نبارك للمعلمين كادرهم الجديد والذي وافق عليه 47 نائباً، وهو عدد كاف بإقراره في هذه الدورة حتى لو ردته الحكومة - ما لم تحصل تراجعات وتوجيهات - قد يقول قائل بأن هذا الكادر كبير ويكلف الدولة مئات الملايين من الدنانير ولا سيما أن أعداد المعلمين كبيرة وتزداد سنوياً، ولكن يجب أن ندرك بأن التعليم هو أشرف مهنة في الوجود وأنها مهنة الرسل صلوات الله عليهم وسلامه، وأن التعليم هو سر نهضة الأمم، ومهما صرفنا عليه فهو مال غير ضائع.
وإذا نظرنا إلى راتب المدرس الياباني فنجد بأنه يصل إلى 45.000 دولار سنوياً لمدرس الابتدائي وهو أعلى راتب في العالم بعد لوكسمبورغ وسويسرا وألمانيا وكوريا، ويصل الراتب إلى 75.000 لمدرس الثانوية إضافة إلى علاوة مالية بمعدل ثلاث مرات سنوياً، تصل إلى أضعاف الراتب الأساسي، وبدلات للأسرة ومصاريف طبية وبدلات كثيرة، ما يثير الاهتمام والحسد كما تقول الكاتبة الأميركية «ميري هيت».
لكن لابد أن نبين بأن هذه الزيادات في رواتب المعلمين لابد أن يواكبها دقة متناهية وصرامة في اختيار الداخلين الى تخصص التعليم لكي نبعد كل من لا يصلح لتلك المهنة - وهم كثيرون وللأسف - كما ولابد من تأهيلهم التأهيل الصحيح بحيث يتخرج المدرس بحصيلة علمية قوية وممارسة كبيرة وقد يتطلب ذلك زيادة عدد سنوات الدراسة.
أما الأهم فهو أن يكون هنالك نظام تقويم للمدرس وعدم التساهل في من يثبت أداؤهم الضعيف، وهذا التأهيل يجب أن يشمل الجانب الأخلاقي قبل الجانب المعرفي، فالمدرس هو القدوة الأولى للطالب بعد والديه والطالب ينظر إلى تصرفاته قبل أن ينظر الى تدريسه.
روى الجاحظ أن عقبة بن سفيان لما دفع ابنه إلى المؤدب قال له: «ليكن أول ما تبدأ به من إصلاح بنيّ إصلاح نفسك فإن أعينهم معقودة عليك فالحسن عندهم ما استحسنت والقبيح عندهم ما استقبحت وعلمهم سير الحكماء وأخلاق الأدباء وهددهم بي وأدبهم دوني وكن كالطبيب الذي لا يعجل بالدواء حتى يعرف الداء. ولا تتكلن على عذر مني فإني قد اتكلت على كفاية منك».
لقد سئم المعلمّون من ترداد ما قاله الشاعر:
(شوقي) يقول - وما درى بمصيبتي
«قم للمعلم وفّه التبجيلا»
أقعد، فديتك هل يكون مُبَجّلا
من كان للنشء الصغار خليلا!
ويكاد (يفلقني) الأمير بقوله:
«كاد المعلم أن يكون رسولا»
لو جرَّب التعليم (شوقي) ساعة
لقضى الحياة شقاوة وخمولا
حسبُ المعلم غمَّة وكآبة
مرأى (الدفاتر) بكرة وأصيلا
د. وائل الحساوي
wael_al_hasawi@hotmail.com
وإذا نظرنا إلى راتب المدرس الياباني فنجد بأنه يصل إلى 45.000 دولار سنوياً لمدرس الابتدائي وهو أعلى راتب في العالم بعد لوكسمبورغ وسويسرا وألمانيا وكوريا، ويصل الراتب إلى 75.000 لمدرس الثانوية إضافة إلى علاوة مالية بمعدل ثلاث مرات سنوياً، تصل إلى أضعاف الراتب الأساسي، وبدلات للأسرة ومصاريف طبية وبدلات كثيرة، ما يثير الاهتمام والحسد كما تقول الكاتبة الأميركية «ميري هيت».
لكن لابد أن نبين بأن هذه الزيادات في رواتب المعلمين لابد أن يواكبها دقة متناهية وصرامة في اختيار الداخلين الى تخصص التعليم لكي نبعد كل من لا يصلح لتلك المهنة - وهم كثيرون وللأسف - كما ولابد من تأهيلهم التأهيل الصحيح بحيث يتخرج المدرس بحصيلة علمية قوية وممارسة كبيرة وقد يتطلب ذلك زيادة عدد سنوات الدراسة.
أما الأهم فهو أن يكون هنالك نظام تقويم للمدرس وعدم التساهل في من يثبت أداؤهم الضعيف، وهذا التأهيل يجب أن يشمل الجانب الأخلاقي قبل الجانب المعرفي، فالمدرس هو القدوة الأولى للطالب بعد والديه والطالب ينظر إلى تصرفاته قبل أن ينظر الى تدريسه.
روى الجاحظ أن عقبة بن سفيان لما دفع ابنه إلى المؤدب قال له: «ليكن أول ما تبدأ به من إصلاح بنيّ إصلاح نفسك فإن أعينهم معقودة عليك فالحسن عندهم ما استحسنت والقبيح عندهم ما استقبحت وعلمهم سير الحكماء وأخلاق الأدباء وهددهم بي وأدبهم دوني وكن كالطبيب الذي لا يعجل بالدواء حتى يعرف الداء. ولا تتكلن على عذر مني فإني قد اتكلت على كفاية منك».
لقد سئم المعلمّون من ترداد ما قاله الشاعر:
(شوقي) يقول - وما درى بمصيبتي
«قم للمعلم وفّه التبجيلا»
أقعد، فديتك هل يكون مُبَجّلا
من كان للنشء الصغار خليلا!
ويكاد (يفلقني) الأمير بقوله:
«كاد المعلم أن يكون رسولا»
لو جرَّب التعليم (شوقي) ساعة
لقضى الحياة شقاوة وخمولا
حسبُ المعلم غمَّة وكآبة
مرأى (الدفاتر) بكرة وأصيلا
د. وائل الحساوي
wael_al_hasawi@hotmail.com