تصريحات القيادات الغربية واضحة بأن نظام القذافي قد انتهى وهو في طريقه الى الزوال بإذن الله، أما نظام الأسد في سورية فقد صرح الغرب بأنه قد فقد شرعيته وتنبأ الرئيس الأميركي أوباما بقرب زواله.
أما الرئيس اليمني فسواء عليه أرجع الى بلده أم لم يرجع، لكن الواضح هو ان حكمه قد انتهى وسيتم استبداله أو تجميده.
نحن لا نقول بأن القادم سيكون بالضرورة أفضل مما هو موجود ولكن لابد ان نستوعب الدروس مما حدث ويحدث وهو ان الشعوب قد تصبر على الظلم سنوات طويلة ولكن متى ما بدأت حركة التغيير فإنها لا تتوقف، فمن يصدق بأن الشعب الليبي والشعب السوري اللذين كانا مكبلين بالأغلال وكان كل منهما يحسب نسماته وزفراته لكي لا يتم معاقبته عليهما، من يصدق بأنهم يخرجون اليوم الى الشوارع بمئات الألوف بصدور عارية دون خوف من بطش أزلام النظام، ومتى ما خلعت الشعوب رداء الخوف فإن الظالمين لابد وأن يرضخوا لنداء الواقع والعقل، وبالطبع فإن هنالك ضوابط شرعية كثيرة لابد من مراعاتها في التغيير وليس فقط الحماس المفرط.
المهم هو القول بأن خارطة المنطقة التي عشنا في ظلها عقودا كبيسة من الظلم والاضطهاد ستتغير قريبا بإذن الله، ونسأل الله تعالى ان يكون ذلك التغيير للأفضل وألا نعيد تكرار تجربة العراق وأفغانستان اللذين ينزلقان في كل يوم باتجاه الفوضى الشاملة ولاسيما بعد تخلي الغرب عنهما وقراره بالانسحاب منهما.
أما لبنان فهو يعاني اليوم من الموت البطيء بسبب الانقسام العميق في صفوفه، ومع ان قضية اغتيال رفيق الحريري - رحمه الله - قد وحدت الشعب اللبناني لإنهاء الاستعمار السوري لبلاده ولكن الدور الذي يقوم به حزب الله قد عاد ليكرس الانقسام والهيمنة السورية - الايرانية على لبنان.
ويمر لبنان اليوم بمفترق طرق بعد قرار الاتهام الموجه من المنظمة الدولية لشخصيات لبنانية بالضلوع في اغتيال الحريري ومنهم اربعة من حزب الله، وكانت ردة فعل رئيس الحزب عنيفة وتهديده بتصعيد الأمور اذا ما تم المساس بأحد من حزبه.
وقد فقد حزب الله جميع رصيده وشعبيته التي كسبها من التصدي للغزو الاسرائيلي للبنان عام 2006 - بالرغم من انه هو الذي تسبب في ذلك الغزو - فإذا ما ثبت تورطه في اغتيال أهم رئيس وزراء للبنان وأكثرهم شعبية ثم سيطرته على بيروت بالقوة ثم دعمه للنظام السوري في اغتيال شعبه ثم تقاعسه عن دعم أهل غزة في الاجتياح الاسرائيلي عام 2008، فلاشك ان كل ذلك يثبت ما يكرره الكثيرون من انه عصا ايرانية مغروزة في العالم العربي تنفذ كل ما تطلبه سورية وإيران منه وأنه لا يفعل إلا ما يصب في مصلحتهما!!
أما دور «إلياس صعب» صهر «عماد مغنية» في تفجيرات السفارات الأجنبية في الكويت في الثمانينات باسم مستعار ثم انكشاف دوره في اتهام المحكمة الدولية له في اغتيال الحريري، هذه الأدوار المشبوهة وسلسلة التآمر على بلدانهم قد نفرت الناس منهم وجعلت شعوبهم تنتظر اللحظة الحاسمة للخلاص من هيمنتهم، وهو ما سيحدث قريبا لذلك الثالوث المرعب بإذن الله.


د. وائل الحساوي
wael_al_hasawi@hotmail.com