أضحى جلياً واضحاً الخلاف اللا مرغوب فيه بين الأشخاص؛ كل يتمسك ويتشدق لرأيه وإن كان خاطئاً؛ كل يدعي وصله بليلى ويقول يا ليلاه؛ والأعظم من هذا وذاك ليس عدم تقبل الرأي الآخر فقط؛ بل التشكك في آراء الطرف الآخر بل ومحاربتها؛ لِمَ كل هذا، هل فقدنا رزانة العقل المرن، هل آراؤنا منزلة من السماء لا يجوز رفضها ووجوب الأخذ بها، هل حصلنا على صك من السماء بأن آراءنا لا يجوز ردها ونقدها؟ وما قيمة تلك الآراء إن لم تكن ذات (ماركة) ربانية مسجلة غير قابلة للتغيير والتبديل؛ لأنها مؤصلة تأصيلاً شرعياً؛ لا يختلف عليه اثنان.
كل منا تعرض لموقف الرد والصد وعدم قبول رأيه حتى لو كان الطرف الآخر على يقين بصحة رأيك؛ وقد يكون رأيه ليس بخطأ فادح بل بالعكس قد يكمل رأيك ولو جُمعا؛ لانتهى مطافنا إلى حقائق أو أفكار جديدة متجددة؛ تكون بمثابة دستور ومنظومة حياة؛ تقضي وتسد حاجات البشر النفسية؛ وتعالج الكثير من مشكلاتهم.
لماذا نرهق عقولنا وأذهاننا بالتفكير، لماذا نترقب ونرقب الأحداث من بعيد دون الاقتراب منها، لماذا نتحفظ على بعض آرائنا إن لم تكتمل الصورة عندنا، لماذا نتعمق في دراسة الحدث والنظر إليه من جميع زواياه، لماذا، لماذا؟ كل لماذا كتبت في هذا المقال تحمل الإجابة نفسها؛ لأننا نحمل هماً وهذا الهم ولّدَ عندنا همة والهمة ولّدت العزيمة والإرادة لخدمة هذه الأمة لإيجاد المفاهيم والأفكار التي تنتشل الفرد من القاع إلى القمة ليس أي قاع وليست أي قمة.
أصبح التعصب للرأي والإيمان بالفكر الأوحد ونبذ تعدد الآراء والأفكار أبلج واضحاً، ومنه تأتى عدم قبول الرأي الآخر أو النصيحة والنقد البّناء من الآخرين، وقد لمست رفض ورد الرأي الآخر والنصيحة والنقد بكثرة في وسائل التواصل الاجتماعية كالفيس بوك وغيره، وأخص بالذكر تويتر الذي اعتبره بيئة أما أن تكون جاذبة وإما طاردة؛ فهي أكثر وسيلة يستخدمها الأفراد ويتواصلون من خلالها، فيها لمسنا تلقيح الأفكار وولادتها وتكوين الرأي وأساليب تقديم النصيحة والنقد. ولكن! للأسف الشديد من يؤمنون بالرأي الأوحد ورأيهم هو فقط الصواب وآراء الآخرين خطأ يتحزبون ويتعصبون لرأيهم ولا يقبلون النصيحة والرشد والنقد.
حقاً يؤسفني... ما إن تبدي رأيا أو تصحح آخر أو تهدي نصيحة لآخر أو توجه نقدا بنّاء لآخر، إلا وتُفاجأ بالردود العنيفة التي تفتقد اللباقة، وتفتقر إلى العلم الكافي بكيفية الرد على الآخرين حتى لو رأيه يحتمل الخطأ بنسبة كبيرة، ويبدأ الهجوم والرد بكلمات حادة جافة، وعادة يكون الرفض للشخص وليس للفكرة أو الرأي، وإن كان هذا الشخص مرفوضاً وغير مقبول وأفكاره غير سوية ومضروبة لابد من احترامه واحترام آرائه وقبول النقد والنصيحة منه؛ وإن كان رأيه أو نصحه لا يوافقني وقد يكون مستحيلاً أن أؤمن بما يتفضل علي به، ولكن من باب الأدب والاحترام لشخصه وما يحمل من أفكار وآراء، أقبله القبول الظاهري ولا أشعره بعدم قبولي له، واحتفظ بما عندي من توجيهات وملاحظات ونقد ونصح إلى أن يحين وقتها.
إن ما يولد عدم تقبل آراء الآخرين هو ذلك الخلل السائد والذي لابد من إصلاحه، ألا وهو اتّباع الأشخاص للأشخاص وليس للأفكار والآراء،، وهنا يأتي التصادم عندما يكون الدفاع مستميتاً، ليس من أجل الفكرة أو الرأي ولكن من أجل الشخص، ومن أهم أسباب عدم التقبل ذلك الانحراف الفكري الذي يجعل الشخص، يؤمن بمبدأ رأيي صحيح ولا يقبل التصحيح، ولا يقبل الآراء المناقضة والمخالفة.
لذا في نهاية المقال وجب علينا من باب المسؤولية أن نقول؛ كل فكرة وكل رأي وكل نقد مصدره الثوابت وآدابه مستقاة من القواعد علينا بتقبله؛ وحسن الظن في الطرف الآخر أنه ما أقدم على عرض رأيه أو فكرته أو نصحه أو نقده إلا ليوصل لي رسالة التفريق ما بين الصحيح والسقيم؛ لهذا الواجب علينا أن نشكره لا نحاربه؛ وبعد أن سطرت كلماتي أقول لكل من خالفني بآرائي وأفكاري ورفض نصحي ونقدي! هل تقبلني؟
منى فهد العبدالرزاق الوهيب
m.alwohaib@gmail.com
twitter: @mona_alwohaib
كل منا تعرض لموقف الرد والصد وعدم قبول رأيه حتى لو كان الطرف الآخر على يقين بصحة رأيك؛ وقد يكون رأيه ليس بخطأ فادح بل بالعكس قد يكمل رأيك ولو جُمعا؛ لانتهى مطافنا إلى حقائق أو أفكار جديدة متجددة؛ تكون بمثابة دستور ومنظومة حياة؛ تقضي وتسد حاجات البشر النفسية؛ وتعالج الكثير من مشكلاتهم.
لماذا نرهق عقولنا وأذهاننا بالتفكير، لماذا نترقب ونرقب الأحداث من بعيد دون الاقتراب منها، لماذا نتحفظ على بعض آرائنا إن لم تكتمل الصورة عندنا، لماذا نتعمق في دراسة الحدث والنظر إليه من جميع زواياه، لماذا، لماذا؟ كل لماذا كتبت في هذا المقال تحمل الإجابة نفسها؛ لأننا نحمل هماً وهذا الهم ولّدَ عندنا همة والهمة ولّدت العزيمة والإرادة لخدمة هذه الأمة لإيجاد المفاهيم والأفكار التي تنتشل الفرد من القاع إلى القمة ليس أي قاع وليست أي قمة.
أصبح التعصب للرأي والإيمان بالفكر الأوحد ونبذ تعدد الآراء والأفكار أبلج واضحاً، ومنه تأتى عدم قبول الرأي الآخر أو النصيحة والنقد البّناء من الآخرين، وقد لمست رفض ورد الرأي الآخر والنصيحة والنقد بكثرة في وسائل التواصل الاجتماعية كالفيس بوك وغيره، وأخص بالذكر تويتر الذي اعتبره بيئة أما أن تكون جاذبة وإما طاردة؛ فهي أكثر وسيلة يستخدمها الأفراد ويتواصلون من خلالها، فيها لمسنا تلقيح الأفكار وولادتها وتكوين الرأي وأساليب تقديم النصيحة والنقد. ولكن! للأسف الشديد من يؤمنون بالرأي الأوحد ورأيهم هو فقط الصواب وآراء الآخرين خطأ يتحزبون ويتعصبون لرأيهم ولا يقبلون النصيحة والرشد والنقد.
حقاً يؤسفني... ما إن تبدي رأيا أو تصحح آخر أو تهدي نصيحة لآخر أو توجه نقدا بنّاء لآخر، إلا وتُفاجأ بالردود العنيفة التي تفتقد اللباقة، وتفتقر إلى العلم الكافي بكيفية الرد على الآخرين حتى لو رأيه يحتمل الخطأ بنسبة كبيرة، ويبدأ الهجوم والرد بكلمات حادة جافة، وعادة يكون الرفض للشخص وليس للفكرة أو الرأي، وإن كان هذا الشخص مرفوضاً وغير مقبول وأفكاره غير سوية ومضروبة لابد من احترامه واحترام آرائه وقبول النقد والنصيحة منه؛ وإن كان رأيه أو نصحه لا يوافقني وقد يكون مستحيلاً أن أؤمن بما يتفضل علي به، ولكن من باب الأدب والاحترام لشخصه وما يحمل من أفكار وآراء، أقبله القبول الظاهري ولا أشعره بعدم قبولي له، واحتفظ بما عندي من توجيهات وملاحظات ونقد ونصح إلى أن يحين وقتها.
إن ما يولد عدم تقبل آراء الآخرين هو ذلك الخلل السائد والذي لابد من إصلاحه، ألا وهو اتّباع الأشخاص للأشخاص وليس للأفكار والآراء،، وهنا يأتي التصادم عندما يكون الدفاع مستميتاً، ليس من أجل الفكرة أو الرأي ولكن من أجل الشخص، ومن أهم أسباب عدم التقبل ذلك الانحراف الفكري الذي يجعل الشخص، يؤمن بمبدأ رأيي صحيح ولا يقبل التصحيح، ولا يقبل الآراء المناقضة والمخالفة.
لذا في نهاية المقال وجب علينا من باب المسؤولية أن نقول؛ كل فكرة وكل رأي وكل نقد مصدره الثوابت وآدابه مستقاة من القواعد علينا بتقبله؛ وحسن الظن في الطرف الآخر أنه ما أقدم على عرض رأيه أو فكرته أو نصحه أو نقده إلا ليوصل لي رسالة التفريق ما بين الصحيح والسقيم؛ لهذا الواجب علينا أن نشكره لا نحاربه؛ وبعد أن سطرت كلماتي أقول لكل من خالفني بآرائي وأفكاري ورفض نصحي ونقدي! هل تقبلني؟
منى فهد العبدالرزاق الوهيب
m.alwohaib@gmail.com
twitter: @mona_alwohaib