| منى عبدالباري حيدر |
«من نصحك أحسن إليك»، جمال، أفخم الماركات، سيارة فخمة... إلخ، كلمات قد يتساءل البعض ما المقصود منها؟، يعتقد الكثير من الناس أنها هي البوابة الفعلية إلى عالم البيروقراطية، والاتيكيت.
لكن إن بحثنا قليلا لوجدنا **الحقيقة مخالفة لذلك، الماركات والباحثون عن الجمال... الخ، كل ذلك لا يصنع الاتيكيت، فالحقيقة تكمن في الباطن الوجداني وليس الشكلي، لا أريد أن أدخل بفلسفة الكلمات ولكن ما أريد إيضاحه هو من يسعى إلى تجميل شكله الظاهري كاستخدام العديد من النساء الكريمات لتغطية عيوب البشرة وصناعة شكل قد يروق للآخرين وأي سبب آخر، فليس هذا هو الكمال، بل تبقى الحقيقة الصورية الشكلية هي الواضحة، فهناك الكثير من ينفخ بنفسه وكأنه طاووس يسير على الأرض، إلا أنه لا يتمتع بأسلوب وسلوك أخلاقي، كالدفاشة مثلا، أثناء الزيارات العائلية أو التجمع النسائي على الأخص في جلساتهن الاعتيادية، فمجرد دخولها لغرفة ما لأداء فريضة الصلاة تبدأ بفضولها ودفاشتها في التلصص وتقليب الأدوات على كل ما في الغرفة، حتى وإن وصل بها الأمر فتح خزانة أصحاب المنزل بغيابهم، وتكتمل الدفاشة عند الحد يث مثلا كفرض الرأي والإصرار على رأيه دون اطلاع سابق ولكنه مجرد هيمنة عقيمة، ومقاطعة الآخرين أثناء الحديث، فقط لإبراز نفسه لكي يكون في الصورة، وهناك فئة أخرى من أنواع الدفاشة وهي من يحاول تقليد الآخرين دون الاعتراء على ما يملكه من قدرات، ولكن مجرد تقليد أعمى سواء هذا التقليد يتكيف مع هذه الشخصية وتركيبتها، وملاءمتها الذهنية أم لا، فكل ذلك ما يطلق عليه في اللغة العامية «دفاشة».
إذا ليس الاتيكيت هي مجرد كماليات، وتزيين الشكل الخارجي وتغطية الوجوه بكومة من الكريمات، واحتلال مركز ذي وسط اجتماعي مرموق، بل هو سلوك وتهذيب باطني لانعكاس الصورة على الشكل الخارجي، فسبحان الله تكسبه كاريزما ربانية، دون تدخل انساني.


* كاتبة وفنانة تشكيلية
EMAIL: monart@live.com