من القصص التي قصّها علي والدي - حفظه الله - ان الشيخ عبدالله السالم - رحمه الله - قد تسلم الحكم في وقت كانت فيه الكويت امارة ليس لديها دستور ينظم حياتها وقليل من القوانين، واهلها بالرغم من الفقر الا انهم كانوا يملكون الطيبة والأخلاق العالية والبعد عن التنافس على الدنيا.
وقد كان بعض افراد الاسرة الحاكمة يملكون من السطوة والنفوذ الشيء الكثير، فميزانية الدولة مسخرة للبعض منهم ومظاهر البذخ والتبذير قد تجاوزت كل حدود، والبعض كان يهيمن على الحكومة ويمسك اكثر من وزارة يتصرف فيها كما يشاء.
استدعى الشيخ عبدالله السالم احد المتنفذين ليسأله عن بعض التجاوزات التي جرت على يده، فرد عليه بتهكم وازدراء، وكان الشيخ عبدالله معروفا بهدوئه وسكوته ما اغرى البعض به، فما كان من الشيخ عبدالله إلا ان اخذ كرسيا بجانبه وضرب به ذلك المتنفذ وكسره على جسده، ثم امر الحرس بوضع الحديد في يده وزجه في السجن، فأحدثت اصداء تلك الواقعة هزة في اوساط الناس، ثم قام بتجريد اولئك الشيوخ الكبار الذين طغوا من مناصبهم ونفوذهم، بل وطرد بعضهم الى خارج الكويت، وبذلك دانت الكويت جميعها لحكمه وتغيرت الامور خلال اشهر قليلة والتزم الجميع بأمر القانون.
بالطبع فإن الشيخ عبدالله السالم لم يكتف بذلك وانما عمل على وضع دستور مكتوب للبلاد وتشريع قوانين عصرية ووضع نظاما دستوريا للبلاد لا نزال ننعم به.
كلمات سمو امير البلاد يوم الاربعاء الماضي لأبنائه تثير في قلوبنا حسرة وحزن على ما وصلت اليه الحال في بلادنا:
( بلغ السيل الزبى) - (محاولات تكريس لثقافة غريبة وانحدار في لغة الحوار وانتهاك للدستور والقانون وضوابط الحرية) - (ممارسات برلمانية تخرج عن اطار الدستور وتتجاوز مقتضيات المصلحة الوطنية) - (تحت قبة البرلمان تعسف وتسجيل مواقف وتصفية حسابات وشخصانية مقيتة).
ان كل هذه الأمور يا سمو الأمير تمثل ظاهرة واحدة ألا وهي الاستهانة بالقيادة والتسلق على جدران الوطن من اجل تحقيق المنافع الشخصية، وتتلخص الحلول جميعها في امر واحد ألا وهو انتزاع هيبة الدولة وفرض القانون على الكبير قبل الصغير، على الشيخ قبل المواطن، على الفقير قبل الغني. ليس اسهل على الانسان من ان يضع التبريرات والتأويلات لجميع ما يقوم به من انتهاكات مستشهدا بقول الشاعر:
والظلم من شيم النفوس فإن
تجد عادلا، فَلعلَّة لا يظلم
ان الشعب الكويتي لا يطلب اكثر من الحزم في تطبيق القانون وفرض هيبته، فهذا هو ما ينقصنا اليوم.
يقتل القتيل ويمشي في جنازته!
كم اتعجب ممن يقتل الانسان ثم يمشي في جنازته، واقصد بهم بعض نواب المجلس الذين اوصلوا البلاد الى ما وصلت اليه، ثم رأيناهم يثنون على كلمة سمو الامير ويطالبون غيرهم بالسمع والطاعة، ألا يعلم هؤلاء بأن فحوى الخطاب كان موجها لهم؟!
د. وائل الحساوي
wael_al_hasawi@hotmail.com
وقد كان بعض افراد الاسرة الحاكمة يملكون من السطوة والنفوذ الشيء الكثير، فميزانية الدولة مسخرة للبعض منهم ومظاهر البذخ والتبذير قد تجاوزت كل حدود، والبعض كان يهيمن على الحكومة ويمسك اكثر من وزارة يتصرف فيها كما يشاء.
استدعى الشيخ عبدالله السالم احد المتنفذين ليسأله عن بعض التجاوزات التي جرت على يده، فرد عليه بتهكم وازدراء، وكان الشيخ عبدالله معروفا بهدوئه وسكوته ما اغرى البعض به، فما كان من الشيخ عبدالله إلا ان اخذ كرسيا بجانبه وضرب به ذلك المتنفذ وكسره على جسده، ثم امر الحرس بوضع الحديد في يده وزجه في السجن، فأحدثت اصداء تلك الواقعة هزة في اوساط الناس، ثم قام بتجريد اولئك الشيوخ الكبار الذين طغوا من مناصبهم ونفوذهم، بل وطرد بعضهم الى خارج الكويت، وبذلك دانت الكويت جميعها لحكمه وتغيرت الامور خلال اشهر قليلة والتزم الجميع بأمر القانون.
بالطبع فإن الشيخ عبدالله السالم لم يكتف بذلك وانما عمل على وضع دستور مكتوب للبلاد وتشريع قوانين عصرية ووضع نظاما دستوريا للبلاد لا نزال ننعم به.
كلمات سمو امير البلاد يوم الاربعاء الماضي لأبنائه تثير في قلوبنا حسرة وحزن على ما وصلت اليه الحال في بلادنا:
( بلغ السيل الزبى) - (محاولات تكريس لثقافة غريبة وانحدار في لغة الحوار وانتهاك للدستور والقانون وضوابط الحرية) - (ممارسات برلمانية تخرج عن اطار الدستور وتتجاوز مقتضيات المصلحة الوطنية) - (تحت قبة البرلمان تعسف وتسجيل مواقف وتصفية حسابات وشخصانية مقيتة).
ان كل هذه الأمور يا سمو الأمير تمثل ظاهرة واحدة ألا وهي الاستهانة بالقيادة والتسلق على جدران الوطن من اجل تحقيق المنافع الشخصية، وتتلخص الحلول جميعها في امر واحد ألا وهو انتزاع هيبة الدولة وفرض القانون على الكبير قبل الصغير، على الشيخ قبل المواطن، على الفقير قبل الغني. ليس اسهل على الانسان من ان يضع التبريرات والتأويلات لجميع ما يقوم به من انتهاكات مستشهدا بقول الشاعر:
والظلم من شيم النفوس فإن
تجد عادلا، فَلعلَّة لا يظلم
ان الشعب الكويتي لا يطلب اكثر من الحزم في تطبيق القانون وفرض هيبته، فهذا هو ما ينقصنا اليوم.
يقتل القتيل ويمشي في جنازته!
كم اتعجب ممن يقتل الانسان ثم يمشي في جنازته، واقصد بهم بعض نواب المجلس الذين اوصلوا البلاد الى ما وصلت اليه، ثم رأيناهم يثنون على كلمة سمو الامير ويطالبون غيرهم بالسمع والطاعة، ألا يعلم هؤلاء بأن فحوى الخطاب كان موجها لهم؟!
د. وائل الحساوي
wael_al_hasawi@hotmail.com