حقبة تملؤنا أسى كلما تذكرناها.
ليبيا وسورية وتونس أمثلة صارخة على ما نقول، لقد اعتقلوا وعذبوا ونشروا عيونهم الرمداء في كل زاوية وبيت ومقهى وفصل دراسي، فلا ينبس أحدهم ببنت شفة إلا وقد كُتِبَ فيه تقرير للسلطات، وها هي الأنظمة القمعية تنهار، أو في طريقها للإنهيار بإذن الله، وفي كل الأحوال، ومهما كانت السيناريوات، فقد تكسرت أصناف الخوف التي زرعوها سنينا، وتغنت بها فضائياتهم، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، وما علموا أن دولة الظلم والقهر لا تدوم، وأن الله يعز دولة العدول وإن كانت كافرة ويذل دولة الظلم وإن كانت مسلمة، هي سنة كونية لا تتبدل ولا تتغير، ولكن متى نصحو، متى نستيقظ؟
د.عبداللطيف الصريخ
كاتب كويتي
Twitter : @Dralsuraikh
ماذا سنقول لهم وهم يتصفحون في «اليوتيوب» ليروا كيف هدم بعض حكام العرب المساجد حفاظاً على كراسيهم، وجلسنا نتفرج ساكتين حكاماً ومحكومين، حتى نطق العم سام، وعندها بدأنا نعلن استنكارنا لما يحدث، فقط استنكرنا ولم نفعل، فلم يكذب عبدالله القصيمي عندما قال عنا أمة الظاهرة الصوتية!
ماذا سنقول لأحفادنا ومن بعدهم، وهم يرون الجثث الطاهرة ترمى في النهر من أعلى الجسر من دون أدنى اعتبار لإنسانية إنسان، ونحن لاهون بموائد رمضان ومسلسلاته، لم يحرك فيها ذلك ساكناً غير مظاهرات هنا وهناك؟
أربعون عاماً من التوهان عاشها بنو إسرائيل قضاء من الله عليهم عندما لم يسمعوا كلام نبيهم، أربعون عاماً كانت كافية ليختفي جيل الذل والعار والمسكنة، ويأتي جيل آخر لم يسمع بتلك المصطلحات ولا يفهمها، فينتفض عليها ويكسر صنم الخوف والرعب، ويبني مكانه نصب الحرية بدمائه الزكية الطاهرة، بعد أن تعفنت أجواؤنا بأنفاس المتخاذلين ورائحتهم النتنة.
«فإنها محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض» آية نزلت في بني إسرائيل ولكننا مخاطبون بها في كل زمان ومكان، وتختلف المسميات باختلاف الزمان والمكان بكل تأكيد، ولقد حرم الله علينا الحرية والانتصار للكرامة أربعين سنة في بعض بلادنا، وها هو الجيل الجديد يتململ وينتفض ويرفض الذل والهوان ويفتدي كرامته بنفسه، ليغسل حقبة تاريخية ملؤها العار والشنار، حقبة تملؤنا أسى كلما تذكرناها.
ليبيا وسورية وتونس أمثلة صارخة على ما نقول، لقد اعتقلوا وعذبوا ونشروا عيونهم الرمداء في كل زاوية وبيت ومقهى وفصل دراسي، فلا ينبس أحدهم ببنت شفة إلا وقد كُتِبَ فيه تقرير للسلطات، وها هي الأنظمة القمعية تنهار، أو في طريقها للإنهيار بإذن الله، وفي كل الأحوال، ومهما كانت السيناريوات، فقد تكسرت أصناف الخوف التي زرعوها سنينا، وتغنت بها فضائياتهم، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، وما علموا أن دولة الظلم والقهر لا تدوم، وأن الله يعز دولة العدول وإن كانت كافرة ويذل دولة الظلم وإن كانت مسلمة، هي سنة كونية لا تتبدل ولا تتغير، ولكن متى نصحو، متى نستيقظ؟
د.عبداللطيف الصريخ
كاتب كويتي
Twitter : @Dralsuraikh