مع ارتفاع حرارة الجسد الصحي الكويتي والتحركات الطردية لدار المهن الطبية المتمثلة بـ «الجمعية الطبية»، و«جمعية أطباء الأسنان الكويتية» في اتجاه تصحيح مسار الكادر الطبي المعمول به منذ عام 1993 ورفع الظلم الواقع على هذه الشريحة المهمة في المجتمع، تأتي تلك الأصوات النشاز في محاولة يائسة لخلط السم بالعسل والتشكيك بعدالة تلك الاستحقاقات المدعمة بالأدلة والبراهين، وذلك عن طريق اتهام الأطباء الكويتيين المهاجرين، والذين هم في طريقهم إلى الهجرة سعياً إلى ما هو أفضل بوطنيتهم وولائهم لهذه الأرض!إن أبناء هذا الوطن من أطباء لا يحتاجون لصكوك الوطنية تُعطى لهم ممن لا يملكها ليتمكنوا من إثبات حبهم وولائهم لأمهم الكويت. فتاريخ أصحاب هذه المهنة في أوقات الشدة خير دليل لمن يريد الحقيقة. وتلك التضحيات التي قدّمها أبناء الوطن من الأطباء أثناء فترة الغزو الصدّامي على بلدنا الحبيب خير دليل للمنصِفين، فأولئك الذين ثبتوا في مواقع عملهم لخدمة الصامدين من أهلهم وعرّضوا أنفسهم للإهانة والضرب والخطف والتعذيب، وأطباء الكويت الذين تشرّف بعضهم بتسطير أسمائهم بأحرف من نور ضمن قوافل شهداء الوطن لا يحتاجون إلى إيضاحات ودلائل للتصديق على ولائهم.فوطنية أبناء الكويت تعتبر خطاً أحمر لا يجوز تجاوزه في أي حال من الأحوال، ومن غير المقبول التلويح به من بعض المتنفذّين ومحاولة استخدامه تُرساً للمحافظة على كراسيهم. فأطباء الكويت الذين يواصلون الليل بالنهار تلبية لنداء الواجب المهني والوطني أكبر من أن يُزايد أحد على ولائهم من خلال تلك الأسطوانة المشروخة.
خربشة:«وعلّمنا بناء المجد حتىأخذنا إمرة الأرض اغتصاباً،وما نيل المطالب بالتمنيولكن تؤخذ الدنيا غلاباً».
د. علي عبد الله جمال
طبيب وكاتب كويتيDralijamal@yahoo.com