زمن الرويبضة، زمن التهم المعلبة، زمن رموز المصلحة، زمن القيادة الخفية، زمن اللحوم الفاسدة ومحطة مشرف، زمن التنمية المفقودة، زمن مناصب قيادية لا يشغلها قياديون، زمن الجهل بكل معاييره عندما نطلب فيه من طالب المتوسطة قراءة جملة واحدة ويعجز الطالب المسكين، زمن يعاني المريض ولا يجد من يعالجه... وغير ذلك!
لم تعد للبطانة الصالحة مكانة عندنا حيث ثقافتنا أخذت من التاريخ أسوأ تطبيقاته، وتركت مآثره الجيدة قرب ميناء مبارك وحول المزارع المتوقع توزيعها هي ومجموعة من الجواخير على من يقول نعم ولا يعرف «لا» ومناقصات وخلافه!
يريدون إنشاء جامعة في ستة أشهر، يريدون نواب «بلا شوشرة»، يريدون تشخيصاً طبياً من خلال أبراج طبية، يريدوننا أن نحلم في مترو الأنفاق والدائري الثامن يريدون منا مشاهدة مسلسل «بنات الثانوية» في شهر رمضان يريدوننا أن نصدق خطة التنمية التي تناست تنمية العنصر البشري!
هذه الثقافة أوجدت فجوة بين الجهتين التنفيذية والتشريعية وارتفع عدد المطالبين بالاستجوابات و... حتى خطباء المساجد أوقفوهم!
تذهب لتشتري وتجد الأسعار مرتفعة، تحاول أن تحاور البعض حول الحاجة لتغيير نواب زمن الغفلة وتجد بعضهم يردد الاسطوانه المشروخة... «إيه بس النائب الفلاني أرسلني للعلاج بالخارج» وآخر يقول «نقل بنتي» و... إنها وربي لمشكلة كبيرة!
وأذكر انني في قبل أسابيع مضت جلست مع أحد المسؤولين الكبار وأخذت أشرح له مفهوم الفكر الاستراتيجي وعرضت عليه خدماتي المجانية... وهذاك وجه الضيف! وعندما سردت الحكاية لأحد الزملاء المخضرمين انتابته حالة من الضحك وقال «شي بلوشي ما يمشي مع ربعنا»!
لقد عرضت الصحف والقنوات الفضائية قضايا عدة بعضها تجاوز حد القيم الأخلاقية التي جبل عليها المجتمع الكويتي ولم يتحرك أصحاب القرار... هذه سرقة العصر التي خطفت منا ثقافة الأجيال السابقة وتركتنا نتابع افرازات زمن الرويبضة، والأنماط الزمنية التي أوردناها في بداية المقال!
سرقة العصر هذه لا يمكن تعقب خيوطها لمعرفة الجناة الفعليين لأن القيادة الخفية والمناصب القيادية تقلدها رجال ونساء لا يملكون الصفات القيادية الأخلاقية إضافة إلى أن الولاء الوطني تبدل بولاء من نوع ساقط. والله المستعان!


تركي العازمي
كاتب ومهندس كويتي
terki.alazmi@gmail.com