| أمل الرندي |
الإنسان المخلوق الوحيد القادر على تحقيق أهدافه في هذه الحياة، وقد وهبه الله سبحانه وتعالى القدرة على الارتقاء والتقدم في مجالات شتى «الاجتماعي، الروحاني، الفكري، المادي»، فعلينا الاستفادة من هذه النعمة الإلهية في تغير أنفسنا إلى الأفضل... الأحسن... ونرتقي إلى مراتب المتميزين، ومن الطبيعي أن تتفاوت نسبة التقبل والرغبة في التغير من إنسان إلى آخر وسنجد أن الطموحين لديهم العديد من الأشياء التي يريدون تغيرها إلى الأفضل، لأن الشخصيات الناجحة من سماتها التغير المستمر فتكون أكثر تطور وتقدم، والتغير الحقيقي يأتي بالتدريج فإذا تأملنا إلى العالم من حولنا فسنجد ان كل شيء فيه يتغير بالتدريج ابتداء من مراحل نمو الإنسان والنبات وكل المخلوقات حتى خلق الكون ولذلك علينا عدم استعجال قطف الثمار قبل أن تنضج، فالإنسان عندما يغير من نفسه... يغير العالم من حوله.
وهناك معادلة جميلة عن التغير «زمن + وسط جديد = تغير حقيقي»، وأصعب ما في عملية التغير ليس الإمكانيات والقدرات ولا الفرص بل الإرادة القوية للتغير، فالتغير النابع من القلب والعقل لايمكن أن يضعف، فالتفكير أصل كل فعل، فعند تغير طريقة التفكير تتغير الأفعال وهناك قصة لمليونير اميركي زنجي أصبح غنيا في فترة قصيرة، عندما قابلوا ليتعرفوا كيف أصبح غنيا بهذه السرعة قال:أنا عملت شيئين عندما يقوم بهم أي إنسان سوف يصبح مليونيرا، الأمر الأول: أنا قررت أن أصير مليونيراـ، الثاني بعدما قررت حاولت أن أصير مليونيرا ولكن بمحاولات جادة نحو هذا القرار ولم أيأس من تكرار المحاولات حتى أصبحت مليونيرا وتغيرت حياتي كلها، فهناك شيئان يحتاجهما الإنسان في عملية التغير القرار والمحاولة الجادة لذلك تأتي صعوبة التغير، وفي طريق التغير لايوجد مستحيل فلا تسمح باليأس ولا تسمح بالإحباط، وهناك ست محطات للتغير لكل من يرغب فعلا بالتغير فعليه بالتعامل معهم وهما: الملاحظة هي الخطوة الأولى للتغير فالنظر إلى الذات وملاحظة السلوك والأفعال التي نقوم بها حتى ندرك السلوك السيئ الذي نريد تغيره ونحدده، القرار: بعد تحديد السلوك تأتي الخطوة الفعلية باتخاذ القرار فمثلا إذا كنا على خلاف مع احد الأصدقاء فرفع سماعة الهاتف والتحدث معه خطوة ايجابية لتغير الموقف، التعلم: قد تكون هناك أشياء كثيرة نود تغيرها وتقف عدم المعرفة أمام هذا التغير ويكون الحل هو بذل مزيد من الجهد من أجل التعلم، الاستيعاب:التغير السريع ليس له نتيجة ثابتة ولكن التغيرالتدريجي يعطي نتائج ثابتة وأفضل لأنه يعطي برمجة للعقل الباطن ويتكون السلوك الذي نرجوه مكان السلوك القديم الذي نود تغيره مثل تغير نظامنا الغذائي، الممارسة: يقول الكسيس كاريل «لايستطيع الرجل تغير نفسه من دون ألم فهو الرخام وهو النحات»، فالعادات الجديدة تحتاج إلى صبر وإصرار من أجل ترسيخها وتعويد النفس عليها، الاستمرارية جزء لا يتجزأ من السلوك الجديد، فالتقدم مستحيل بدون تغير والذين لايستطيعون تغير طريقة تفكيرهم لا يستطيعون التغير، فمعرفة النفس جيدا والتعرف على نقاط الضعف والقوة تجعل التغير أسرع، فالتغير مرادف للتطوير... وبداية التنمية... ورفيق التقدم وقد قال الفيلسوف الألماني جوته:
«يجب أن نطور ونغير ونجدد دائما من أنفسنا وإلا تحجرنا».


* كاتبة كويتية
Amal _rand@yahoo.com