ودعت الكويت أمس الوزير والنائب الدكتور أحمد الربعي الذي وافته المنية مساء أول من أمس بعد صراع مع المرض، في موكب مهيب تقدمه رئيس مجلس الأمة جاسم الخرافي وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد وشارك فيه وزراء ونواب حاليون وسابقون ومسؤولون وشخصيات سياسية وأكاديمية واعلامية وجمع غفير من المواطنين والمقيمين.واشاد النواب والمسؤولون في تصريحات صحافية بمناقب الفقيد الراحل وجهوده في خدمة الكويت في كل المواقع التي عمل فيها، وترسيخ قيم الديموقراطية.يوم حزينوقال النائب عبدالله الرومي ان «هذا اليوم يوم حزين الذي نودع فيه زميلنا وحبيبنا الدكتور أحمد الربعي الذي عشنا معه تقريبا من مجلس 1985 وكان نعم الأخ ونعم الصديق».وأكد الرومي ان «الربعي رجل فقدته الكويت مفكرا وناقدا نظيف السريرة ونظيف العمل وهو يملك هذا القلم الجريء والطلاقة ولم يستغلها كما يستغلها بعض الناس السيئين اليوم لمكاسب شخصية وإنما كان هدفه وعمله من أجل مصلحة بلده».رجل غالٍومن جهته، قال النائب مرزوق الغانم ان «الربعي هو أحد رموز السياسة في الكويت وأعتقد ان الكويت فقدت أحد أبنائها المخلصين الذي قدم الكثير والكثير للكويت وأعتقد انه تعلم منه الكثير من جيل الشباب ونحن لا يسعنا إلا أن ندعو له بالرحمة والمغفرة».وأضاف «ودعت الكويت اليوم رجلا غاليا عليها، ولكنه سيبقى حيا في ذاكرة كل الكويتيين بكل انتماءاتهم وأطيافهم ومشاربهم».
بطل سيذكره التاريخومن جانبه، قال رئيس غرفة التجارة والصناعة علي الغانم ان «الكويت فقدت فعلاً بطلا من أبطالها، فالتاريخ سيذكر أحمد الربعي في كتاباته وفي أخلاقه وفي صراعه في سبيل الكويت وجهاده ككاتب وكسياسي وكرجل أديب».
صاحب القلب الكبيرومن جانبه، قال النائب مشاري العنجري «ان الكويت وهي تودع أبا قتيبة الوداع الأخير، تذرف الدمع على صاحب القلب الكبير، والعقل المستنير بالحجة والتأثير، ستبقى ذكراك إن شاء الله خالدة عند الكبير والصغير».
دور بارزأما النائب عادل الصرعاوي فقال: «عندما نتكلم عن الدكتور الربعي فإننا نتكلم عن أستاذ وزميل وأخ ووزير سابق ونائب سابق وما فيه شك ان دوره واضح وبارز في الحياة السياسية في الكويت».بدوره، قال وزير الإعلام السابق الدكتور أنس الرشيد «إننا فقدنا النائب والأكاديمي والإعلامي أحمد الربعي، هو بلا شك خسارة كبيرة لهذا الوطن»، موضحا ان «الكويت خسرت رجلا حمل شعلة التفاؤل والأمل منذ بداية حياته النضالية لتحقيق حياة ديموقراطية حتى وهو في أصعب لحظات المرض».وأضاف انه «مما لا شك فيه ان هذا الجمع الكبير الذي أتى للمشاركة في العزاء إنما هو دليل على أن الرسالة التي حملها الربعي لاقت القبول لدى المواطنين في مختلف فئاتهم وشرائحهم، مضيفاً اننا لا نملك إلا القبول بقضاء الله وقدره راجيا من الله أن يلهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان.أما الوزير السابق يوسف الإبراهيم فخنقته العبرة ولم يستطع أن يعبر بالكلمات ولكنه عبر عن فقدان الفقيد بالدموع التي تزاحمت في مقلتيه.ومن جانبه، قال الوكيل في ديوان سمو رئيس الوزراء نايف الركيبي رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته وأنا عاشرت الربعي وكان نعم الصديق، وهذا البلد الذي استطاع أن يلد مثل أحمد الربعي واخوانه قادر إن شاء الله أن يلد أجيالا كاملة تغذي الوطن العربي كله».
تاريخ وطنيومن جهته، قال النائب جمال العمر إن «الفقيد غال علينا وهو باق في قلوب الكويتيين وذكراه الطيبة العطرة سوف تكون لهذا الشعب واخلاصه وتاريخه الوطني يثبته حب الناس له».واعتبر النائب السابق عبدالله النيباري ان «غياب الربعي عن أصدقائه وأهله وزملائه وكل من عاصره وعمل معه لا شك انها خسارة كبيرة لا يمكن أن يعوضها أي شخص آخر»، مضيفا «نحن في أحوج ما يكون لوجوده معنا نستفيد من فكره وعطائه الذي لم يستطع المرض الشديد الذي عانى منه الربعي أن يمنعه من العطاء والمساهمة في تعزيز القيم والمفاهيم الديموقراطية التي كان له الدور الكبير والعمل الواضح في ترسيخها في عقول ونفوس الشباب الكويتي».
خسارة كبيرةونعى الدكتور احمد الخطيب وجاسم القطامي إلى الشعب الكويتي والأمة العربية الدكتور أحمد الربعي.وقالا في بيان مشترك «لقد فقدت الكويت ابنا بارا من أبنائها المخلصين الذين ظل طوال مسيرته الصلبة، مدافعا عن الحق والعدل وقيم الشرف والأمانة».وأضاف البيان: «لم يكن الربعي ابنا بارا للكويت فقط، لكنه كان ابنا بارا لكل قيم العزة والكرامة والدفاع عن المبادئ».وجاء في البيان «نحن في أمس الحاجة إلى ترسيخ المنهج الحضاري الذي سار عليه في الحوار مع الآخر بعيدا عن عمليات التكفير والتخوين».لقد كان الفقيد نموذجا مضيئا في النقاش العقلاني وكان مصدر اعجاب حتى لمعارضيه على قدرته العالية في الحوار الهادئ البعيد عن التشنج المؤمن بالمستقبل الواعد.ومن جهته، تقدم عضو المجلس البلدي خالد عبدالرازق الخالد باقتراح إلى المجلس يقضي باطلاق اسم المرحوم الدكتور احمد الربعي على أحد شوارع الكويت تقديرا واعتزازا لأحد رجالات الكويت المخلصين».
محارب شجاعونعت لجنة المحررين البرلمانيين في مجلس الأمة عضو مجلس الأمة السابق والكاتب والمفكر الدكتور أحمد الربعي.وقالت في بيان أصدرته أمس ان «الكويت والأمة العربية فقدت محارباً شجاعاً ومفكراً عربياً نذر فكره وقلمه لخدمة القضايا الكويتية والعربية الحقيقية بآراء وأفكار شجاعة خلقت جيلاً من البرلمانيين والاعلاميين والمفكرين العرب يؤمن بأن التغيير الحقيقي يتم عبر مواجهة الحقائق لا بالعيش في زمن الأماني والاحلام والشعارات».وأضافت اللجنة ان «المحررين البرلمانيين الذين عايشوا الدكتور أحمد الربعي منذ اللحظة الأولى لخوضه غمار العمل البرلماني يشعرون بالاسف والحزن لفقد برلماني حقيقي يعرف كيف يمارس سلطاته الدراسية ويفضل دوماً وأبداً المصلحة العامة على المصلحة الخاصة».ومن جانبه، نعى رئيس جمعية الهلال الاحمر برجس البرجس وزير التربية ووزير التعليم العالي الاسبق والنائب السابق احمد الربعي واصفا اياه بانه احد «رجالات الكويت في الفكر والادب والثقافة». وقال البرجس ان «الكويت فقدت برحيل الدكتور الربعي امس بعد معاناة شديدة مع المرض العضال ركنا اساسيا من اركانها في الادب والسياسة والثقافة». واضاف ان «شخصية الفقيد الربعي «فذة لا تعوض» مستذكرا في هذا السياق نضال الفقيد في سبيل نصرة قضايا الكويت في المحافل السياسية والاعلامية اضافة الى نضاله في سبيل قضايا الوطن العربي». كما نعى المستشار في المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب الشاعر والاديب الدكتور خليفة الوقيان الربعي، معتبرا ان «غياب المفكر والكاتب الربعي عن ساحة الحياة خسارة وطنية وقومية كبيرة، لاسيما ان الفقيد مناضل وطني وقومي معروف على المستويين المحلي والعربي».
رمز كبيروفي وزارة التربية خيم الحزن بعد انتشار نبأ وفاة وزير التربية السابق الدكتور احمد الربعي، واتشحت الوزارة بالسواد حزنا على ابنها الراحل الدكتور الربعي، وارتسمت ملامح الحزن والاسى على عدد من الموظفين وخصوصا الذين عاصروه خلال توليه حقيبة وزارة التربية.نعت وزيرة التربية وزيرة التعليم العالي نورية الصبيح الربعي نيابة عن اسرتي وزارة التربية ووزارة التعليم العالي. وقالت الصبيح في بيان صحافي انه «كان للفقيد الربعي دور كبير اثناء توليه دفة المسؤولية في وزارتي التربية والتعليم العالي»، موضحة انه «تم تطبيق الكثير من المشاريع التربوية التي كان لها اثر في رقي وتقدم الحركة التعليمية في الكويت».واضافت في كلمة تأبين للفقيد الراحل: «فقدت الكويت رمزا من رموز الكويت وشخصية بارزة حظيت باحتراما كبير ،كما ان للفقيد اسهامات وانجازات عديدة في خدمة بلده ومجتمعه».ورفعت الصبيح كتابا إلى مجلس الوزراء لتسمية احدى مدارس وزارة التربية باسم الفقيد الراحل الدكتور أحمد الربعي «كونه من الشخصيات التي عملت في المجال التربوي والأكاديمي والتي تركت بصمات واضحة في العملية التربوية وفي جامعة الكويت».أما المدير العام لمنطقة الجهراء التعليمية فلاح العجمي فقال «عاصرت الفقيد الراحل الدكتور احمد الربعي رحمة الله حيث كانت ابتسامته دائمة، والكويت فقدت رمزا من رموزها الذين ساهموا رفع مستوى التعليم الى الاعلى».واضاف العجمي «عندما حمل حقيبة وزارة التربية رحمه الله ساهم في سن ووضع قوانين تخدم العملية التربوية، وكان حريصا كل الحرص على الارتقاء بمستوى ابنائنا الطلبة ورفع اسم الكويت عاليا في مجال التعليم».وذكر مستشار وزيرة التربية المدير العام لمنطقة العاصمة التعليمية محمد الدبيان «فقدنا اخا واستاذا عزيزا على قلوبنا ، حيث كان رحمة الله من اولى اهتماماته التعليم وكيفية تطويره، واسهاماته التربوية الكبيرة ستظل راسخة».بدوره، قال مدير ادارة العلاقات العامة والاعلام التربوي محسن ابو رقبة: «عاصرت الفقيد الراحل عندما كنت معلما في احدى المدارس، وانا شخصيا وقف معي الفقيد وقفة رجل لن انساها وذلك عندما كان وزيرا للتربية»، مؤكدا ان «الفقيد كانت له مآثر كبيرة في مجال التعليم لا تعد ولا تحصى وله العديد من المواقف في جميع القضايا المجتمعية».من جانبة قال مراقب مكتب وكيل وزارة التربية المساعد للتعليم الخاص مسعود العنزي ان «الكويت فقدت رمزا من رموزها الذين ساهموا في سن قوانين صارمة وحازمة خلال تولية حقيبة وزارة التربية»، مشيرا الى انه «عاصر الفقيد في بداية الثمانينات عندما كنت طالبا في الجامعة».
انسان صادقمن جهته، نعى عضو منظمات مجلس العلاقات الخليجية الدولية (كوغر) الأمين العام لهيئة الكتاب الصحافيين والمحللين الخليجيين كوغر الدكتور عايد المناع الراحل الدكتور أحمد الربعي، واصفاً اياه بالرجل المناضل في سماء الديموقراطية والكاتب الصحافي والاعلامي المدافع عن الكويت وشعبها، مؤكداً ان «رحيله يعتبر خسارة ليس فقط للاعلام الكويتي والخليجي بل للإعلام العربي».وقال الدكتور المناع في تصريح صحافي ان «الدكتور أحمد الربعي كان إنساناً صادقاً مع مبادئه وأفكاره وأطروحاته، والتي ارتكزت على العدل والمساواة والديموقراطية وحرية التعبير واحترام قدسية النفس البشرية طوال سنين طويلة، كما كان أيضاً احد رموز العمل السياسي الكويتي وأشاد به كل من عرفه من مؤيديه ومعارضيه خلال رحلته مع السياسة الكويتية والعربية».وأبّنت أسرة نقابة معهد الكويت للأبحاث العلمية فقيد التربية والتعليم الدكتور أحمد عبدالله الربعي رئيس مجلس أمناء معهد الابحاث السابق خلال الفترة من عام 1992 وحتى عام 1996 في بيان رسمي صدر عن مكتب مجلس ادارة النقابة أمس.وقال صلاح الفرس الأمين العام المساعد لنقابة معهد الكويت للابحاث العلمية والمنسق العام السابق للاحتفالية الخاصة بمناسبة مرور أربعين عاماً على إنشاء وتأسيس معهد الأبحاث، ان «نقابة الابحاث تستذكر بكل التقدير والوفاء مواقف الفقيد الراحل الدكتور أحمد الربعي الذي كان يعد ويمثل بالنسبة للعاملين في مرفق البحث العلمي روح التواضع الإنساني من خلال تعامله الراقي مع العاملين في معهد الابحاث ابان سنوات ترأسه لمجلس أمناء المعهد وتطبيقه لسياسة الباب المفتوح وأخذه بآراء جميع الموظفين والعاملين للوصول الى اللحمة الواحدة في بيت الابحاث.وقال رئيس مكتب العلاقات العامة في كلية العلوم الادارية سعد الهدية: «فقدت الكويت واحدا من ابرز مفكريها الذين تعتز وتفتخر بارائهم وتوجهاتهم ومقوماتهم نحو التقدم والتصور، كما فقدت اسرة جامعة الكويت احد ابنائها الاعزاء والذي قدم الكثير من الجهد والعطاء للجامعة طوال فترة عمله كأحد اعضاء هيئة التدريس بها حتى شغله منصب وزير للتربية ووزير للتعليم العالي».
الخرافي: الكويت فقدت برحيل الربعيمفكرا كبيرا من رجالات الفكر والعلم
كونا- نعى رئيس مجلس الامة جاسم الخرافي النائب السابق الدكتور احمد الربعي قائلا ان «الكويت فقدت برحيله مفكرا كبيرا من رجالات الفكر والعلم».وقال الخرافي في بيان له ان «الكويت فقدت احد ابنائها البررة الذي انتقل الى جوار ربه بعد عمر بذل فيه الغالي والنفيس لوطنه وكان معطاء في كل موقع ومنصب تبوأه». واضاف ان «الفقيد انار لطلابه طريق العلم ومسلكه عندما كان استاذا جامعيا له مكانته الكبيرة وعطاؤه الجزيل، كما كانت له بصمات واضحة في تطوير التعليم عندما تسلم حقيبة وزارة التربية والتعليم العالي، فضلا عن انه كان عضوا فعالا ومستنيرا في مجلس الامة لثلاثة فصول تشريعية». وامتدح الخرافي الدور الوطني الذي لعبه الفقيد وتفانيه واخلاصه في حمل هموم الكويت من على المنابر الاعلامية يدافع عن قضاياها دون كلل او ملل «ديدنه في ذلك حب الكويت والدفاع عنها»، واصفا ممارساته السياسية بـ «النضج والعقلانية». وقال الخرافي: «برحيل الربعي فقدنا زميلا عزيزا واخا فاضلا ومفكرا كبيرا كان احد رجالات الفكر والعلم المشهود لهم بالكفاءة والخبرة».وتقدم الخرافي الى الشعب الكويتي واسرة الفقيد الكريم بخالص العزاء والمواساة، سائلا المولى العلي القدير ان يتغمده بواسع رحمته ويدخله فسيح جناته وان يلهم أهله وذويه وجميع محبيه الصبر والسلوان.
ناصر المحمد: الربعي وضع دومامصلحة الكويت وأهلها نصب عينيه
كونا - أشاد سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد في تصريح له بمناقب فقيد الكويت الدكتور أحمد الربعي. وقال سمو رئيس مجلس الوزراء: «بعد ان شاركت في دفن وتقديم واجب العزاء بأخي وزميلي الدكتور احمد الربعي أستذكر ما قدمه الفقيد لوطنه ولأهل الكويت، فقد كانت له اسهامات كبيرة على الصعيد النيابي حيث شارك مع اخوته اعضاء مجلس الامة بممارسة حقهم التشريعي والرقابي على اكمل وجه». واضاف سموه ان «الفقيد كان يضع نصب عينيه مصلحة الكويت واهلها، وبعد ان تقلد مهام منصب وزير التربية والتعليم العالي فقد اضاف لهذا المنصب من خبرته وثقافته وعلمه الشيء الكثير، وحاول جاهدا الارتقاء بالقطاع التعليمي سواء التعليم العام او التعليم العالي الى أعلى المستويات». وختم الشيخ ناصر المحمد قائلا «رحم الله فقيد الكويت والعزاء لأهل الكويت في فقيدهم».
أحمد الربعي... رجل لا يموت
| كتب داهم القحطاني |
حينما عاد الدكتور احمد الربعي من رحلة العلاج الاولى نهاية العام 2006 اجتمعت قلوب محبيه في مطار الكويت لتستقبل الانسان الذي عبق بنكهته كل مجال ولجه فكانت فرحته الحقيقية في تلك اللحظة حين اجتمع الفرقاء على شدة اختلافاتهم الفكرية والسياسية على حب الرجل.وبالأمس وفي اللحظات الأصعب على محبيه وحين اقترب جثمانه من الثرى لم يستطع كثيرون أن يحبسوا غصة الفراق التي لم تستطع سنتا الغياب الأخيرتان أن تهيئا لها، فمن يملك أن يودع رجلاً بهامة أحمد الربعي ولا ينزف حزنا. في كل مرحلة سياسية وفكرية وأكاديمية ومدنية عاشها أبو قتيبة كانت له اليد الطولى، فأحمد الربعي ذو كاريزما لا تخطئها العين ولا الأذن، ففي الفلسفة كان المفكر وفي المنطق كان المبارز وفي السياسة كان الفارس وفي النضال من أجل الفكرة والمعتقد حدث ولا حرج، فالرجال الرجال هم فقط من يدركون أن هذا الصوت المعبأ بالديموقراطية واحترام الرأي الآخر عاش في جبال ظفار في سلطنة عمان في فترة ثورية من حياته دفاعا عن المبدأ ولهذا فكل كلمة يقولها تعني له الكثير ولا يرسلها على عواهنها كما هي الحال في سياسيي اليوم الا ما ندر. دخل ديوانية البدو فيتغلب عليهم في أشعار ابن لعبون وبطولات راكان بن حثلين ويسرد لهم السوالف والعلوم الغانمة كما لو كان لم يغادر الصحارى قط. ويدخل ديوانية الحضر فيتحدث عن صراع الكويتيين مع البحر في أصقاع الأرض كما لو كان أحد البحارة في أحد محامل الكويت. أعطاه الله جزالة البيان وحجة المنطق فسخرهما لوطنه الكويت في كل مرحلة وعهد، ولهذا لم يكن غريبا أن تشخص عينا رئيس تحرير جريدة عراقية ناظره قبل تحرير العراق في برنامج الاتجاه المعاكس في قناة الجزيرة وهو يقول له بدهاء وحنكة «ليش ما تذكر انك مستشار عدي... ما يشرفك» ليكشف الصفة الحقيقية لهذا الخصم على الهواء مباشرة و ليصرع خصمه العراقي البعثي بلهجة عراقية وفي زمن تكالب على الكويت حينها القنوات الفضائية وما يسمون أنفسهم بالمفكرين العرب ليجدوا فارسا كويتيا انطلق من ساحة الصفاة بتفاصيلها الدقيقة حاميا للحق الكويتي.في كل نصر ومع كل هزيمة كان الرجل لا ينكسر فقوته تنبع من ايمانه بمعتقده وفكره ورغم كل المعارك السياسية والفكرية والاجتماعية التي خاضها ندر أن تجد له عداوة مع أحد فالرجل لم يبخس الناس حقوقها ولم يوغل أو يفجر في الخصومة وكان من القلائل الذين يعجب فيهم خصومهم قبل أصدقائهم.رائحة الطباشير التي افتقدها كثيرا خلال حياته ستفتقده في جامعة الكويت.المتابعون لمجلس الأمة سيفتقدون مرافعاته البرلمانية التي جعلت للعمل البرلماني نكهة.القراء المولعون بمقالاته لا تتكحل أعينهم بزاوية بالمقلوب في الزميلة «القبس».الكويت ستفتقد محاربا شجاعا سكن القلوب وسيسكن الضمائر فمثل هذا الرجل لا يموت. أحمد الربعي نم هنيئا فنعم الرجل كنت في الحياة والممات.
حشد من المسؤولين والمواطنين يعزون بالربعي بعد الدفن (تصوير علي السالم)
الخرافي معزياً
... وناصر المحمد
... وأحمد السعدون
النيباري معزياً رئيس الوزراء
... والعنجري
إلى المثوى الأخير