يخطئ كثير من الناس عندما يتصرف وهو يعتقد بأنه يمثل نفسه فقط، بينما هو في الحقيقة يمثل دائرة أوسع تشمل أسرته وعائلته وقبيلته وحتى دولته. وفي هذه الوقفة أو تقديم الشكر إلى الذين أعطوا للعالم صوراً جميلة عن الكويت.
وقبل أن أعدد هؤلاء أود أن أذكر موقفاً حصل معي في زيارتي الأخيرة للمملكة حيث استمتعنا بأجواء منطقة أبها عروس الجنوب.
في طريقنا للمنتزهات كنا نرى بعض الشباب السعودي، وقد أخرجوا نصف أجسادهم من السيارات ومنهم من يرقص ومنهم من يغني، ومنهم من يستعرض ببعض الحركات، فقال أحد الأبناء «يبه السعوديون خبول»؟ فقلت من تراه لا يمثل إلا القلة النادرة من أشقائنا السعوديين، وإلا ففيهم العلماء والدعاة وأهل الشيمة والكرم، وهذه الصفة الغالبة في أبناء المملكة، والذين تراهم قلة قليلة شوهت سمعة بلدها.
أعود لأذكر من قدموا صورة جميلة عن الكويت، وابدأ بأصحاب مؤسسات الإنتاج الفني والذين لم يقصروا في إظهار بنات الكويت على أنهن متمردات على العادات والتقاليد، وأن الكثير من الشباب الكويتي (صايع) ومدمن مخدرات، ولذلك عندما تذهب إلى دول الخليج ترى شعوبها تنظر لنا بكل احترام.
أشكر موظفي الحدود سواء من الداخلية أو الجمارك، والذين يأخذون الإجازات ويتغيبون عن الدوام في أوقات الذروة وخاصة في نهاية الأسبوع، فتزدحم السيارات وتقف في طوابير طويلة بينما هناك الكثير من الكبائن تعطي الإشارة الحمراء، ولعلهم يريدون أن يعطوا زوار الكويت أننا بلد مرغوب سياحياً، بدليل تلك الطوابير الطويلة على حدودنا.
كما أود تقديم الشكر لبعض شبابنا الذي عندما يسافر فيتجه مباشرة إلى المراقص والحانات فيوزع الأموال على الراقصات، ليثبت أننا شعب غني وأن الحكومة غير بخيلة علينا، وأننا من أغنى الشعوب ولذلك نوزع الأموال على من يسوى ومن لا يسوى.
أود أن أشكر ربات البيوت اللاتي عندما تأتي بعض الخادمات المسلمات إلى ديارنا على أنها بلاد إسلامية، فتجد الشدة وسوء المعاملة والحرمان من الراتب، وربما لعلها تريد أن تذكر الخادمة بما عاناه المسلمون الأوائل على أيدي الجاهليين.
أقدم الشكر كذلك لبعض أصحاب القنوات الفضائية، والذين أفسحوا المجال لكل من هب ودب، ولكل ساقط لاقط، ليسب الناس ويشتمهم، ويشوه سمعتهم،فقد أعطوا الشعوب الأخرى صورة جميلة لبلدنا الديموقراطي، والذي لا سقف ولا حدود للحرية فيه.
في الحقيقة ان الأمثلة التي ذكرتها هي قلة في مجتمعنا، ولكنها للأسف مؤثرة في تشويه السمعة، أما الذين يستحقون الشكر بالفعل، وهم وسام شرف لهذا البلد، وهم كثير بحمد الله ومنهم أهل الخير الذين وصلت مساعداتهم إلى مشارق الأرض ومغاربها حتى لا تكاد تزور بلدا إلا وترى آثار خير الكويتيين فيه.
شكرا لكل شاب وفتاة التزم بالأخلاق الفاضلة إينما حل أو ارتحل فأعطى الصورة الحقيقية للشباب الكويتي المحافظ على قيمه وأخلاقه، شكرا لكل صاحب قناة ابتعد عن سفاسف الأمور، وسخر قناته لخدمة المجتمع، وأظهر كيف يكون الإعلام الهادف.
شكراً لكل شاب تميز بعمل نافع ومفيد في المجال العلمي أو الرياضي أو الاجتماعي، وقدم الصورة الحقيقية للتميز، ولا يفوتني أن أقدم الشكر للاخوة القائمين على المؤسسات الدعوية، والتي أسهمت بشكل كبير في توجيه أفراد المجتمع على اختلاف أعمارهم من كلا الجنسين، بما فيه صلاح دنياهم وأخراهم، والتي ساهم بعضها خلال الصيف في تقديم الترفيه والمتعة لأبنائنا ضمن أجواء إيمانية تربوية.


عبدالعزيز صباح الفضلي
com Alfadli-a@hotmail
Twitter:@abdulaziz2002